مهرجان دبي السينمائي الثامن.. بحضور توم كروز

 يُسلّط الضوء على ثورات التغيير، ويحتفي بحسِّ الفكاهة

أمـل الجمل 
يشهد مهرجان دبي السينمائي الدولي – في دورته الثامنة المُقامة في الفترة من 7-14 ديسمبر المقبل، والذي يُقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم, نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي- العديد من العروض والأنشطة التي تضجّ بالحيوية والنشاط، بدءاً من حفل الإفتتاح الذي يشهد العرض العالمي الأول لفيلم “المهمة المستحيلة-بروتوكول الشبح”، بحضور نجمه “توم كروز”، ومخرجه “براد بيرد” الحائز على جائزة الأوسكار، إلى جانب حضور نخبة من كبار النجوم الذين شاركوا في بطولته.
يتضمَّن فيلم مشاهد “مهمة مستحيلة- بروتوكول الشبح” نحو نصف ساعة من المشاهد التي تدور أحداثها في دبي, والتي تم تصويرها في مناطق متنوعة من مدينة دبي, ومنها المدينة القديمة والمركز التجاري في وسط المدينة وقبالة شواطئ جزيرة النخلة، وأعلى قمة “برج خليفة”.

الأفلام الوثائقية
يُسلّط المهرجان هذا العام الضوء على ثورات التغيير، ويحتفي بحسِّ الفكاهة في “مسابقة المهر للأفلام القصيرة” الممّيزة والمعاصرة التي يقدّمها السينمائيون العرب، والتي ترصد الواقع المعاصر المعاش في المجتمعات العربية. كذلك تعكس تلك الأفلام التغيّرات التي تشهدها منهجيات صناعة الأفلام، باستخدام أساليب وتقنيات جديدة ومتطورة.
أما سينمائيو الأفلام الوثائقية العرب في مسابقة “المهر” فيركزون على التاريخ الكلاسيكي والمعاصر حيث يعمدون إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث المحورية التي كان لها تأثير بالغ على التاريخ العربي المعاصر بدءاً من الثورات العربية إلى ولادة دولة جديدة.
ُذكر أنه تم اختيار 9 أفلام وثائقية مميزة من العالم العربي – من أصل 15 فيلماً ستدخل ضمن منافسات جوائز “المهر العربي” – تستلهم مواضيعها من الوقائع الاجتماعية والسياسية في المنطقة. وقد أخرجها سينمائيون عرب من مصر والجزائر وسوريا والعراق ولبنان وتونس والسودان والأردن، وعرب مقيمون في ألمانيا وفرنسا.
 تبلغ قائمة الأفلام المُشاركة في الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي الدولي 171 فيلماً، من 56 بلداً. تمثّل قائمة الأفلام المشاركة عروضاً أولى عديدة تشملُ 46 فيلماً يُعرض للمرة الأولى عالمياً، و25 فيلماً يُعرض للمرة الأولى دولياً، و78 فيلماً يُعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط، و7 أفلام تُعرض للمرة الأولى في الخليج، وهي ناطقة بأكثر من 32 لغة: من الكانتونية، إلى الكاتالونية. ويُشار إلى أن هذه الأفلام ستشارك في مسابقات جوائز “المهر العربي”، و”المهر الآسيوي الأفريقي”، و”المهر الإماراتي”، وضمن برامج المهرجان الأخرى، والتي تُعتبر خارج إطار المسابقة الرسمية، والمُخصَّصة منها للأطفال، والسينما الهندية، وسينما العالم، وغيرها الكثير.

يُذكر أنه تقدّم أكثر من 1000 فيلم قصير ووثائقي وروائي طويل لمسابقات “المهر الإماراتي” و”المهر العربي” و”المهر الآسيوي-الإفريقي”، لنيل 36 جائزة، يتجاوز مجموع قيمتها المالية 600 ألف دولار،. وتُعتبر الأفلام المشاركة في هذه المسابقة مؤهلة للفوز بمجموعة من الجوائز العالمية مثل: جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما “فيبريسي”، وجائزة شبكة أفلام حقوق الإنسان.

كذلك يشهد المهرجان مشاركة فيلمين دوليين مرشحان لجوائز الأوسكار للعام 2012، في فئة “أفضل فيلم بلغة أجنبية”. الأول “حدث ذات مرة في الأناضول”، من تركيا، والثاني “تاتسومي” من سنغافورة، وذلك ضمن أفلام مُميزة تشارك بها دول مثل إيران وتركيا وسنغافورة وهونج كونج والفلبين ونيجيريا. كذلك تشمل عروض هذه الدورة من المهرجان الفيلم الكوميدي الرومانسي، البوليوودي “نساء ضد ريكي بال”، وفيلم “الأحفاد”، الدرامي المُؤهَّل لحصد جوائز الأوسكار، من بطولة النجم “جورج كلوني”، والفيلم العائلي “ذا مابيتس”، والفيلم الكوميدي الدرامي “ثلاثة أرباع قمر”، وفيلم “تيرافيرما”، الذي يدور حول المغتربين الإيطاليين، والفيلم الرومانسي المصري “واحد صحيح”، وفيلم “أسبوعي مع مارلين”، وهو دراما بريطانية.

