رمضان في عالم خاص

يستعرض شريط (رمضان في عالم خاص) الحالات الإنسانية لأشخاص مجبورون على البعد عن عائلاتهم خلال شهر رمضان المبارك.
وهذا البعد قد يكون لسبب مختلف في كل حالة، أحيان بسبب صحي وأحيانا بسبب حياتي ومرة أخرى بسبب وجود الشخص المعني في السجن مثلا.
يبدأ الفيلم في العاصمة الإدارية المغربية الرباط، ونتابع بعض اللقطات العامة التي تسجل لنا الطابع المميز لهذه المدينة العريقة من المعمار والتاريخ ، وكيف ان شهر رمضان يعتبر لحظة مميزة للشعب المغربي حيث يلتقي الإيمان الديني مع عراقة التقاليد والعادات المغربية الخاصة بهذا الشهر والتي تراكمت عبر الزمن .
يتميز شهر رمضان عند المسلمين عن باقي شهور السنة بطابع خاص حيث لكل منا طريقته في قضائه. و إن كان الطابع العام لهذا الشهر لا يختلف كثيرا في البلدان الإسلامية، فإن هناك فضاءات لها طابع خاص كالمستشفيات و دور العجزة و السجون.
الوثائقي هذا يركز على ثلاثة نماذج من النساء و الرجال و الشباب الذين يعيشون ظروفا خاصة في هذه الأوساط.
سنعرف بطريقة عيشهم خلال هذا الشهر المبارك مع التركيز على معاناتهم من البعد عن الأسرة و الجوي الحميمي الذي يطبع شهر رمضان. كما سنركز على المبادرات التي يقوم بها بعض الأشخاص و الجمعيات للتخفيف من وطأة العزلة و لحرمان.

ثم ينتقل بنا الشريط  إلى مبنى الجمعية الخيرية الإسلامية الذي يقع في مدينة القنيطرة المغربية، ويقع مقر هذه الجمعية في بستان كبير وتحوي حالات العجزة من كبار السن الذين نفاهم القدر خارج أحضان العائلة.
يتابع الفيلم حياة هذه الشريحة من الناس ويتجول بنا في أركان الجمعية الخيرية حيث يستضيف القاطنين لها في أحاديث مختلفة تبدأ من قصص القدوم للمكان وتنتهي بأجواء رمضان والحياة الرمضانية في هذا المكان. يلتقي الشريط القاطنين بشكل جماعي ومفرد ، كما يلتقي بالمسئولين عن المقر ليتابع معهم الخدمات التي تقدم للنزلاء .
يحفل الشريط بقصص مختلفة لنزلاء الجمعية، منهم من كان نزيلا في السجن ثم خرج للحياة دون ان يملك القدرة المادية او الصحية على المواصلة فيها، ومنهم من تخلت عنه العائلة ووجد نفسه خارج  الأسرة ، ومنهم من ظلمته الحياة ومنهم من قذف به المجتمع خارج سياقه المعتاد.
ثم ينتقل بنا الفيلم بعد ذلك إلى السجن، حيث نتابع قصة مختلفة، تتعلق بحياة مسجون سيقضى الشهر الكريم حلف القضبان، حيث يروي لنا قصته التي جاءت به للسجن بشكل صريح وواضح يتناسب مع شفافية الصائم والشجاعة التي يمنحها الصوم للاعتراف ومواجهة النفس بالأخطاء التي ارتكبتها. كما نتابع سير اليوم في هذا المكان وكيف يكون رمضان به وماهي الأجواء والمشاعر التي تتحكم بنزيله، ورغم انها أجواء قاسية إلا انها منسجمة مع توجه الشريط العام .
وفي المستشفى حيث يأخذنا الفيلم لمتابعة حياة الآنسة ” شامة” التي كان عليها أجراء عملية جراحية أثناء الشهر الكريم، وأجبرتها هذه العملية على البقاء داخل المستشفى بعيدا عن العائلة وأجوائها وتقاليدها الرمضانية المتعارف عليها.

نتابع شامة في سريرها الطبي وهي تحت أشراف الأطباء خلال الشهر الكريم ، ونتابع من الجهة الأخرى حياة العائلة في غيابها، ثم نتابع زيارات الأسرة لها وتفقدها، ويتحدث الوالدان على إحساس غياب الابنة عن البيت خلال هذا الشهر ونحن نتابع لحظات الإفطار وخلو مكان الابنة من على المائدة الرمضانية في البيت.
تقول شامة ان رمضان خارج البيت قاس وله طعم مختلفا فهو شهر العائلة بامتياز ومن الصعب وصف البقاء خارج ذلك المحيط الحميم خلال هذا الشهر الكريم.