الأنوثة،الحب،الحرب بمهرجان الفلم النسائي بــكريتي
باريس ـ محمد ولد ادوم
أسدل الستار على النسخة الثانية والثلاثين من المهرجان الدولي لسينما النساء بمدينة “كريتي” تلك الضاحية الباريسية الحبلى بالثقافة والفنون والمعروفة بدور الشباب والصالات السينمائية والتقاليد العريقة في الثقافة والفن..
وكان المهرجان قد انطلق في الثاني من ابريل الجاري على أنغام الموسيقى والطبول الإفريقية في حضن الصوت الدافئ للفنانة المالية رقية تراورى، واختتم في الرابع عشر من نفس الشهر وسط تتويج الأفلام والمخرجات الفائزات.. وكانت أيام المهرجان حافلة بالعروض لحوالي 80 فلما من إخراج نساء من مختلف أرجاء العالم، إضافة إلى الورش الفنية التي نظمت على هامش المهرجان فضلا عن المحاضرات واللقاءات مع بعض المخرجات وبعض التجارب السينمائية في العالم وفي إفريقيا على وجه الخصوص.. إذ أن هذه النسخة من المهرجان قد فتحت نافذة على السينما الإفريقية بشكل عام حين قدمت عروضا خاصة داخل المسابقة الرسمية وخارجها لمجموعة كبيرة من الأفلام لمخرجات إفريقيات رائدات من الجيل الأول وكذلك للمخرجات الشابات في حين كانت موريتانيا ضيف شرف هذه النسخة من المهرجان.
المهرجان كانت فرصة للنساء لاستعراض عضلاتهن والحديث عن حقوقهن، مما بدا جليا في جوائز المهرجان، حيث كان من الملفت للانتباه أن كل جوائز المسابقات الرسمية قد ذهبت لأفلام تتحدث عن قضايا سياسية كالحرب الأفغانية وقضية إقليم التبت، وانتهاكات حقوق الإنسان في الاتحاد السوفييتي سابقا… فيما ذهبت جوائز الجمهور للأفلام التي تتحدث عن حقوق المرأة وكفاح نساء العالم من أجل الحرية والمساواة.
![]() |
من فيلم بودانا ملصق المهرجان |
لجان التحكيم رغم وجود نسبة رجولية داخلها إلا أن الجنس الناعم كان سيد الموقف وقد ذهبت جائزة أحسن فلم تمثيلي طويل للفلم الفنلندي “بودانا” لمخرجته “آناستازيا لابسي”، وهو شريط ذكريات يتطرق لجوانب من طفولة المخرجة في الثمانينات، عندما قرر الاتحاد السوفيتي آنئذ ترحيل شعب “النانت” الذي تنتمي إليه، بحجة البحث عن الغاز الطبيعي في أراضيهم.. ليصبح الطفل “نيكو” ـ الذي تقمصت من خلاله المخرجة شخصيتها ـ والذي يعيش مع أبيه وجدته ضحية التشرد والبحث عن لقمة العيش.. فيما حصد الفلم “الحب والحرب في كابول” للمخرجة الألمانية “هلغا ريسميستر” جائزة أحسن فلم وثائقي طويل، ويحكي الفلم قصة حسين وشيماء الذين جمعت بينهما قصة حب طفولي قوية قبل أن تضع الحرب حدا لهذه القصة، وتجبر حسين على امتشاق سلاحه ودخول معمعان الحرب في حين يفرض والد شيماء عليها أن تكون الزوجة الرابعة لرجل عجوز.. اليوم وبعد الاستقرار النسبي يسرق العاشقان فرصا للقاء بعيدا عن أعين الرقباء ويحلمان باليوم الذي يعيشان فيه تحت سقف واحد.. فيما منح جمهور المهرجان جائزته الكبرى للفلم الألماني “عندما نغادر” للمخرجة “فيو آلاغاد”، وهو قصة شابة تركية قررت أن تقود حربا ضد عائلتها المستوطنة اسطنبول وتهاجر إلى برلين من أجل حماية طفلها وحريتها.. و ذهبت جائزة الجمهور لأفضل فلم وثائقي لــ”الشمس خلف الغيوم” للمخرجتين الانجليزية ريتا سورين والهندية سومان تنزينغ، وهو فلم يطرح للنقاش قضية التبت من خلال الدلاي لاما القائد السياسي والروحي للمقاومة في التبت، يقوده الفلم للموازنة بين دوريه كزعيم سياسي وكمرجع ديني.. ومع جوائز الجمهور دائما فقد ذهبت جائزة الجمهور لأحسن فلم قصير أجنبي للفلم السويدي الدانمركي “أنا وأنفي” لمخرجته السويدية “زيسكا زمس” التي تبحث عن أنف يشابه أنفها في رحلة مليئة بالضحك والمغامرة، وهو نفس الفلم الذي حصل على جائزة جامعة كريتي.. أما جائزة أحسن فلم فرنسي قصير فقد حازها الفلم “النقل بين المدن” للمخرجة “ديانا غي”؛ رحلة صيفية بين مدينتي داكار وسينلوي السينغاليتين تتخللها بعض المواقف والحكايا.. وقد شكل المهرجان لجنة تحكيم من تلاميذ الثانوية، تلك اللجنة التي أعطت جائزتها للفلم البلجيكي “ملكتي كارو” للمخرجة “دورتي فان بن برش”، كارو الفتاة الجميلة المدللة التي قررت تحدي قوانين أمستراد في ستينيات القرن الماضي,, وأخيرا فاز الفلم التيواني “حلم والكر” للمخرجة دي جي تشان بجائزة قناة “كنال بليس”.