“بين سينمائيات”..سينما المرأة العربية واللاتينية

 القاهرة: سميرة المزاحى

إنطلقت الدورة الثالثة لمهرجان القاهرة لسينما المرأة العربية واللاتينية،بمركز الإبداع فى دار الأوبرا المصرية،والذى تنظمه السفارة الإسبانية بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية ،ويستمر لمدة خمسة أيام فى الفترة من 17 إلى 21 مايو الجارى ،بحضور عدد من سينمائيات أمريكا اللاتينية،وأسبانيا ،والوطن العربى، اللاتى يشاركن بأعمالهن .

وقد صرحت المخرجة أمل رمسيس رئيسة المهرجان أنه سيتم عرض 17 فيلما جديدا خلال أيام المهرجان لمخرجات نساء من مصر وفلسطين وتشيلى وإسبانيا وتونس ولبنان والمكسيك والأرجنتين والأردن وسوريا والسودان وكوبا، إلى جانب مشاركتهن فى الحوار المفتوح الذى يقام بعد عرض كل فيلم من الأفلام المشاركة.

وأشارت رئيسة المهرجان إلى أن هدف “بين سينمائيات” هو خلق شبكة لتبادل المعلومات ،وللتعاون بين السينمائيات داخل إطار هذين المحيطين الثقافيين العربى واللاتينى ،فتعمل على تسهيل اللقاء بين المخرجات العربيات والإسبانيات والمخرجات من أمريكا اللاتينية ،وعلى خلق حوار فيما بينهن من ناحية ،وبينهن وبين الجمهور من ناحية أخرى.
وأضافت رمسيس :”سوف يتواجد عدد من مخرجات الأفلام المعروضة فى القاهرة لعمل حوار بينهن وبين الجمهور يتناولن فيه رؤاهن المختلفة ،وكيفية تعبيرهن عن واقعهن الإجتماعى بعيدا عن النظرات النمطية”.
وتشارك الدول العربية فى هذه الدورة بفيلمين تسجيليين من فلسطين للمخرجة عزة الحسن،الأول بعنوان(3سم أقل)، ويحكى الفيلم قصتين متوازيتين لإمرأتين فلسطينيتين تحاول كلتاهما مع مخرجة الفيلم شفاء جرحها الداخلى الذى تسببت فيه ظروفهما العائلية ..كمحاولة للبحث عن الحب والأمان داخل إطار الصراع الفلسطينى ـ الإسرائيلى.

مخرجات مشاركات..عزة الحسن وماريا برافو وباولا رودريجيت

والثانى بعنوان (زمن الأخبار)وتحاول فيه المخرجة تصوير الحياة العادية داخل مدينتها رام الله فى لحظة الحرب والصراع.

ومن سوريا تشارك المخرجة هالة العبدالله بفيلم تسجيلى بعنوان “إيه، لاتنسى الكمون”، يدور الفيلم حول ثلاثة أصوات لأشخاص رحلوا عن هذه الأرض،إختاروا الفن للتعبير عن حريتهم،من خلال محاولة رسم دائرة علاقات بين الحياة والمكان والمنفى .

ومن لبنان يشارك فيلم (زهر الليمون) وهو من إخراج باميلا غنيمة،وهو يحكى عن هجرة العائلات المسيحية من حارة حريك فى جنوب بيروت ،مع بداية الحرب الأهلية فى 1975،وسكنتها العائلات الشيعية إلى أن تعرضت القرية للتدمير الشامل نتيجة الحرب مع إسرائيل فى 2006.

كما تشارك المخرجة السودانية مروة زين بفيلم (لعبة) وهو إنتاج مشترك بين مصر والسودان ،وتدور قصة الفيلم حول إمرأة مطلقة وإبنتها الصغيرة من خلال لعبة تلعبها الإبنة ،فى هذه اللعبة يتم الكشف عن العلاقة الحقيقية بين الإثنتين.

وتشارك المخرجة ندى دومانى بأول أفلامها التسجيلية وهو فيلم (رحلة المكان) ،وهو إنتاج مشترك بين لبنان والأردن،وهو فيلم عن الغربة والإشتياق إلى الوطن،ترسم فيه المخرجة صورة للعراق من خلال عيون أربعة مثقفين وفنانين عراقيين.

كما يشارك الفيلم التسجيلى (أبناء لينين) للمخرجة التونسية نادية الفانى وهو إنتاج مشترك بين تونس والمغرب وفرنسا،وتقوم فيه المخرجة برسم صورة للتاريخ الحديث على ضفتى البحر المتوسط على مدار الخمسين سنة الماضية،وذلك من خلال بحث دقيق ومقابلات مختلفة،إحداها مع والدها الذى كان من قيادات الحزب الشيوعى التونسى.
وتشارك أسبانيا بفيلمين تسجيليين الأول فيلم (سباحة) للمخرجة كارلا سوبيرانا،ويدور الفيلم حول رحلة شخصية فى تأمل فقدان الذاكرة والبحث عن الهوية.
والفيلم الثانى(هى الحرب) للمخرجة ماريا برافو ،يحكى لنا بطله العجوز عن جزء من حياته وهى فترة الحرب الأهلية الأسبانية.

وتشارك المخرجة باولا رودريجيث من تشيلى بالفيلم التسجيلى (أبناء بينوشيه)،وهو إنتاج مشترك تشيلى /ألمانيا،يقوم الفيلم بتوثيق شهادة ثلاثة أشخاص فى تشيلى فى مقارنة بين الفترة التى وصل فيها العسكريون إلى الحكم فى عام 1973 ،وظهر فيها بيونشيه فى حياة التشيليين وبين لحظة محاكمته والقبض عليه.

ومن كوبا تشارك المخرجة أنخيليكا بالينتى بالفيلم التسجيلى (بيتى هو بيتك)،وهو يحكى عن ألفونسا سيمون والتى تبلغ من العمر مئة عام وتعيش وحيدة مع إبنها أوربيانو وهو أبكم وأصم،ولكى تستطيع إبنتها جلوريا أن تراعيها وتراعى أبنائها يقومون بالإنتقال إلى منزل أكبر،ويتابع الفيلم سيمون وهى تواجه البيروقراطية والمشاكل المختلفة.

ومن المكسيك تشارك كلا من المخرجة أناييس هويرتاس، وراؤول كويستا ،بفيلمهم التسجيلى (ريخى) ،وهو يحكى قصة لإمرأة تقرر أن تعود إلى قريتها الأصلية بعد أربعين سنة من الحياة فى مدينة المكسيك ،ولكنها عندما تعود تكتشف أن قلة الماء تهدد الحياة هناك.

جدير بالذكر أن قائمة الأفلام التى قدمتها “بين سينمائيات”،فى الأعوام الثلاثة منذ بدايتها تصل إلى 47 فيلما مابين روائى وتسجيلى ،تقوم فى مجملها بعمل تبادل ثقافى بين عالمين مختلفين من خلال لغة واحدة هى اللغة السينمائية ، وذلك بإستخدام أشكال متنوعة للتعبير بإختلاف الواقع الذى تعيش فيه تلك السينمائيات،بهدف عرض تلك الأفلام فى قوافل سينما المرأة العربية واللاتينية فى بلاد مختلفة ،وهو ماتم بالفعل وعرضت أفلام القافلة لعام 2008 و 2009 فى مصر ،وأسبانيا،والأرجنتين ، والسلفادور ،وبوليفيا ،والمكسيك، وكوستاريكا ،وكولومبيا ،والأردن ،ولبنان ، وبيرو،ومن المقرر أن تسافر القافلة إلى بلاد أخرى على مدار عام 2010.
 


إعلان