مهرجان الفيلم اللبناني التاسع: جوائز لتجارب جديدة

أسفرت نتيجة الدورة التاسعة ل”مهرجان الفيلم اللبناني” عن فوز فيلم”العمود الخامس”  لفاتشيه  بولغورجيان بالجائزة الأولى، و”المطحنة” لرامي قديح بالجائزة الثانية، والجائزة المخصصة لأول فيلم ذهبت إلى فيلمين مناصفة: “بين الآخرين” لرينه العويط  و”تشرين الثاني” لميريللا سلامة.

فاتشيه  بولغورجيان

شارك في المهرجان 41 فيلما، وتشكلت لجنة التحكيم من الممثلة منال خضر والمخرجة لمياء جريج وهوفيك حبشيان، وكانت العروض في سينما متروبوليس بالأشرفية لخمسة أيام في الثلث الأخير من آب الفائت.

ومن المواقف اللافتة في المهرجان استضافة فيلم “لا أحد يعرف عن القطط الفارسية” للمخرج الإيراني بوهمان غوبادي، وإعادة تكريم شرفي ل”مئة وجه ليوم واحد” لكريستيان غازي.

الأفلام الفائزة..
“العمود الخامس” يعرض حكاية تشرد صبي في شوارع إحدى ضواحي بيروت الشرقية، إثر خسارته لوالدته،  وفقدانه للدخل الضروري له بعد أن صرف والده من وظيفته.

فأثناء تشرده، يلتقي الصبي مجموعة شخصيات من البيئة الأرمنية، ويعيش حياتها وتقاليدها بعيدا من الاهتمام العاطفي العائلي، والتوجيه الاجتماعي، ويبدأ والده بالبحث عنه، ويلتقي الاثنان في مشهد على الشاطئ، ورغم الالتقاء، يطغى على نهاية الفيلم الطابع السوداوي الحزين.

من الفيلم الفائز “العمود الخامس”

“المطحنة” ثاني فيلم يخرجه الشاب رامي قديح بعد فيلم التخرج “وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح”، الذي أنجزه قبل ثلاثة أعوام.

“المطحنة” يتحدث عن رحلة شابين في منطقة برية بعيدة على مقربة من مطحنة قديمة، يمضيان تجربة جميلة حميمة، تعرض في إطار سلسلة حوادث بمؤثرات بصرية وسمعية ملفتة.
 
أما الجائزة المخصصة لأول فيلم فذهبت إلى فيلمين مناصفة: “بين الآخرين” لرينه العويط و”تشرين الثاني” لميريللا سلامة.

 يعالج فيلم العويط قصة مراهق يعشق السينما ويعاني حالات صدام مع محيطه، في حين اختارت الشابة سلامة خوض تجربة الفيلم التأملي من بابه العريض والعلاقة الأبدية التي تربط الفنّ السابع بالزمن.

وقد صرح أحد مؤسسي فكرة المهرجان وهو نديم تابت للوثائقية عن التجربة بقوله: ”المهرجان تأسس سنة 2001 وهذه هي الدورة التاسع له، وكان يفترض أن تكون الدورة العاشرة، لولا وقوع حرب تموز.  أسسناه عندما لم نكن نعرف السينما اللبنانية كثيرا. أنا وشريكي بيار صراف، كنا نحب السينما ونصنع أفلاما، ولم نكن نجد مكانا لعرضها. ووجدنا ضرورة لعمل مشروع يفيدنا ويفيد هواة آخرين. ونجحت التجربة، وكبر الاحتفال، واكتشفنا أن الناس يريدون أن يحضروا أعمالا من هذا النوع المحلي، فيكتشف اللبناني ماذا يمكن لسينمائي لبناني أن يعمل. حتى صار جمهور عريض يطالبنا بالمهرجان، ويسألوننا بلهفة عنه. وكبر المهرجان  وصار أكثر احترافية الآن”.

وعن التطور بين أول احتفال وآخر احتفال، قال: “التطور الأبرز صار على مستوى التنظيم حيث صار أكثر احترافية. وصار عندنا سبونسور من بنك عودة. نحنا بدأنا بالمركز الثقافي الفرنسي والآن صرنا نستأجر صالتي الأمبير، وصار معنا فريق عمل بينما في السابق كنا لوحدنا بدءا من صناعة الأفيش والتوجه من الجمهور. كذلك تعلمنا أكثر كيف نختار الأفلام. في المهرجان الأول كان عندنا خمسين فيلما اخترنا منها 15 فيلما، هذا العام جاءنا مائتا فيلم اعتمدنا منها 50 فيلما”.

وأضاف: “كذلك فتحنا المجال للبنانيين يعملون خارج لبنان ومعنا بعض الأجانب الذين ندعوهم لتسجيل أفلام هنا، كما نستقدم مخرجين أجانب، وخترنا بعض الفيديو كليبات ذات المستوى العالمي”. 

أفلام أخرى..

من الأفلام التي عرضت: فيديو كليب «تخبّط» لغسان حلواني وفيه تتبع عبثيّة إعادة الإعمار في بيروت.  و”مسموح لصق الإعلانات”  لطارق شمالي، وHinkerort Zorasune لفاتشي بولغورجيان، وLe Temps de la Balle لهيرفي جاكوبوفيتز.
في «العرب يحبون القطط» لأكرم زعتري شعر، وترحال، وصداقات، يلخصها الفنان اللبناني في شريط تبلغ مدّته تسعة دقائق. تعاونه في هذه التجربة الشاعرة الفرنسية ليليان جيرودون،وفيه انطباعات من إحدى رحلاتهما إلى مدينة طنجة.
«في بلد يشبهك» لمايا عبد الملك وثائقي تختبر المخرجة المقيمة في فرنسا هجرة معاكسة إلى لبنان. تتتبع آثار ماضيها المفقود، وذكريات والدتها، وجدّتها وحبيبها.

فيديو كليبات من الأشرطة المصوّرة، منها «رقصة ليلى» و«فساتين» لفرقة «مشروع ليلى»،إلى اثني عشر عملاً، تحمل تواقيع أسيل عياش، ووسام شرف، وزيد حمدان، وبدرو تميزيان، وساندرا أرسلانيان، وآخرين.

«شو صار» لديغول عيد، وثائقي يستعيد المخرج المقيم في فرنسا تجربته المؤلمة في الحرب، من خلال مجزرة عدبل التي فقد فيه كلّ أفراد عائلته.

«ميدان» شريط سينمائي باكورة أعمال باتريك شيحا النمساوي من أصل لبناني، ومعه الممثلة الفرنسيّة بياتريس دال تؤدي دور سيدة أربعينيّة كحوليّة، تخوض علاقة غامضة مع مراهق يحاول إخراجها من دوامتها.