فيلم ستة أسابيع .. الأمومة المفقودة

عاصم الجرادات

فراق … تضحية … معاناة … كلها موجودة في ست أسابيع هي الأولى والأخيرة التي تعيشها الأم مع طفلتها الوليدة قبل أن تعلن استقالتها من منصب أمومتها البيولوجية.
يطرح مخرج فيلم ست أسابيع البولوني “مارسين يانوس كرافتشيك”  فكرة التبني في المجتمع البولوني بطريقة مختلفة تماماً فهو يتحدث عن القانون الذي يُجيز للأم التخلي عن مولودها بعد ستة أسابيع لكي يتبناه آخرون عندما لا تكون قادرة على رعايته، ويقدم القانون مهلة مدتها ست أسابيع لكي تعلن الأم قراراً نهائياً بخصوص تخليها عن طفلتها، فتعيش كاميرا الفيلم مع الطفلة في تفاصيل الحياة الطفولية وتصور الأشياء في المستشفى ومكان رعاية الطفل من منظور الطفل بطريقة فنية فريدة.
فحسب القانون يحق للأم البيولوجية فقط كتابة رسالة لطفلتها تقرأها عندما تبلغ الثامنة عشرة من العمر، وتحمل الرسالة في طياتها جملة من التبريرات التي ساقتها الأم عن سبب تخليها عنها وتبين فيها رداءة الوضع المعاشي ليقدم الفيلم توصيفاً لحالة الفقر التي يعيشها بعض أجزاء من المجتمع البولوني بطريقة غير مباشرة في الطرح، ولكنها مقتصرة على التوصيف اللغوي بعيداً عن الكاميرا التي لم تستعمل في التقاط مظاهر الفقر في المجتمع البولوني .

من الفيلم

 وكاميرا المخرج  فقط كانت ترافق تلك الطفلة في تحركاتها الدقيقة حيث بدا الفيلم واقعياً إلى أبعد حد فالتمثيل غائب لأن التعامل كان مع الطفلة ليس مع أي شيء أخر قادر على صنع مشهد درامي.
يختم الفيلم لقطاته في استقبال عائلة المتبنية للطفلة والحصول عليها، وهي ذاتها لحظة الاستقبال تعني لحظة الوداع لأن الأم قررت بعد ستة أسابيع تثبيت قرارها في التخلي عن فلذة كبدها.
من حيث الشكل الفيلم اعتمد على اللغة البصرية، وقلَّ النص الكلامي باستثناء قراءة رسالة الوداع أو التبرير وبعض المداخلات القصيرة من الأم.

بطاقة المخرج:
مارسين يانوس كرافتشيك
من مواليد عام 1978.
يعمل كممثل، درس إخراج الأفلام التسجيلية في معهد أندريه فاجدا للإخراج السينمائي.
له  فيلمي «موعد» 2006، والذي تم عرضه في خمس وعشرين مدينة وترشح لجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، إضافةً لفيلمه « ستة أسابيع».


إعلان