سمر كموج توثق بصوتها تراث السنباطي الموسيقي

ألحان موسيقية عمرها 27 سنة ترى النور أخيرا…

سمر كموج صوت لبناني رقيق وطربي من طراز عال اختارها أحمد السنباطي نجل الموسيقار الراحل رياض السنباطي لتؤدي بعض المقطوعات التي لحنها السنباطي الأب منذ 27 سنة ولم تر النور بعد.
تألقت سمر في قاعة اليونيسكو في بيروت وهي تؤدي هذه الأغاني الطربية التي تميز بعضها بحسها القومي والوطني. ومما زاد هذه الأغاني قيمة أن أربعة منها كان السنباطي قد لحنها للسيدة فيروز. مما طرح إشكالا قانونيا حول أحقية سمر في أداء تلك الأغاني.
وفي حديث مع الجزيرة الوثائقية اعتبرت سمر أن العمل الذي نالها شرف إنجازه هو عمل توثيقي بامتياز ولكنه توثيق من نوع خاص. إنه توثيق بالصوت والأداء بعدما تم توثيق تلك المقطوعات على الورق. وأشادت بالأستاذ أحمد السنباطي الذي أتاح لها هذه الفرصة واختارها لأداء أغان تنتمي على الزمن الجميل.

وأضافت سمر بأن هذه التجربة تأتي في زمن سيطر فيه نوع من الفن يفتقر إلى كثير من المواصفات الجمالية سواء في مستوى اللحن أو الصوت أو الأداء. وتهدف بهذا الأداء إلى إعادة إحياء ما تركه السنباطي وجيله  من درر.

سمر كموج تؤدي مع أحمد السنباطي أحد الألحان أبيه

وأضافت سمر أن هناك تراثا موسيقيا كبيرا لم ير النور بعد ولم تتم الاستفادة منه. وأنه علينا أن نوثق ذاكرتنا الموسيقية بأداء الألحان العتيقة التي لم تر النور في حينها. وجدير بالذكر أن مكتبة السنباطي تحتوي حوالي 75  لحنا. لم تؤد منها سمر سوى عشرة ألحان.

وفي حديثها عن الإنتاج والتسويق قالت سمر كموج إنها رفضت عدة عروض لإنتاج هذه الأغاني، جاءتها من شركات ذات طابع تجاري. وقالت إن التفكير بعقلية تجارية في هذه الإبداعات سيضعف من قيمتها. وتأمل في أن تلتفت إلى مشروعها جهة رفيعة المستوى وتقدر التراث الموسيقي الأصيل لتمول عملية إنتاج مشروعها.

وفي سؤال حول موضوع الكليب الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من فن الغناء الحديث، تعتبر سمر هذه الظاهرة إيجابية إذا تم الاشتغال عليها بشكل جمالي وبحس إبداعي يرتقي إلى المستوى الفني وهذا يتطلب مخرجا يجعل من الصورة لحنا ومن اللحن صورة على حد تعبيرها.

وتتمتع المطربة سمر كموج بثقافة موسيقية راقية فهي حائزة على  دبلوم في الموسيقى العربية و في الغناء الشرقي من المعهد الوطني العالي للموسيقى ببيروت هذا إضافة إلى بكالوريوس في الإعلام من الجامعة اللبنانية. كما أن لها مسيرة غنائية طويلة ومثلت لبنان في كثير من التظاهرات الفنية في أوروبا والعالم العربي منذ منتصف التسعينات. كما أنها أعدت وقدمت أكثر من أربعة برامج تلفزيونية متخصصة في الموسيقى في بعض المحطات التلفزيونية اللبنانية والعربية. ويأتي مشروعها هذا لتتوج فترة من الاجتهاد الفني آملة بان تفتتح مسيرة ناجحة في المستقبل لا تحيد فيها عن قناعاتها الفنية الراقية والملتزمة.


إعلان