حملة “ساعدني لاقي ولدي” تطالب بالحقيقة المفقودين

في “اليوم العالمي للمخفيين”، بادرت مجموعة نشطاء لبنانيين مستقلين إلى إقامة تحرك يومي 3و4 أيلول (سبتمبر) تحت عنوان: “ساعدني لاقي ولدي”، إحياء لقضية المفقودين اللبنانيين، و”لنشر الوعي حول القضية” بحسب بيان صادر عن المجموعة.

شعار التظاهرة

أقيم التحرك في حديقة “جبران خليل جبران” أمام مبنى الأسكوا في وسط العاصمة بيروت. هناك نصب أهالي المفقودين وهيئاتهم الساهرة على الملف، خيمة منذ سنوات طويلة فشاركت العديد من الهيئات في التحرك انتصارا لقضية معقدة أصبحت ذات صبغة العالمية نظرا لاتساع الأطر المشاركة فيها، والأعداد الكبيرة المتراكمة للمفقودين بدءا من عام 1975.

الهيئات المتعاونة مع البادرة هي : لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان، لجنة أهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين (سوليد)، منظمة العفو الدولية، “هيومن رايتس ووتش”، الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، الاتحاد الاورومتوسطي ضد الاختفاء القسري، لجنة عائلات المفقودين في الجزائر، المركز اللبناني لحقوق الإنسان، مركز الخيام لإعادة التأهيل، الكرامة، أمم، “ألف باء”.

رئيسة “لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين بلبنان وداد حلواني قالت إن لجنتها “تدعم التحرك لأنه يخدم قضية المفقودين، ونحن سعداء أن تتحقق رغبتنا بوجود هيئات جديدة تدعم القضية، وخصوصا من الجيل الجديد أي أن القضية لن تموت قبل كشف كل حقائقها”.

وداد حلواني رئيسة لجنة أهالي المخطوفين

وفي افتتاح هذا التحرك، تحدث الناطق باسم المجموعة المنظمة سيدريك شقير واصفا التحرك بأنه «تذكير الشباب بقضية المختفين قسراً بما هي قضية وطنية، ورسالتنا موجهة إلى كل الشباب الذين يظنون أن القضية باتت من الماضي». 

رئيس لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين (سوليد) غازي عاد قال إن “من يظن أن ملف المفقودين قد أغلق، فهو مخطئ. وحدها الحقيقة تقفل الملف والتحرك الذي يؤكد موقف الناس الداعم للقضية، وغياب ممثلين للسلطة ليس غريبا فهي تقصر في معالجة الملف رغم الوعود الكثيرة بمتابعته”.

وفي كلمة لها، روت حلواني معرفتها بأم عزيز، الأم التي فقدت أربعة من أبنائها منذ 28 عاما، لكنها أقامت عالمها الخاص في منزلها، تنتظر عودتهم على شباكه”.

وتلت الناشطة ديبورا فارس برقيتي تضامن من المنظمة الآسيويّة لمناهضة الإخفاء القسري» و«المنظمة الأورو – متوسطية لمناهضة الإخفاء القسري . وقد حضر الافتتاح النائب غسان مخيبر، وكان وحيدا من الرسميين، بينما برز حضور وسائل إعلام أجنبية عديدة ومحلية قليلة. واقتصر حضور الافتتاح على عشرات المشاركين بينما كان النشاطات التعبيرية عن المناسبة أكثر حضورا وفعالية.

خيمة أهالي المخطوفين التي أنشاتها الراحلة أوديت سالم

التحرك…
على مدخل الحديقة، أقامت مجموعة “غرافيتي أرت” لوحة قماش ضخمة مطلية بالأصفر والأحمر والبني، وكتبت عليها بحروف ضخمة عبارة: “لا حي ولا ميت”. قال الناشطون على طلائها أنهم مجموعة موجودة على الفايسبوك تدعم القضية الانسانية نظرا لعدالتها، أما العبارة فهي برأيهم إشارة لواقع المفقود، ونظرة أهله له.

وباتجاه الخيمة، نصبت لوحة لآلاف الصور من مخطوفين ومخفيين من دون تعليقات، وصولا إلى الخيمة الصغيرة التي تؤوي الأهالي فيجتمعون فيها يوميا، حتى باتت مسكنهم الأول المفضل الذي يشعرون فيه أقرب مسافة من أبنائهم.

وعلى طاولة قرب الخيمة ثبت المنظمون طاولة لجمع تواقيع التأييد وتوزيع منشورات التوعية على القضية. ومنها إلى “مكتب المفقودات” وهو معرض تجهيز لديبورا فارس وهو كناية عن مكتب فارغ.

فارس أوضحت أن عملها هو تعبير عن واقع المفقودين. هو مكان فارغ لا يثير الاهتمام، شبيه إلى حد بعيد بقضية كبيرة كقضية المفقودين بالآلاف لكنها تواجه باللامبالاة”.

ثم جناح للصليب الأحمر الدولي تحمل لوحات علقت فيه نصوص القوانين العالمية المتعلقة بالمفقودين والمخفيين.

على جانبي باحة واسعة مغطاة بالعشب، علقت لوحات مصورة مع شروح حكت روايات مفقودين من  أنحاء مختلفة من العالم. وبين الباحة والخيمة أقيم  مسرح جرت عليه أنشطة مختلفة أبرزها أداءات غنائية لهواة متطوعين، وختمت سهرة اليوم الأول بقراءات لأسماء المفقودين ال 17514 واستمرت حتى ما بعد الواحدة ليلا.

في اليوم التالي، بدأ التحرك بتجهيزات فنية حية، ثم عرضت مجموعة وثائقيات سبعة منها للجنة الدولية للصليب الأحمر، والفيلم الوثائقي “17000” لساندرا أبرص-من إنتاج الجزيرة الوثائقية- و”الصورة الأخيرة” لوداد حلواني عن حياة أوديت سالم أبرز الناشطات في الخيمة، قضت منذ عام في حادث سير، و”أغنية لأمين” لألبرتو بوجيو، وعروض صور ولوحات فنية.  


إعلان