جولة السينما العربية في جنوب فرنسا

تستقطب الجهة الجنوبية من فرنسا، جهة باكا (PACA)، منذ أول أمس الإثنين 5 يوليوز، مجموعة من الأفلام العربية في جولة بعدد من مدن الجهة (6 مدن) تحت عنوان “قافلة سينمائية لأفلام عربية تحت النجوم” والتي ستجول بها إلى غاية يوم 12 من الشهر الجاري. وتتم العروض، كما يشير إلى ذلك عنوان التظاهرة، في الهواء الطلق يوميا في الساعة العاشرة والنصف ليلا.
تشرف على تنظيمه جمعية “أفلام” التي يوجد مقرها بمرسيليا والتي سبق أن عرفنا بها في نصوص سابقة بموقع الجزيرة الوثائقية بحيث أصبحت مرجعا في السينما العربية بفرنسا عن جدارة واستحقاق وذلك خلال عقد من اشتغالها على أفلامنا العربية. وهي الجمعية التي تشتغل طيلة السنة وليس فقط خلال مناسبات ما كما كان يقوم به معهد العالم العربي بباريس الذي لم يفلح في صموده للاستمرار في التعريف بالسينما العربية نظرا لحسابات ضيقة بين منظميه حيث النزعة الشوفينية كانت تطغى على التنظيم أكثر من الاهتمام بالشأن السينمائي علما أن الميزانية التي كانوا يتمتعون بها المنظمون تفوق بكثير ما تحظى به جمعية “أفلام” بمختلف تظاهرتها التي تنظمها على طول السنة.
هذه الجولة التي أرادتها الجمعية أن تكون قافلة سينمائية نحو الجمهور الفرنسي بكل مكوناته بهدف التعريف بها وفي آن واحد من أجل تقريب المواطنين إلى بعضهم مهما كانت أصولهم، وان يكون كل عرض بمثابة حفل جماعي تشارك فيه مختلف الأطياف الاجتماعية خاصة وأن العروض تُقام في الهواء الطلق وبالمجان لا تهدف منه الربح المادي وإنما ربح العلاقات الإنسانية وتوطيدها لذا اختارت هذه السنة محور الأفلام الفكاهية كحالة إنسانية تجمع الجميع مادام الضحك لا جنسية له ولا لون له وإنما يوحد الناس في لحظة مشتركة يتقاسمونها وتنبعث من أعماق الجميع نفس الضحكة.. نفس الابتسامة .. كما وحد من قبل العبقري شارلي شابلن أمم الكون كلها.

يتضمن البرنامج أفلاما من المغرب وصولا إلى فلسطين مرورا بالجزائر ومصر ولبنان. وهي “نامبر وان” (رقم واحد) للمغربية زكية الطاهري و”مسخرة” للجزائري إلياس سالم و”خلطة فوزية” للمصري مجدي أحمد علي و”كاراميل” (سكر بنات) للبنانية نادين لباكي و”عيد ميلاد ليلى” للفلسطيني رشيد مشهراوي و”ملح البحر” للفلسطينية آن ماري جاسير. جميع هذه الأفلام ناطقة بالعربية مصحوبة بترجمة فرنسية.
إن نجاح هذه القافلة السينمائية للأفلام العربية ومطالبتها من لدن الجمهور المحلي هو الذي دفع بالمؤسسات المحلية العمومية وخاصة المكتب الثقافي بالجهة لتشرف جمعية “أفلام” على تنظيمها للمرة الثالثة على التوالي وبذلك يصبح فصل الصيف موعدا سنويا وهو ما استجابت له الجمعية لأنه يدخل ضمن أهدافها التي سطرتها منذ تأسيسها تتجلى أساسا في  التعريف بالسينما العربية.
يُعد هذا السفر إلى حيث يوجد الجمهور خطوة من الخطوات الجبارة للجمعية الغنية بأطرها السينمائية والتي تجتهد في عمل القرب الحقيقي بسينما ليست لها جماهيرية كبيرة رغم وجود جاليات عربية كثيرة أو ذوي الأصول العربية بفرنسا.
لا بد من الإشارة هنا إلى أن العروض في الهواء الطلق وبالمجان لا يعني بالضرورة كما قد يعتقد البعض بأنها تتم بفوضوية في الفرجة أو يستغلها البعض لممارسة شغبه بقدر ما يلتزم الجميع بالسلوك الحضاري في الاحترام المتبادل وفي غياب شبه تام لرجال السلطة.

فيلم مسخرة

كما توفر أيضا الجهة المساهمة في التنظيم الإطار الملائم للفرجة بشاشة تتوفر فيها شروط العرض وبصوت مسموع في تفاصيله التقنية فضلا عن الكراسي ولا ترى على الإطلاق بائع متجول يخترق الصفوف يفسد فرجة المشاهدين لكي يبيع لهم منتجاته أو سجائر أو غيرها كما هو سائد في العروض بجامع الفنا بمراكش إبان المهرجان الدولي للمدينة. شتان بينهما أو لا مجال للمقارنة. إن العرض هنا في الهواء الطلق يتم على أساس قواعد الفرجة المتعارف عليها دوليا في الأقطار المتقدمة. وهذا ما شاهدته شخصيا في السنة الماضية ويتكرر هذه السنة أيضا بنفس الالتزام الأخلاقي.                  


إعلان