معذورون من الصوم
يروي شريط ” معذورون من الصوم” جانبا مهما من جوانب الدين الإسلامي الحنيف، جانب الرحمة والرخص الربانية الممنوحة للذين لا يستطيعون الصوم لسبب أو لآخر.
جانب اليسر هذا حيث يمنح الإسلام حق الإفطار لهؤلاء لأسبابهم الخاصة التي قد تكون صحية او لها علاقة بالسفر والتنقل أو غيرها من الأسباب.
رصد بعض الأجواء الرمضانية من خلال متابعات يومية لحالات إنسانية تعذر عليها صوم شهر رمضان الكريم.
يستعرض هذا الشريط الوثائقي حالات إنسانية تعذر عليها الصوم في شهر رمضان المبارك وذلك إما لأسباب صحية : داء السكري, أمراض القلب والشرايين، أو بسبب الحمل والرضاعة, أو السفر الطويل, وهي أهم وأبرز الحالات التي يتمتع فيها المسلمون برخصة الإفطار أثناء هذا الشهر المبارك.
من خلال متابعات يومية لتلك الشخصيات نرصد أبرز الأجواء الرمضانية التي يعيشونها في بيوتهم , في الشارع , في الأماكن العامة : المقاهي , الأسواق, المساجد وفضاءات السهرات الرمضانية.
![]() |
الحاجة توحيدة |
ولتوضيح هذه الجوانب بشكل عملي للمشاهد يرصد لنا الشريط حالات عملية من الحياة، حيث نصحب المسافر “سامي” الذي كان عليه الإفطار بسبب طول مدة الرحلة التي سوف يقطعها من العاصمة وتستمر قرابة 1000 كيلومتر في جو قيظ ، ليستفيد من الرخصة الربانية التي تتيح له فرصة مواصلة سفره وقضاء حوائجه بشكل سليم وصحي ليس فيه مشقة.
كما يصحبنا الشريط لحالة إنسانية أخرى استفادت من رخصة الإفطار وهي قصة السيدة “فاتن” التي تمر بحالة حمل بتؤام في أول حالة حمل لها، حيث نتابع تفاصيل يومها وكيف تتعامل مع هذه الرخصة الربانية وماهي مشاعرها في الأثناء، وامتنانها الكبير لهذه الرخصة التي سوف تجعل عملية حملها وانجابها تتم في افضل الظروف.
اما الحاجة ” توحيدة” التي تجاوزت الثمانين حولا من عمرها فهي تحاول أن تعاند طبيبها في بعض الاحيان ولكنها تستسلم لأوامره في أحيان كثيرة بالاستفادة من حق الإفطار الشرعي نظرا لكبر سنها وإن كانت تصوم في أحيان أخرى من أجل استعادة طعم الشهر الكريم كما يشعر به الصائم.
ثم ينتقل بنا الشريط على قلب العاصمة التونسية ، في حي باب سويقة، حيث نلتقي بالمعلم المتقاعد ” حمادي” وصديقه الحاج ” احمد” الذي يماثله في السن، وهم من أبناء الحي التونسي العريق حيث يتبعهما الشريط في جولاتهما اليومية بالمكان وجولاتهما بالذاكرة إلى الزمن البعيد لتذكر ايام رمضان زمان ، يحمل الرفيقان زجاجة الماء معهما حيثما حلا ، فهما مصابان بمرض السكر الذي يمنعهما من الصوم مع التقدم في السن، في غستفادة علنية من الرخصة الربانية.
يتحدث الصديقان عن رمضان زمان ورمضان اليوم، ويتجولان في الحي صحبة العدسة حيث نتابه الحياة الرمضانية بمختلف ألوانها التونسية .
وبين الحين والآخر يعود بنا الشريط لسامي الذي وصل إلى مدينة مطماطة حيث نشاهد البيوت المبنية في رحم الارض والمعروفة ببيوت الحفر والتي تعتبر من الطرز المعمارية النادرة في العالم، ثم نصحبه في رحلة إلى مدينة القيروان العريقة ، مدينة عقبة بن نافع حيث بنى أول جامع في أفريقيا ، ثم نرجع لنتابع فاتن وأمها تتجولان في السوق لقضاء شهاوي رمضان وشهاوي الحامل، ثم نرجع للحاجة توحيدة لتروي ذكرياتها وارائها في الحياة وعصارة خبراتها.
نستعرض مع الفيلم المائدة التونسية الخاصة بالافطار في المناطق التونسية المختلفة، حيث الأطعمة والحلويات المختلفة الأحجام والاشكال والأذواق.
![]() |
ونتابع ايضا في هذا الشريط الاماكن الجميلة ذات المعمار المتميز مثل حي باب سويقة في العاصمة ومعمار مدينة مطماطة العريق وكذلك جمال وخصوصية المعمار القيرواني.
في الشريط أيضا مشاهد قديمة مستعادة من الحياة التونسية الرمضانية زمان، الاسواق والحفلات واللمات العائلية ، اجواء تونس زمان في رمضان بالأبيض والأسود في تناغم جميل ومودة حميمية قبل ان نعود في نهاية الشريط لنطمأن على إنجاب فاتن لتؤأم جميل وعودة سامي من رحلاته الوظيفية ليعيد مع عائلته.
شريط المعذورون من الصوم يستعرض حياة المسلم من من جانب آخر يختلف عن الصوم ولكنه جزء أساسي منه، حيث كما كتب الصيام على المسلم فقد منح ايضا رخصا عديدة للإفطار إذا ماكان الصوم غير مستطاع من جانبه، فالإسلام دين رحمة ، والشريط يسلط الضوء على معنى اليسر وينطلق منه ليسجل لنا حالات من الحياة الواقعية، حالات إنسانية استفادت من هذا اليسر لتوضح لنا صوتا وصورة معنى من معاني هذا الشهر الفضيل الذي يستظل بظله الصائم للفرض وأيضا الفاطر لتوفر الرخصة الربانية لذلك.