الفيلم الوثائقي “حائط مبكى” لإلياس بكار
عرض الوثائقي «حائط مبكي» لإلياس بكّار في سينما قاعة أفركا آرت مساء الأربعاء 1 سبتمبر بالعاصمة وقد حضر عدد من الصحفيين والمهتمين بالشأن السينمائي. وقد قدّم شريط «حائط مبكى» وقد حضر العرض كل من المخرج والمنتج المنفذ من قناة الجزيرة للأطفال التي أنتجت الفيلم كما حضرت الفنانة الفلسطينية سناء موسى التي أّدت أغاني الفيلم وكان الموزّع الموسيقي التونسي ربيع الزموري هو الذي أنجز الموسيقى التصويرية للفيلم كما قدّمت النسخة الفرنسية للفيلم الممثلة التونسية رملة العياري. مع العلم أنه تمّ انجاز الفيلم باللّغة الانكليزية أيضا. وحضر هذا العرض الأول للفيلم سفير فلسطين بتونس سلمان الهرفي .
“حائط مبكى” هذا العنوان المخاتل لم يكن عن حائط المبكى حائط البراق الذي يرتبط عند المسلمين بالإسراء والمعراج ويعتبره اليهود آخر ما تبقى من هيكل النبي سليمان لذلك يتجمعون تحته لممارسة طقوس الحداد فيذرفون الدموع ويتلون التوراة حتى سمي بحائط المبكى. حائط مبكى المخرج التونسي الياس بكار في فيلمه التسجيلي هو “الجدار العازل بنته إسرائيل في الضفة الغربية قرب الخط الأخضر لمنع دخول سكان الضفة الغربية الفلسطينيين لإسرائيل أو في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الخط الأخضر. يتشكل هذا الحاجز من سياجات وطرق دوريات، وفي المناطق المأهولة بكثافة مثل منطقة المثلث أو منطقة القدس تم نصب أسوار بدلا من السياجات. بدأ بناء الجدار في 2002 في ظل انتفاضة الأقصى وفي نهاية عام 2006 بلغ طوله 402 كم، ويمر بمسار متعرج حيث يحيط معظم أراضي الضفة الغربية، وفي أماكن معينة، مثل قلقيلية، يشكل معازل، أي مدينة أو مجموعة بلدات محاطة من كل أطرافها تقريبا بالجدار. وبما تعارض السلطة الوطنية الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية بناء الجدار، يسميه العرب و الفلسطينيون ب”جدار الفصل العنصري”، أو “جدار الضم والتوسع العنصري”، تعبيرا عما تراه كمحاولة إسرائيلية لإعاقة حياة السكان الفلسطينيين أو ضم أراض من الضفة الغربية إلى إسرائيل.”
![]() |
إلياس بكار في مدينة القدس أثناء تصوير فيلمه
التفت الياس بكار إلى هذا الجدار العنصري لينقل عبر فيلم وثائقي معاناة الفلسطينيين والأطفال تحديدا من هذا الجدار الذي أصبح كابوسا يوميا يعيشونه.
وبين الفيلم شتى الطرق التي يلوذ بها الفلسطينيين للتعايش مع هذا الكابوس الذي أنشأته إسرائيل ليقطّع أوصال الأراضي الفلسطينية ويفصل بعضها عن بعض. ونقل لنا المخرج هذه “الكابوسية” من خلال أصوات الأطفال المقهورين وأحلامهم المنقوصة.ليبقى الحلم مستمرا من خلال تحويل الجدار الصامت والقاتل إلى مساحة للتعبير الفني الحر من خلال العديد من الرسوم المحتفلة بالحرية تذكرنا برسومات ناجي العلي على خيام المهجّرين. وقد تحدّث المخرج عن معاناته أثناء تصوير الفيلم من الاحتلال الاسرئيلي والتي عمدت قواته إلى مصادرة أشرطة كان قد صورها.
انتقد بعض المتابعين طول الفيلم ودعوا إلى إعادة المونتاج وتكثيف الشهادات حتى ينقذ الفيلم من الرتابة التي بدا عليها أحيانا بينما رأى البعض الآخر أن ساعتين غير كافية لكي نصوّر فظاعة ما يرتكبه الإسرائيليون هناك ومعاناة الفلسطينيين . رأيان كل يستند إلى مرجعياته واحد بمرجعية فنية سينماتوغرافية وأخرى أيديولوجية متعاطفة.
فيلم الياس بكار كان قد نجح في محافل دولية عديدة منها مشاركته المتميزة في إحدى المهرجانات الشبابية العريقة في الهند. في انتظار أن نرى الفيلم في تظاهرات سينمائية أخرى في تونس يحضرها عموم الجمهور المحب للسينما.يبقى العرض الأول للصحافيين غير كاف لمناقشة الفيلم . والسؤال الذي يطرح اليوم في تونس أمام هذا الكم الكبير من الأفلام الوثائقية التي تنتج كل عام متى نشاهدها في قاعات السينما أم أنها ستبقى حبيسة المهرجانات والعروض الخاصة، والتي قد يسقط سهوا او عن قصد أحيانا أسماء بعض الصحفيين المتابعين للشأن السينمائي في تونس فقد اشتكى الكثير من الصحفيين مثلا من عدم إعلامهم بعرض فيلم “حائط مبكى” ونخشى أن يكون الدافع هو كثرة الدعوات الرسمية والشرفية التي أحاطت بعرض الفيلم الذي قيل أنه عرضا أول للصحفيين.