الدورة 13 لمهرجان المسرح الجامعي في بيروت

حفل مهرجان المسرح الذي تقيمه الجامعة اللبنانية- الأميركية صيف كل عام بالعديد من الأعمال الفنية بمشاركة جامعات لبنانية، وفنانين وفرق عربية وعالمية.

مهرجان هذا العام هو الثالث عشر، تضمن 22 مسرحية، وخمس ورش عمل حول التمثيل واليوغا والكابوييرا البرازيلي، ومقابلات مع فنانين محترفين، وتراكيب وحفلات موسيقى وغناء متعددة. وقد كانت العروض بلغات متعدد ولهجات مختلفة. فـمسرحية “تجوال” من إنتاج هولندي كانت باللغة الانجليزية وتحكي صراعا بين شخصيتين على رغبتهما في الحرية وما يترتب عن ذلك اعترافات. وقدمت الجامعة اللبنانية “رجل برجل” لبرتولد بريشت بالعامية اللبنانية وهي ثلاثة قصة جنود بريطانيون يفقدون زميلا لهم في مصيدة جرذان في أحد المعابد، يحاول زملاؤه إقناع شخص من العامة بأن يتظاهر أنه منهم كي لا يتعرض الجميع للقتل.
 
أما الجامعة الأميركية في بيروت فقد شاركت بعمل يحمل عنوان “في عقل المجتمع” وهي مسرحية فلسفية ألفتها سمر سمعان تقارن بين الخلل في الطاقة المهدورة في نظام حراري، ومحركات العادات الاجتماعية.

مسرحية “في عقل المجتمع” من الجامعة الأمريكية في بيروت

من جهتها قدمت “المؤسسة العالية للفنون” الكويتية مسرحية “الممثل” ل”العربي بن جالون، وفيها مجموعة من العاطلين عن العمل يجتمعون يوميا في مقهى محاولين الوصول إلى قمة البرلمان مما قد يؤثر على الترابط الاجتماعي ويطرح مسالة الوحدة الوطنية.
من تونس، قدم المركز الثقافي الجامعي بالمنستير العمل الجماعي “الحلوة”، تعرض لعب الممثل وتفاعله مع الموسيقى الحية وتقدم معاني مختلفة في مشاهد مختلفة انطلاقا من نفس المفردات اللفظية.
مؤسسة “أورنينا” الجامعية في سوريا قدمت “(ميلو) دراما” عن “أبو هاملت الستيني، ونجم في العشرينات، يسافران إلى هوليوود وبتقاسمهما الغرفة يتقاسمان دراما الحياة ويتشابهان في الكثير من الأمور رغم فارق العمر. ثم يدور صراع أجيال.

جامعة “هايغازيان” اللبنانية عرضت “لن ندفع لن ندفع” عن ربات بيوت تعترضن على تسعيرات المخزن وسط غلاء كبير وغياب لدور السلطة، فتضع النسوة تسعيراتهن الخاصة، وتبتكرن الحيل لخداع الشرطة والأزواج. وقد قُدمت المسرحية باللغة الأنجليزية.
من المغرب، قدم المعهد العالي للفن المسرحي في الرباط “الدب” لأنطوان تشيكوف، باللهجة المحلية المغربية. وهي قصة صراع أرملة مع دائن لزوجها المتوفي، ينتهي بحكاية حب بينهما.

وجاءت كلية الفنون في يوتريخت الهولندية ومعها مسرحية “مشروع عدسة” لمعالجة تقنية لمنع الاضطراب بعد الصدمة وقدمتها باللغة الأنجليزية

من ناحيتها ساهمت الجامعة الأميركية بالقاهرة، بمسرحية “اللص الفاضل” وقدمتها باللغة الانجليزية. وهي حكاية لص يقتحم أحد البيوت ليجد نفسه في شبكة متلاطمة من الخيانات.

مسرحية “اللص الفاضل” من الجامعة الأمريكية بالقاهرة

أما”تقرير للأكاديمية” من فرانز كافكا، فقد جسدها “المسرح الملكي الجامعي” في لياج ببلجيكا. مستعملا اللغتين الانجليزية والفرنسية. لتحكي مسيرة قرد تعلم أن يتصرف مثل الإنسان ليصل هذا القرد إلى أكاديمية ليحكي ما الأثر الذي حصل له عندما تحول إلى إنسان.

ويسجل للجامعة المنظمة مشاركتها بسبع مسرحيات أشرفت عليها الدكتورة منى كنيعو، ما يشير إلى تجذر التجربة المسرحية في هذه الجامعة، ومدى اهتمامها بهذا الفن.

افتتاحا للمهرجان، قدمت الجامعة “كافكا وأبوه والمدير والذئب والخنازير” من إنتاج الجامعة المنظمة. روت صراع أب متسلط وابنه الانطوائي.

و”أريد هذا الرجل” اختارته الجامعة وهو نص لتوفيق الحكيم، تحاول امرأة أن تتقدم بعرض زواج من فؤاد الذي تحبه، تذهب إلى مكتبه تقدم نفسها فيقع فؤاد في حبها ويريد أن يتقدم منها، فتصر على أن تتقدم هي منه فيلتجئان لرجل دين لحل المعضلة.

ومن المسرحيات المشاركة “غوانتانامو معنى الانتظار” عبارة عن ست نساء ينتظرن عودة أزواجهن من سجن غوانتانامو، بينما هن مسجونات في ذكرياتهن الشخصية. وهو عرض لصراع المرأة العربية المعاصرة مع إيديولوجيا غربية تدعي حماية النساء.
إضافة إلى المسرحيات شهد المهرجان ورشات عمل متنوعة، حيث انتظمت ورشة عن التمثيل بإشراف الفنان السوري مصطفى الخاني، ويوغا في ضوء الشموع لهبة صعب، و”كابورييا” لرامي عيد. وورشة في طريقة التجهيز والتركيب اشتغلت على عملين هما “إن عشقنا فعذرنا أن في وجهنا نظر”، لمايا مومنة، و”رحلة فيعلى الخط” لكريم فرح
وشهدت التظاهرة مقابلتان مع الخاني، وزينة دكاش صاحبة تجربة علاج السجناء بالمسرح، رافقتها استاذتها الجامعية الأميركية سالي بايلي لتتحدث عن تجربة العلاج بالفن.

زينة دكاش صاحبة تجربة علاج السجناء بالمسرح، ومعها استاذتها سالي بايلي

أما الحفلات فكانت لهبة صعب، و”ولد” لمحمد حديب، و”Sand Moon” لساندرا أرسلانيان، وعرض هيب هوب لتارا باسيم، و”ثورة النمل” لفاهان بابازيان، و”Bandage” لناتالي جحا، وعروض أخرى، والعديد منها جرى في الباحة في الهواء الطلق. 

أشرف على المهرجان الأساتذة الجامعيون منى كنيعو وناجي صوراتي ولينا أبيض، ونسقت النشاطات المسرحية هالة المصري.


إعلان