اختتام مهرجان مدريد الدولي للفيلم الوثائيقي

اختتمت مساء الجمعة  الماضي الدورة السابعة لمهرجان مدريد الدولي للفيلم الوثائقي، بتوزيع الجوائز على الفائزين. و قد كان أبرز الفائزين  فيلم “الحرقة” الذي حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل. و هو فيلم للمخرج الشيلي رين بيسطروس ومن إنتاج مشترك  فرنسي – شيلي. موضوع الفيلم ذو طابع ذاتي، حيث يقوم رين بيسطروس الذي هو محور قصة الفيلم ومخرجه في نفس الوقت، بالبحث عن أمه التي اختفت دون أن تترك أثرا،  وقد قام المخرج بتوثيق هذه الرحلة،  لكي يعرضها في فيلم وثائقي. وقد صرح رين بيسطروس أثناء تسلمه للجائزة ، “أردت القيام بهذا العمل منذ سنوات، بالنسبة لي كانت عملية صعبة أن أنجز فيلما وثائقي والبحث عن أم تركتني منذ زمن بعيد”.

الفيلم الفائز “الحرقة”

 أما جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير فقد عادت لفيلم من لتواني ” النهر”  للمخرج  رمينات غرود، ويحكي معاناة اليومية  لسكان إحدى القرى بسب فيضانات التي يسببها النهر في فصل الشتاء. وفي صنف الريبورتاج الطويل فاز “المشتبه فيه” وهو  من إخراج المكسيكي روبرتو إرنندس، الريبورتاج يعرض قصة رجل أدخل السجن بعد أن اتهم بجريمة قتل، لكي يتضح لاحقا أنه ليس المسؤول عن تلك الجريمة، الفيلم ينتقد تفشي الفساد في النظام القضائي المكسيكي كما يكشف تناقضاته القانونية. أما جائزة أفضل فيلم وثائقي من إنتاج إسباني فقد عادت لفيلم ” مدينة الأموات” من إخراج سيرج تريفوت، الفيلم يرصد الحياة اليومية لسكان الذين يقطنون في مقابر مدينة القاهرة.

فيلم المشتبه

لم يكن أمر اختيار الفيلم الفائز لهذه الدورة بالعمل السهل بالنسبة للجنة التحكيم. فبحسب لجنة التحكيم فإن البناء المحكم، والدقة في رصد التفاصيل ونجاعة الأسلوب في التعبير عن اللحظات الإنسانية و النظرة العميقة للواقع بإيجابياته وسلبياته، هي المعايير التي أجمعت عليها لجنة التحكيم في إختيار الأفلام الفائزة.

فيلم “مدينة الأموات”

وما يميز دورة هذا العام هو تدشين المقر الجديد والدائم للمهرجان في محاولة من المنظمين طمأنة جمهور سينما الواقع بمصير المهرجان أما سيل الإشاعات التي تتكرر كل عام. وشهدت هذه الدورة  أيضا حضورا بارزا  لإنتاجات أمريكا اللاتينية وآسيا وأوربا، فيما اقتصرت المشاركة العربية على فيلم واحد ” في انتظار الثلج”.
لقد اتسمت أفلام هذه الدورة  بذاتية، حيث أن جل الأفلام الفائزة انطلقت في مواضيعها من قصص أشخاص، مواضيع  بعنوانين صغيرة تختزل في صورها مواضيع كبيرة : علاقة الفرد بمؤسسة العائلة و علاقة الفرد بمحيطه الاجتماعي. رغم اختلاف مضامين الأفلام الفائزة والمشاركة، إلا أنها ظلت وفية لجوهر الفيلم الوثائقي المتجلية في  واقعية الأحداث .
وقد أجمع الناقد والمتتبعون أن دورة هذا العام  أكثر إيجابية من الدورات الست السابقة، نظرا للكم الهائل للأفلام المشاركة. وقد صرح مدير المهرجان أنطونيو دلغادو  خلال حفل الاختتام. “إن العدد المتزايد للأفلام المشاركة في كل دورة من دورات المهرجان، هو أكبر حافز بالنسبة لنا للسير نحو الأفضل بهذا المهرجان”.


إعلان