التكريم
في إطار حرصه على اختيار عدد من عمالقة السينما وممثليها المعروفين لتكريمهم ومنحهم “جائزة تكريم إنجازات الفنانين” – بمن فيهم نجوم السينما العربية، وسينما آسيا وأفريقيا، وسينما أوروبا والأمريكتين وجنوب شرق آسيا وأستراليا  – سيقوم المهرجان بمنح “جائزة تكريم إنجازات الفنانين” إلى الممثل المصري القدير جميل راتب، والمؤلف الموسيقي الهندي الحاصل على جائزتي الأوسكار والجرامي “إيه. آر. رحمن”، والسينمائي ذائع الصيت “فيرنر هيرزوغ”.
يُذكر أنه خلال الدورات السابقة، منح مهرجان دبي السينمائي الدولي “جائزة تكريم إنجازات الفنانين” لكوكبة من الفنانين والسينمائيين المميزين، بمن في ذلك: عمر الشريف، وعادل إمام، ومورجان فريمان، وشون بن، وأميتاب باتشان، وشاروخ خان، وداوود عبد السيد، والراحل يوسف شاهين، ورشيد بوشارب، وسليمان سيسي، ونبيل المالح، وأوليفر ستون، وداني جلوفر، وتيري جيليام، وياش شوبرا، وسوباش جاي.
ليلة واحدة تغير حياة الناس
انطلاقاً من قناعة مؤداها “أن المهرجانات السينمائية يمكنها أن تلعب دوراً أكبر في المجتمع، تماماً كما هي الحال بالنسبة للأفلام الهادفة التي تحرك مشاعر الناس وتحدث تأثيراً تحولياً في حياتهم.” – وفق ما صرح به رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة – واستكمالاً لدوره الذي بدأه طيلة السنوات الماضية، بتقديم مساهمات للمجتمع من خلال عقد اتفاقيات شراكة مع المبادرات الخيرية ذات التأثير بعيد المدى في مختلف أنحاء العالم، سيُقام حفل خيري بعنوان “ليلة واحدة تغير حياة الناس”، لصالح “أوكسفام” و”دبي العطاء” بحضور كبار نجوم حيث سيذهب ريع الحفل إلى “دبي العطاء”، المؤسسة الإنسانية الإماراتية، وإلى منظمة المساعدات الإنسانية الدولية “أوكسفام”. وسيتم تحويل التبرعات لتقديم المعونة والمساعدات إلى المجتمعات المعوزة والأشخاص المحتاجين في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وكافة أنحاء العالم.

تعزيز مكانته
منذ انطلاقته، قبل ثمان سنوات، وتحديداً في عام 2004, يعمل مهرجان دبي السينمائي حثيثاً على تعزيز مكانته، إذ يشهد تطوراً متسارعاً عاماً بعد عام، من خلال نوعية الأفلام العربية والآسيوية والآفريقية التي يعرضها، من خلال تحفيز حركة التبادل الثقافي والإنتاج السينمائي, إذ يُعتبر سوق دبي السينمائي هو الأول والوحيد من نوعه في المنطقة الذي يغطي جميع مراحل صناعة السينما، من السيناريو إلى السينما. فقد خاض المهرجان مجال المشاركة في الإنتاج السينمائي عبر مسابقاته السينمائية وهو ما يُشكل سنداً قوياً لشباب المبدعين والمواهب السينمائية الواعدة في الوطن العربي. كذلك يقدّم المهرجان للعاملين في مجالة صناعة الأفلام من كتّاب ومنتجين ومخرجين وممثلين فرصة للتعارف والتباحث وتبادل الخبرات.

على مدار سنوات عمره القليلة نجحت أنشطته في استقطاب باقة سينمائية غنية ومتنوعة من العالم العربي وآسيا وإفريقيا وجميع أنحاء العالم، بحضور أكبر عدد من النجوم والممثلين الكبار، وأهم المخرجين والنقاد من كافة أنحاء العالم. وهو من دون شك دور بالغ الأهمية في الترويج لمدينة دبي، ليس فقط باعتبارها عاصمة الأحداث الرياضية، والاستجمام، والأعمال، في الشرق الأوسط، لكن أيضاً باعتبارها مدينة ثقافية عالمية.

 


إعلان