دوكس بوكس 2011 يحتفي بالمستقبل

في مؤتمر صحفي اعتاد منظمو المهرجان أن يقيموه سنوياً أعلن رسمياً في صالة الكندي في دمشق يوم الأربعاء 23/2/2011 عن البدء المرتقب والمنتظر لمهرجان أيام سينما الواقع DOX BOX في الثاني من شهر مارس الآتي في صالة الزهراء، حيث يعرض فيلم الافتتاح “القطار الأخير إلى المنزل” من إخراج ليكسن فان.

القطار الأخير إلى المنزل

وها هو المؤتمر يمر هذه المرة دون أسئلة إلا سؤال، توجه به أحد الصحفيين إلى عروة النيربية مدير المهرجان حول إمكانية أن يحتفي بالمخرج عمر أميرلاي الذي غيبه الموت عن حضور دوكس بوكس هذا العام، خصوصاً وأنه عرض للراحل في إحدى دورات المهرجان سابقاً فيلم مصائب قومٍ. وكان جواب عروة أنه وبالرغم من أنهم أولاد مدرسة المخرج التسجيلي الراحل أميرلاي، إلا أن الاحتفاء يه في فترة المهرجان، لا يعتبر الاحتفاء المأمول.. بل إنهم عازمون تحقيق اجراءات كفيلة “بالاحتفاء به طوال العمر”.
في هذه الدورة 45 فيلماً إبداعياً قامت اللجنة المختصة باختيارها من أكثر من 600فيلم تم ترشيحه، وهو ما يجعلنا نتوقع أن المهرجان سيحافظ على السوية العالية التي عود جمهوره عليها في دوراته السابقة… وهذا العام وكما هو ملاحظ يتجه منظموا المهرجان إلى استقطاب شرائح أوسع من خلال التوجه إلى فئة عمرية قلما تخاطبها فعالية ثقافية أخرى في سورية وهي فئة اليافعين من خلال تظاهرة “إنه عالمي”. سيكون مقر هذه التظاهرة في صالة دمر بعيداً عن مركز المدينة، ومن جهة أخرى تزداد أذرع المهرجان طولاً وتشعباً، لتستحوذ على حلب أيضاً المدينة الثانية في سورية، بعد سابقاتها الثلاث المنضويات في تحت راية المهرجان: دمشق، طرطوس، حمص.

كيم لونجينوتو

وكما اعتاد المهرجان أن  يستضيف مخرجين من أشهر صانعي الأفلام التسجيلية في العالم، ستحل  السينمائية التسجيلية البريطانية كيم لونجينوتو ضيفة على مهرجان سينما الواقع في دورته الرابعة في أول زيارة لها إلى سورية، صاحبة فيلم (كبرياء المكان) ضيف مهرجان لندن السينمائي، وفيلم (الساري الوردي)، و(ضمني أفلتني)
ومن الجدير بالذكر أن هذا المهرجان لم يقتصر فقط في نشاطه على عرض الأفلام التسجيلية فقط، أو إحضار الضيوف من الخارج للتعرف على تجاربهم والاحتكاك بهم، أو إقامة الورشات التدريبية المتنوعة بحضور اختصاصيين، بل أيضاً “وهو بيت القصيد” يوفر فرصاً أمام التشبيك واقتراح الأفكار ليصار في النهاية إلى صيغة تتيح إنتاج المشاريع التي تثبت نفسها بعد الترشيحات المتتالية، وهو ما توفره منصة “تبادل” التي تفسح المجال أمام المشتركين في برامجها التدريبية للقاء مدراء وممثلين عن بعض أهم صناديق الدعم والمهرجانات التسجيلية العربية والدولية ومنهم: مدراء ومنسقون من الصندوق العربي للثقافة والفنون، معهد سندانس، صندوق يان فريمان ومعهد الشاشة من بيروت. وهو ما يهيء توافر فرص ضرورية للإنتاج بشكل صحي تملأ الثغرة الإنتاجية في هذا النوع الخاص من الأفلام السينمائية، ضمن ثغرة أوسع تعاني منها السينما السورية والعربية بشكل عام… وذكر السينما العربية هنا ليس في غير مكانه، أو بعيداً عن الموضوع فالمنصة تقدم فرص التدريب والدعم للمخرجين والمنتجين من البلدان العربية، ولمشاريعهم التسجيلية قيد التطوير أو الإنتاج، وذلك ضمن “مخيم التدريب” الذي استقبل هذا العام 63 طلب مشاركة من تسعة بلدان عربية، هذا ولم نتحدث بعد عن الدعم المادي المباشر (المالي والتقني) الذي يقدم عن طريق المهرجان وبالتعاون مع مهرجانات أخرى، مثل مهرجان دبي.
ويبقى أهم ما وعد به عروة النيربية جمهورَ المهرجان، والذي يجدر ذكره في النهاية، أنه وتبعاً لما حصل خلال الشهرين الماضيين من أحداث كبيرة في العالم العربي فعلينا أن ننتظر ما سيقدمه “الواقع العربي” الجديد لدوكس بوكس العام القادم من توثيقات ثمينة ترصد الثورات الجديدة، ولكنه نسي أن هناك –ربما- بالإضافة إلى الشهرين المنصرمين عشرة شهور قادمة لاتزال تخبئ كنوزاً لا يستطيع أحد تخمين وهجها بعد!


إعلان