مهرجان الاسماعيلية يحتفي بعيده 14
لمى طيارة
ليست هي المرة الاولى ولا الأخيرة التي أرى فيها أن مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام القصيرة والتسجيلية الذي تقيمه وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية ويرأسه الناقد علي ابو شادي قد أصبح حدثا فكريا وثقافيا هاما لعدد لا بأس به من صناع السينما في العالم الغربي ، بينما لا يحظى بالاهتمام نفسه لدى الجانب العربي رغم انه مهرجان عربي من حيث (الإشراف والإدارة ومكان الاقامه).
فمهرجان الإسماعيلية يعتبر بالنسبة للغرب المنفتح على كل ماهو جديد في صناعة السينما مكانا هاما وفرصة حقيقية لمتابعة أروع الانتاجات السينمائية وخاصة الشابة منها في مجالات ( فن التحريك، والتجريب والتسجيل ..الخ) ، انه بنظرهم اشبه بورشة عمل يومية وسط جو من البساطة والحميمية وفرصة لتلاقح الأفكار ولمشاهدة اكبر عدد ممكن من الأفلام المنتجة حديثا والمنتقاة بعناية، ضمن فترة زمنية مكثفة . وهو السبب العكسي نفسه الذي يجعل من هذا الحدث الفني الهام امرأ غير مغر لدى فئة كبيرة من مدعي السينما في العالم العربي بشقيها ( الإخراج والنقد) وخصوصا فيما لو قورن بالمهرجانات الأخرى لما تحمله من بذخ مالي وبهرجة ، مهرجان الإسماعيلية ابعد ما يكون عنها ، لذلك وفي حال تعارض موعد هذا المهرجان مع اي مهرجان عربي آخر وخاصة خليجي وجدنا ان كفة المهرجان الآخر تطغى على كفة مهرجان الإسماعيلية .
يعتبر مهرجان الإسماعيلية المهرجان العربي الأول ولربما الوحيد المخصص للأفلام التسجيلية والقصيرة وأفلام التحريك والتجريب ، بينما اكتفت المهرجانات الأخرى بتواجد قسم واحد من تلك الأفلام ( كالأفلام القصيرة وربما بعض الوثائقية) ، وقد يكون لهذا الابتعاد سببا منطقيا ، بدايته ان العالم العربي سينمائيا بشقية الخاص والعام قليل الإنتاج منها ، ونهايته ان معظم المهرجانات السينمائية ولكي تنجح يجب ان تضع نصب اعينها اقامة بروباغندا ( دعائية) كبيرة لمهرجاناتها عبر استضافة اكبر عدد من النجوم العرب والأجانب الذين اكتفوا بالتواجد في القسم الروائي منها ، وبين البداية والنهاية تبقى مسألة العرض والطلب لدى أصحاب المهرجانات صاحبة القرار الأول والنهائي .
![]() |
اسطورة النيل |
المشاركات العربية في مهرجان الاسماعيلية
بعد كل ما سبق ذكره لن يكون مستغربا قلة تواجد الأفلام العربية في مهرجان الإسماعيلية الدولي المزمع انعقاده من (2 ولغاية 9 اكتوبر القادم 2010) في قصر الثقافة في الإسماعيلية ، فمن ضمن 78 فيلما مشاركا في مجمل الأقسام ، قلة هي الأفلام العربية المشاركة وان وجدت فمعظمها لأعمال مصرية ، فمثلا لن نجد سوى فيلمين عربيين الأول فيلم من الأردن ( حكاية حب ) إخراج بهية و الثاني فيلم فلسطيني تحت اسم ( صمود ) أخراج فيليب رزق من ضمن 30 فيلما قصيرا روائيا ،بينما تشارك مصر بثلاثة أفلام هي ( قطر الحياة ) لشكري ذكري و( متّى … المسكين ) لإياد صالح و ( طبق الديابة ) أخراج منى عراقي ، ومن ضمن الأفلام التسجيلية الستة المنتقاة للمشاركة لن نجد سوى فيلما مصريا واحدا هو فيلم (جيران ) من إخراج تهاني راشد ، اما من ضمن 17 فيلما في مسابقة التحريك فباستثناء الفيلمين اللذين تشارك بهما مصر ( أسطورة النيل ) أخراج أيمن كامل و( آخر رنة ) مصطفى عبد المنعم لا يوجد أي فيلم عربي آخر، بينما بالمقابل تحظى فرنسا بمشاركة خمسة افلام . والحال كذلك بالنسبة للافلام التجربيبة القصيرة التي لم تضم سوى فيلما واحدا لمصر ( أوقات ) اخراج عبد الله الغالي انتاج المركز القومي للسينما .
وهذا ان دل على شي فهو إشارة الى ضعف الاهتمام بالسينما بانواعها واشكالها والاكتفاء بنوع واحد الا وهو الفيلم الروائي الطويل ، وخصوصا بشقه التجاري ويرجع الأمر بطبيعة الحال لأسباب باتت معروفه لدى الجميع .
60 الف جنيه لافضل أفلام مهرجان الاسماعيلية الدولي
رغم ضعف ميزانية مهرجان الاسماعيلية فانه مازال يسعى عاما بعد عام لتقديم جوائز مالية للافلام الفائزة بالمسابقة ، وقد رصدت ادارة المهرجان ما قيمتة 60 ألف جنية مصري جوائز مالية لهذه الدورة ،بحيث تصل قيمة الجائزة الكبرى فيه الى عشرة آلاف جنيه تمنح لأفضل فيلم في المسابقات الخمس وتمنح للمخرج كما سيتم منح جائزة لأفضل فيلم في كل مسابقة وتمنح للمخرج وقدرها ستة آلاف جنية ،وجائزة لأفضل فيلم في كل مسابقة وتمنح للمخرج وقدرها ستة ألاف جنية فيما تمنح لجنة التحكيم جائزة في كل مسابقة قدرها أربعه آلاف جنية وتمنح للمخرج .
![]() |
لقطة من (حياة الفلسطينيين) |
اما عن لجنة التحكيم فقد اصدر وزير الثقافة فاروق حسني قرارا بتشكيل لجنة تحكيم الدورة 14 لمهرجان الاسماعيلة الدولي والتي ستضم في عضويتها كلا من المخرج الكسندر جوتمان من روسيا والمخرج و دافيد مونوز من اسبانيا، والمخرج خالد الزدجالي رئيس مهرجان مسقط السينمائي الدولي و المخرج/ماريان خوري من مصر، بينما تترأسها المخرجة و مديرة التصوير الالمانية جيزيلا توختنهاجن ..