الدورة العاشرة لمهرجان الأفلام الوثائقية ببيروت
اختتمت مؤخرا فعاليات مهرجان الأفلام الوثائقية في دورتها العاشرة في مسرح المدينة ببيروت، بعد انقطاعه العام المنصرم. وقد تقدم للمشاركة فيه زهاء 400 فيلم، تم اختيار 43 منها على يد لجنة تحكيم تألفت من الصربي بوريس ميتيك، والفلسطينية ساندرا ماضي، والمصري خيري بشارة.
تراوحت الأفلام بين القصير والمتوسط والطويل، واختيرت أعمال من دول عديدة منها لبنان وسوريا وفلسطين ومصر وتونس وإيران والنرويج والولايات المتحدة وفرنسا واسبانيا وإيطاليا ودول أخرى.
افتتح المهرجان بفيلم “حسنوا هذا العالم” (Better This World)، لكايتي غالواي وكيلي دوان دو لا فيغا. يحاول المخرجان توثيق دخول شباب من تجارب سياسية جديدة إلى الإرهاب في إطار الحرب عليه بعد أحداث 11 أيلول. من الأفلام الطويلة المشاركة، “وجه واستجابة” من ألمانيا، لبيتر أوت، و”البحث عن تشي” من إيران، إخراج علي رضا روفوغاران وفيه تقف لآثار تشي غيفارا ، و”الرؤوس السود” لأرمان رياحي، وهو فيلم نمساوي يمتد على ، و”ممنوع” من مصر لآمال رمسيس، و”كيف تغلي ضفدعا” لجان كوكسي من كندا، و”من وحي فان غوخ” للأسباني دانيال دوما و”رسائل من الصحراء” -مشترك هنديإيطالي، و”صورة ذاتية لثلاث نساء” من الصين، و”تحرير 2011″ للمخرجين المصريين تامر عزت وعمرو سلامة وايتن أمين.
الأفلام المتوسطة سبعة، منها: “كلنا للوطن” لكارول مان، و”سقف دمشق وحكايات من الجنة” لسؤدد كعدان، وهو من إنتاج الجزيرة الوثائقية و”العشاء الأخير لمالتوس” للسويسري كلاوس با، و”الزنجي” للإيطالي انطونيو مارتينو، و”شرطي على الهامش” للفلسطيني ليث الجنيدي. الأفلام القصيرة 22، منها: “مملكة الأنالوغ” لإيثر جونسون، من بريطانيا، و”مذكرات” من البرتغال لمونيكا باتيستا، و”درع غزة” للبنانية تانيا خلف، و”غوانابي سور” مشترك بيروفي-إيطالي، و”أرض الأرامل” من الهند، وبعيونكم من اسبانيا، و”هباء” من إيران، و”هارومي-روعة الربيع” من سويسرا، و”حيث البيوت ترتدي شرفات من الخجل” مشترك فرنسي-إيطالي-ميانماري. وثمة فيلم قصير عن قرية لبنانية نائية اسمها “فنيدق”، تحوطها غابات بكر، وطبيعة خلابة، وضع الفيلم ضمن برنامج تدعيم الواقع الصحي والتربوي للبلدة بتمويل إيطالي، وقد أخرجته عبير الهاشم. فيلم الختام “علمانية إن شاء الله” لنادية الفاني، الذي بدأ قبل ثلاثة أشهر من انتفاضة تونس، يتركز على التسامح، تناقش فيه احتمال تحول الدولة بعد بن علي إلى دولة علمانية كي تعتبر الثورة قد تحققت أهدافا ومآلها.

عبير هاشم- المديرة التنفيذية لمهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية- تحدثت للجزيرة الوثائقية عن المهرجانقائلة : “بدأنا سنة 1999 بهدف تنمية فكرة الأفلام الوثائقية من أجل إدراك أهميتها، والمشاركة في تطويرها، عبر الإطلاع على تجارب مختلفة من العالم عن الأفلام الوثائقية، والتعرف على طريقة صنع الأفلام المختلفة باختلاف البلدان التي تنتمي إليها”. وأضافت: “بدأنا بدورة كل عام، لكن الدورتين الأخيرتين جعلناهما واحدة كل عامين بسبب الصعوبات التمويلية التي نواجهها، وهذا هو السبب أن أقمنا الدورة العاشرة في هذا العام. التمويل تراجع لأسباب عديدة، مما أدى إلى توقف العديد من المهرجانات عن المتابعة، وهي مشكلة عند كل العاملين في المهرجانات، ومن الأسباب كثرة المهرجانات التي تقام، فيوم قمنا نحن، كنا الوحيدين في العالم العربي، بينما الآن زاد العدد، والممول لا يستطيع تحمل أعباء كل المساهمات”.وتعلق المديرة التنفيذية قائلة “بعد الدورة العاشرة نستطيع القول إن كثيرين باتوا يدركون أهمية الفيلم الوثائقي، بينما كانوا في السابق يترددون في ارتياد الأفلام الوثائقية نظرا لرؤية مسبقة أتجعل منها أفلاما مملة، وغير ذات أهمية، ولمسنا أن الجمهور بات يدرك أهمية الوثائقي، وبات يتمتع بها كما الأفلام الأخرى، ويطلعون عبرها على ثقافات وتجارب الآخرين، واكتشفوا أمورا في العالم لم يكونوا يتوقعونها حتى في أرقى البلدان كالحالات الاجتماعية المدقعة التي لا تظهر في الأفلام العادية ولا على الفضائيات”.
وخلصت إلى أن “مهرجاننا، بعد عشر دورات، ساهم في تطوير الفيلم الوثائقي حضورا وصناعة وفهما، وطرح مساحة لتبادل التجارب والأفكار وازداد عدد المهتمين بها. ومع ذلك يمكن القول إن تطور الفيلم الوثائقي استغرق وقتا وجهدا، والتطور تمثل في إقدام الكثيرين على صناعة الفيلم الوثائقي، وكذلك الاهتمام بالأفلام الوثائقية التي تنتج إن محليا أم عالميا”.

الجوائز
بالنسبة للجوائز، فقد جاءت كما يلي:
أفضل فيلم طويل : “التحرير “2011، مصري مشترك بين تامر عزت، وأيتن أمين، وعمرو سلامة.
ونال فيلم “نيغوري” لأنطونيو مارتينو، إيطالي، جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
أفضل فيلم متوسط: “شرطي على الهامش” للفلسطيني ليث الجنيدي، ونال فيلم “الرؤوس السود” لأرمان رياحي، النمسا، جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام المتوسطة.
وأفضل فيلم قصير: “رحلة إلى كايب فردي” للبرتغالي جوزيه ميغال ريبايرو، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة ل “حيث البيوت ترتدي شرفات من الخجل”، لفابريزيو بولبتيني، وجائزة لجنة التحكيم أيضا ل”درع غزة” للبنانية تانيا خلف.