طعم الحرية برؤية سينمائية

رسائل من المجتمع المصري

حسام يحي
استمر الأمر على هذا الحال ، حتى استيقظ محمد يوم الجمعة الموافق 28  يناير  ” جمعة الغضب ”  لينزل إلى ميدان التحرير مثله مثل عشرات آلاف المصريين الذي لبوا النداء ، يذوب محمد فى الحشود ويعتقد فى قرارة نفسه أن مريم في مكان ما هنا مثلها مثل أقرانها  ، محمد الذي خيب الوقع والمجتمع أمله,يشارك بفاعلية في أحداث الثورة لتبدأ الاشتباكات سريعة مع قوات الأمن المركزى ليكتشف محمد فى نهاية اليوم وهو يتصفح أسماء الشهداء أن الطفلة التي كبرت وجارته التي أحبها اكتسبت لقباً جديدً وصارت ” الشهيدة مريم فخري”
ينتهي فيلم “رسالة الى مريم” الذى أخرجته  ماجدة إبراهيم والذى يُصنف من الأفلام القصيرة  عند هذه النقطة التي تفتح ملفاً شائكاً حول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر وجدوى استمرار الاستقطاب المجتمعي الذى لا يعترف أحداً به .

علق على الفيلم الأستاذ الدكتور مدحت الجيار أستاذ الفنون فى جامعة الزقازيق ليتحدث عن أن الفيلم رغم أنه ينتمي إلى عينة الأفلام القصيرة  كما أنه أجاد طرح المشكلة وفتح الجرح الذي لم يندمل بعد حول قضية المواطنة ثم يستطردُ قائلاً بأن الفيلم نجح في تسليط الأضواء على مشاركة المسيحيين والفتيات في الثورة بل وتقديمهم لشهداء مثل الشهيدة مريم فخري .
يبدأ بعدها العرض الثاني للرسالة الثانية “رسالة طفل” يحكى الفيلم عن طفل هو حفيد الرئيس المخلوع مبارك ، يتكلم الطفل عن مدى الألم الذي لحق به جراء الأحداث وحول اعترافه بأن أهله مذنبين لكنه لا ذنب له في هذا الأمر ويتطرق الفيلم إلى الشهداء من الأطفال الذين لقوا حتفهم في الثورة على إثر الاشتباكات الدامية وقمع الأمن للمتظاهرين إبان الثورة
ثم يُختتم الفيلم بشبه اعتذار من حفيد ” المخلوع ” لهم .
ثم يتوالى عرض الرسائل  رسالة أب . .رسالة أم .. ورسالة إلى شعب ! .
لتُعبر هذه الرسائل عن إنفعالات مكونات المجتمع المصري أثناء ثورة  25 يناير وتعطى فكرة عن التحولات التي حدثت أو قد تحدث بعد صدمة كبيره وتغيير أكبر في حجم ثورة .


إعلان