أول مقال عن السينما في التاريخ
دعا البارحة السادة لوميار، الأب وأبناؤه، أصيلي مدينة ليون، النخبة لحضور افتتاح عرض حقيقة غريب وجديد، الذي خصص أصحابه باكورة عرضة لجمهور باريس.
فقد ركزوا آلاتهم الذكية والدالة على عبقريتهم في الطابق التحتي الأنيق في سراديب النزل الكبير في شارع كابوسين.
تصوروا شاشة منبتة على جدار القاعة حجمها أكبر مما تتصورون قبالة جمهور وعلى الشاشة برزت عروض صور فوتوغرافية إلى حدّ الآن لا جديد.
لكن في لحظة وعلى حين غفلة تحركت الصورة التي كانت تعكس الحجم الطبيعي للشخوص أو مصغرة حسب اتساع المشهد وتتحول الصور التالية إلى صور حيّة.
هذا باب مشغل يفتح ويخرج منه سيل عارم من العمال والعاملات معهم دراجات وكلاب تجري، وعربات والكل في حركة دءوبة وضوضاء، إنها الحياة قطعا وهو الحركة التي التقطت حيّة.
ثمّ تشاهد مشهدا حميمي، أسرة مجمّعة حول منضدة.والصبي يدفع من بين شفاهه الحساء الذي كان أبوه يطعمه إياه في حين أن الأم تبتسم. وفي الأفق تبدو الأشجار تتحرك والريح تلعب بمنديل الطفل المثبت على صدره.

وها هو البحر المتوسط الشاسع : بحر جامد بدون حركة وكأنه لوحة رسمها رسام بارع وها هو شاب يقف فوق سارية يتأهب للقفز في اليمّ. وتتمتعون بهذا المشهد الرائع.
وفي لحضه تتحرك الأمواج بسرعة، والرجل يستحم غاطسا برأسه يتبعه آخرون يهرولون نحو البحر، والماء يتناثر على أثر سقوطهم فوق صفيحة البحر وتتحطم الأمواج على رؤوسهم وينشق العباب وتتقاذفهم الأمواج حتى ينزلقون فوق الصخور.
فها هي الصورة الفوتوغرافية تقفز من كونها تثبت الثابت والساكن لكي تعطي للحركة ديمومة طويلة.
ويكمن جمال هذا الاختراع في جدّيته وعبقرية الآلة.
وعندما يقتني الجمهور هذه الآلات وعندما يصبح كل فرد قادر على تصوير الأشخاص العزيزين عليهم لا على هيئتهم الجامدة لكن في حركاتهم وسكناتهم في جيئتهم وراوحهم في حياتهم اليومية المألوفة والكلام يبدو على الشفاه، سيصبح الموت لا أزليا.
جريدة “البريد”
في عدد 30 ديسمبر 1895
(العرض الأول للسينما في العالم يوم 29 ديسمبر 1895)