الاقليات موجوده بقوة في سينما المهرجانات

” ان بقاء أي امة مرهون بقدرتها على نقل مقوماتها من العقيدة والاخلاق والتاريخ والثقافة بلغتها عبر اجيالها الشابه، واهمال اللغة او تضييعها هو مقدمة طبيعية لفناء امة او استئصالها” مقدمة ابن خلدون 
ليس من الملفت ان نتابع فيلمين عراقيين في مهرجان سينمائي واحد ، و ان يصنف احدهما ضمن مسابقة الافلام العربية بينما الاخر يصنف ضمن المسابقة الدولية ، ولكن الغريب ان نتابع فيلمين عربيين عراقيين  غير ناطقين باللغة العربية اصلا، او حتى غير مترجمين للغة الفرنسية ، اللغة الوحيدة تقريبا المتداولة في المغرب العربي .

من فيلم ابن بابل

هذا ما حصل في الدورة التى عقدت مؤخرا لسينما المؤلف في مدينة الرباط المغربية :
الفيلم الاول كان فيلم ” ابن بايل” للمخرج العرااقي محمد الدراجي  وهو فيلم عراقي يتحدث عن مفقودي الحرب ، والصراع الذي يعيشه ذووهم في رحلة البحث عنهم من خلال متابعة لقصة جدة وحفيدها في رحلتهما للبحث عن الابن المفقود ،ورغم ان لجنة التحكيم الدولية  وضمن كواليسها اعتبرت الفيلم من نوع الميلودراما والاستعطاف وهو ما لا يتفق مع ميولها ، الا انه ما من شك الى ان الفيلم قد اثر جماهيريا  رغم صعوبة فهمه للكثير من الناس بسبب لغته الكردية وترجمته للانجليزية . ولكن ذلك لم يشفع للفيلم ، بل ظلمه عندما صنفه ضمن مسابقة الافلام الدولية .
اما الفيلم الآخر فهو للمخرج العراقي  الكردي الأصل.شوكت أمين كوركي  ” ضربة البداية ” والذي نال عنه جائزة لجنة تحكيم النقاد للمسابقة العربية ، وقد عانى مشاهدو الفيلم من الجمهور المغربي، نفس معاناتهم مع الفيلم الآخر ” ابن بابل”  فهو ناطق بالكردية ومترجم للانكليزية،
وإذا كان مهرجان الرباط  في دورته الحالية وعلى هامشه  قد ناقش  وبشده ومن خلال السهرة التلفزيونية المشتركة ما  بين القناة الاولى المغربية وقناة النيل للسينما بشخص عمر زهران ،)وبحضور مجموعة من الفنانين والنقاد والسينمائيين العرب ، كان منهم الفنانة نبيلة عبيد وبعض مدراء المهرجانات في المغرب بالإضافة إلى نجوم الفن والدراما المغاربة (، قضية ومشكلة اختلاف اللهجات ما بين العرب والتي تقف عائقا كبيرا في سبيل انتشار الدراما بإشكالها التلفزيونية والسينمائية  عربيا عربيا  ، فأن مسألة تواجد لغات الأقليات سيكون عائقا جديدا في وجه هذا الانتشار ، ورغم أننا لسنا ضد مثل هذه النوعية من الأفلام وخصوصا عندما تكون موظفه دراميا ، او عندما تكون موضوعيه في طرحها كما حصل في الفيلمين سابقي الذكر ،الا أننا ضد عرض هذه الأفلام  بدون ترجمة تتناسب والجمهور المشاهد  ، والا فالافضل ان تقام لها مهرجانات خاصة أسوة بالمهرجانات التي تحدث في المغرب والجزائر تحت اسم ” مهرجان الفيلم  الامازيغي”، لأننا كعرب لو دخلنا في دائرة اللهجات وتحولنا الى ما هو اهم ، دائرة اللغات فأننا في طريقنا لفقد هويتنا ولغتنا ، والحل الوحيد لنقول عن الفيلم انه فيلم عربي ، ليس فقط بتحديد هوية منشأه وانما بجعله فيلما عربيا ناطقا باللغة العربية ولو كان بلهجته المحلية .


إعلان