بدرس .. القرية التي غيرت مسار الجدار..
“بدرس” هو اسم قرية في الضفة الغربية قريبة من رام الله… وهي اسم فيلم وثائقي من إخراج البرازيلية جوليا باشا، أثار ضجة كبرى في عدة مهرجانات آخرها الجائزة التي تحصل عليها في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن فعاليات مهرجان تريبيكا هذا الأسبوع. كما تحصل مؤخرا على جائزة الجمهور الفضية في مهرجان برلين الأخير الذي انعقد في فبراير الماضي. كما لقي الفيلم استقبالا رائعا في مهرجان دبي الأخير.
![]() |
فيلم بدريس
“بدرس” يروي قصة قرية فلسطينية أوقعتها الجغرافيا والاحتلال الإسرائيلي أمام مسار الجدار العنصري العازل.. استطاع أهلها بالتعاون مع الجمعيات الحقوقية الدولية والجمعيات الفلسطينية، من تحويل مسار الجدار بشكل سلمي. وأبطال هذه الملحمة الإنسانية السلمية هم عايد مرار والتزام مرار وكوبي سنيتز، الذين بذلوا كل الجهود لاستنهاض الأهالي والجمعيات لمقاومة الظلم والعنصرية.
الفيلم حامل لرسالة إنسانية موجهة إلى الجمهور غير العربي الذي لا يعرف عن كثب معاناة الشعب الفلسطيني. لقد حضر الفيلم حوالي 350 متفرجا في برلين خرجوا بصورة عن معاناة البشر في بقعة من العالم اشتغل الإعلام العالمي المهيمن على إظهارها في شكل صراع متكافئ القوى. جاء الفيلم ليغير ولو قليلا هذه الصور المغلوطة.
يبعث الفيلم أيضا رسالة سياسية مفادها أن هناك جدوى من النضال السلمي ضد الاحتلال. حيث أن سكان بدرس ونشطاءها استطاعوا تغيير الأوضاع سلميا. لذلك تقبل دعاة السلام وأنصار الحل السلمي للقضية الفلسطينية الفيلم تقبلا خاصا كحجة على جدوى مسارهم. وقد عبرت الملكة نور عقيلة الملك الأردني الراحل الملك الحسين عن هذا الرأي حينما سلمت الجائزة لمخرجة الفيلم في الولايات المتحدة الأمريكية.
![]() |
المخرج جوليا باشا بين مدير مهرجان (يسار) دبي وأبطال الفيلم
ومن المهم الإشارة إلى أن مخرجة الفيلم جوليا باشا عضو في منظمة عالمية اسمها “رؤية عادلة للعالم”. ومهمة هذه المنظمة هي تكوين قاعدة بيانات عن الانتهاكات الإنسانية في العالم وخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد مثلت تجربة أهالي بدرس محاولة فريدة من نوعها في مجابهة الاحتلال الصهيوني. ألهمت المخرجة لإنتاج فيلم عن الموضوع. وقالت جوليا بشا إنها أقنعت عايد عرار بصعوبة على أن يكون بطل الفيلم لأنه يعتقد أن هناك أناسا في القرية أكثر تمثيلا منه للقضية. وهذا الشعور زادها إصرار على إظهار هذه القضية للعالم.