مهرجان دبي السينمائي الثامن
أمير العمري- دبي
تختتم الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي مهرجانات السينما الدولية التي تقام في العالم العربي وربما على المستوى العالمي أيضا، ونقصد بتلك المهرجانات، الكبيرة منها التي تحظى بسمعة دولية محترمة في الأوساط الدولية.
وعلى حين يعتبر البعض أن موعد إقامة مهرجان دبي قد يتناقض مع رغبته في العثور على الكثير من الأفلام الجديدة كونه يقام في ختام العام وقبيل أعياد الميلاد مباشرة، وهو وقت لا يسمح بظهور العديد من الأفلام الجديدة التي يراد تسويقها والترويج لها قبيل إنزالها إلى أسواق العرض العالمية، إلا أن المهرجان نجح في أن يجعل من مشكلة توقيت اقامته مناسبة ناجحة، بعد ان تمكن من الحصول على عدد لافت من الأفلام الجديدة الجيدة التي لم تعرض بعد على المستوى العالمي أو العربي.
يعرض المهرجان في دورته الثامنة التي افتتحت مساء الأربعاء 7 ديسمبر وعلى مدى تسعة أيام، 171 فيلما من 56 دولة، منها 46 فيلما تعرض للمرة الأولى على الصعيد العالمي، وهو عدد كبير يفخر أي مهرجان بالحصول عليه، و25 فيلما تعرض للمرة الأولى دوليا أي خارج الدول المنتجة أو دول المنشأ كما يقال في الصناعة.
المهر الإماراتي
يتكون المهرجان من أقسام عدة هي أولا: مسابقة المهر الإماراتي الذي يخصص لعرض ابداعات السينمائيين الشباب في دولة الإمارات من أفلام طويلة وقصيرة، روائية وتسجيلية، كما يمنح جوائز من خلال لجنة تحكيم تكونت هذا العام برئاسة المخرج السوري الكبير محمد ملص، وعضوية الكاتب الاماراتي أحمد سالمين، والفنان التشكيلي الكويتي عبد الله بوشهري.
ويعرض في هذه المسابقة 13 فيلما جديدا وهو رقم جيد جدا بالنسبة لتجربة السينمائيين الشباب في سينما ناشئة لا أبالغ إذا ما قلت إنها تجربة جاءت وليدة مهرجاني دبي والخليج بشكل أساسي.
من أهم أفلام مسابقة المهر الاماراتي فيلم “أمل” للمخرجة والشاعرة الاماراتية نجوم الغانم، التي سبق أن قدمت فيلمين قصيرين وثلاثة افلام وثائقية. وهذا هو فيلمها الروائي الطويل الأول. وهو مصور بكاميرا الديجيتال. وفيما عدا ذلك من أفلام هي أفلام قصيرة أطولها يبلغ زمن عرضه أربعين دقيقة وهو فيلم “”بصيرة” للمخرجين أحمد زين وناصر اليعقوبي.

أما القسم الثاني المهم فهو مسابقة المهر العربي التي تشمل عرض 25 فيلما روائيا ووثائقيا طويلا من العالم العربي أو من اخراج سينمائيين عرب. وهو عدد كبير بل ويعد أيضا مفاجاة كبرى حيث كنا نتصور أن المهرجان سيعجز عن الإتيان بكل هذا العدد من الأفلام بعد أن حصل مهرجانا أبو ظبي والدوحة على أكبر عدد مما أنتج منها، كما أن وجود كل هذا العدد في عام واحد يعد نقلة بل قفزة كبيرة إلى الأمام.
أسبرين ورصاصة
الأفلام المشاركة في هذه المسابقة الرئيسية من لبنان والأردن وفلسطين والمغرب وتونس والامارات وسوريا والجزائر ومصر والعراق والدنمارك وفرنسا والسودان.
من الأفلام الروائية المشاركة الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج السوري عمار البيك “أسبرين ورصاصة” (125 دقيقة)، والفيلم الي أخرجته الجزائرية المقيمة في فرنسا ياسمينا عدي بعنوان “هنا نغرق الجزائريين- 17 أكتوبر” (90 دقيقة)، وهو انتاج فرنسي ناطق بالعربية والفرنسية والأمازيغية، والفيلم التسجيلي “ستو زاد.. أول عشق” عن المطربة الشهيرة اراحلة شهرزاد من خلال عيني حفيدتها المخرجة هبة يسري.
كما يعرض أيضا الفيلم الذي أخرجته السورية سوزان يوسف “حبيبي راسك خربان” الذي سبق عرضه في مهرجان فينيسيا السينمائي.
وتشمل مسابقة المهر الآسيوي الافريقي عرض 35 فيلما من كوريا الجنوبية وسيريلانكا وايران والفلبين والهند وفيتنام وجنوب افريقيا وتايلاند وتركيا وكازاخستان سنغافورة وهونج كونج واليابان والصين واندونيسيا وكيرغستان وماليزيا.
ومن الأفلام التي ينتظرها الجمهور المتبع لهذا القسم والتي ذاع صيتها الفيلم الايراني “هذا ليس فيلما” للمخرج جعفر بناهي، والفيلم الايراني أيضا “وداعا” للمخرج محمد روسولوف، والفيلم التركي “حدث ذات مرة في الأناضول” لنوري سيلان بيلج، والفيلم الفيتنامي “روح الأم” لنوي جيانغ فام.
يكرم المهرجان الممثل المصري جميل راتب، والموسيقار الهندي الله رخا رحمن، ويحتفي بأعمال المخرج الألماني الشهير فيرنر هيرتزوج.
ليالي عربية
ولعل من أهم أقسام المهرجان قسم “ليالي عربية” الذي يعرض 24 فيلما من الانتاج العربي أو العالمي تتناول قضايا وهموم عربية.. منها “كل هذا وأكثر” لوسام شرف من لبنان، و”الرجل الأول” لجياني اميليو من فرنسا، و”ثمن الملوك- ياسر عرفات” لريتشارد سيمونز من بريطانيا، و”ميدان التحرير” لستيفانو سافونا من فرنسا، والسلاحف لا تموت بسبب الشيخوخة” من المغرب.
ويعرض ضمن قسم سينما العالم 20 فيلما من أهم الأفلام التي ظهرت في العالم في 2011 منها “الهافر” لآكي كوريسماكي، و”جي ادغار” لكلينت ايستوود، و”هناك في الأسفل” لغويدو لومباردي، و”إيني” لفنسنت موريست.
وفي المهرجان تظاهرات أخرى مثل تظاهرة الاحتفاء بالسينما الألمانية، و”سينما آسيا- افريقيا” (التي أجدها تكرارا لا لزوم له، وتظاهرة سينما الأطفال، و”أصوات خليجية”.

المهرجان يتيح من خلال هذا التنوع الكبير في أقسامه وبرامجه، الفرصة لعشاق السينما من شتى الأذواق لمتابعة أحدث الأفلام.
وقد افتتح المهرجان مساء الأربعاء بالفيلم الأمريكي “مهمة مستحيلة-4” بطولة توم كروز وهو استكمال لسلسة أفلام المغامرات الأمريكية الشهيرة، ولكن الفيلم الجديد صور جزء منه في مدينة دبي نفسها وبرجها الشهير الذي يعد الأعلى في العالم..
وربما يمكن القول ان من التظاهرات التي تقام على هامش المهرجان تلك المخصصة لمحاضرات يشارك فيها بعض كبار السينمائيين في العالم مثل شلوندورف وهيرتزوج ومحد خان ومحمد ملص.