أفلام وصورة عن الحداثة في معارض ببيروت

ثلاثة أنشطة متقاربة الأهداف يقيمها مركز بيروت للفن، تتمحور موضوعاتها على الصورة، أفلاما ورسوما.
أول الأنشطة “بانتظار الصورة”، وهو برنامج من ثلاثة أجزاء يستكشف عدة نواح للصورة المتحركة ومختلف الممارسات السمعية والبصرية بين السينما والفن المعاصر. والثاني معرض لباولا يعقوبيان، والثالث، معرض فردي بعنوان “أشغال صورة” للألماني هارون فاروكي.

 بانتظار الصورة
يقدم البرنامج في ثلاث مدن عالمية: باريس في مركز بمبيدو، وبرلين في بيت الثقافة العالمي (Haus der Kulturen der Welt)، ومدريد في متحف رينا صوفيا والسينماتك الإسبانية.
يجمع البرنامج 150 عمل من 50 بلد مع عروض افلام، ومعرض فيديو ووسائط متعددة، ونقاشات وطاولات مستديرة، ويعكس خصوصيات وتقاربات الممارسات الفنية ما بين السينما والفن المعاصر.
البرنامج من ثلاثة أقسام، شظايا، وإعادة تشريع، وما بعد الكارثة.

أ- شظايا: 
يتشكل القسم الأول من الأجزاء، محاولا مواءمة الصور السينمائية، والمقاربات التوثيقية.

ماركو برامبيلا – في تحريك بعنوان “حضارة” من عام 2008 بالولايات المتحدة الأميركية- يعيد خلق جدارية تذكارية للجنة وجهنم مؤلفة من مئات الكليبات المأخوذة من الأفلام.
وتعرض لورا كرانينغ -توثيقي تجريبي بعنوان “كروم العنب” من عام 2009 بالولايات المتحدة الأميركية- آخر مسرح للعابرين Drive-in في لوس أنجلوس في ضاحية منعزلة، كنموذج عن آخر بقايا السينما.
وتبحث أماندا تراغر وأريك موسكوفيتش -بفيديو بعنوان “غيوم أرض الكاكو” من عام 2008 بالولايات المتحدة الأميركية- عن إجابات عن اليوتوبيا عند الوصول إلى أو الخروج من البيئة الاجتماعية.
ويعرض أروين أولاف -فيديو الغسق والفجر من عام 2010 (هولندا)-  لغز الصورة المزدوجة للغسق والفجر.

 ألماغول منليباييفا-فيديو “حليب للنعاج” من عام 2010 بكازخستان- تعرض احتفالات تذكارية تستعيد الموتى والقدماء في  سهوب كازاخستان. 

ينتهي القسم بعملين يكسران القاعدة من كن جايكوبس -مقطوعات من “سماء الاشتراكي” كفيلم اختباري من عام 2009 بالولايات المتحدة الأميركية-، وبدرو كوستا

من فيلم بيدرو كوستا “بيتنا”

-في “بيتنا” فيلم روائي من عام 2010 بالبرتغال.

ب- إعادة تشريع:

القسم الثاني يعتمد الفكرة، ويبحث التوقعات في الصور. وبين التهكم والجدية، تعرض الأعمال مواجهة بين المجتمع المعاصر وعلاقته بالصور.

تعرض كارولين كامبل وفايون كيدني-Tu Me Tues فيديو من عام 2010 بإيرلندا- رقصة ساخرة يقدمها مجرم أيرلندي متلبس بميكي ماوس.
ألان هيوغز -نقطة سمع ثوثيقي تجريبي من عام 2009 بانكلترا- يعرض إعادة تشكيل تصريح إذاعي قدمته جين فوندا في هانوي عام 1972 خلال حرب فييتنام.
 
أما ماريا غارنيت-فيديو بعنوان “الزبالة والمدينة والموت” من عام 2010 بالولايات المتحدة الأميركية- فتعود إلى مشهد من فيلم لفاسبايندر في ألمانيا سنة 1985.
كاريل دو كوك- توثيقي تجريبي عنوانه “بانتظار الصورة” من عام 2010 ببلجيكا والولايات المتحدة الأميركية- يعرض لنمطية نسوية ينتظرن الوصول المرتقب لنجوم سينمائيين.

نيل بالوفا-روائي تجريبي بعنوان “من دون عنوان” من عام 201 بفرنسا- يعيد بناء فيلا في الجزائر من ورق مقوى وصور فوتوغرافية تذكر الجيران بالوجود السابق للإرهابيين.
إيمانويل ليشا-فيديو بعنوان “سراب” من عام 2010 بكندا- يستكشف قرية عراقية مزيفة بنيت في كاليفورنيا لتدريب الجنود، وقد أدارها محترفون من صناعة السينما في هوليوود.

بالإضافة لفيديو “باب القانون” لمورتن ديسغارد من عام 2009 بالدانمارك، وفيديو “النشوة” لأسيلا شرفي من عام 2009 بإيطاليا، وفيديو “مشوار تذكاري” لكارين وأليزابيت كريك من عام 2009 باللوكسمبورغ والولايات المتحدة.

ج- ما بعد الكارثة:
تضمن القسم الثالث فيلمين، واحد متوسط الطول، والثاني مركزي، وجرى  العرض في حضور المخرجين كريستيان مرليو ونصري صايغ. ورغم أن للفيلمين علاقة ما بلبنان، كمكان للتصوير أو كمنطلق، فإن التشابه الجغرافي ليس هو العامل الموحد للفيلمين، وإنما البيئة التحتية وتشابه التحرير وتوقيته.

كنوت آسدام -في فيلم بعنوان “طرابلس” روائي من عام 2010 بالنروج ولبنان- يأخذنا إلى طرابلس في شمال  لبنان حيث لا تزال بقايا واحد من أكثر معالم العالم البنياني تمايزا، وهو معرض دولي صممه المهندس البرازيل أوسكار نيماير عام 1966، وهجر مع اندلاع الحرب الأهلية سنة 1975.
وبين التوثيق الهندسي والرواية المسرحية غير المتماسكة، يصف الفيلم المكان ومخلفات تاريخ من العنف جعلت الموقع في حالة من عدم الاكتمال والتآكل. والبقايا الحديثة تظهر خارج اللحظة، وتعمل كرمز لشرق أوسط تفاؤلي بعيد.

وفي فيلم كريستيان مرليو-فيلم روائي اختباري عنوانه “محاكمة أوسكار وايلد” من عام 2009 بفرنسا ولبنان- يترجم رجل إلى العربية محاكمة أوسكار وايلد في جنينة مواجهة للبحر المتوسط. وفي ظل مساء صيفي، وعبر الليالي التالية، يقدم أبطال المحاكمة أنفسهم له. فيقوم هو باستجوابهم واحد بعد الآخر، مستعيدا ومحييا الشؤون السياسية والجمالية لهذه المعركة. وفي هذه المقارعة، يتبلور عمله النهائي القيم والمكثف.

 باولا يعقوبيان

من أعمال باولا يعقوبيان

وعلى جانب آخر من المركز، ثمة عرض فردي لباولا يعقوبيان- فنانة لبنانية متخصصة بفن العمارة، ومسؤولة عن قسم التنقيبات وسط بيروت لسنوات. في عملها الحالي، سلسلة من مقتطفات أفلام وأبحاث على الصورة، تحاول استكشاف الطقوس، وكيف تبث الأخبار منحى دراميا عبر الصورة، والمدينة.

يتضمن المعرض صورا منجزة، ورسومات، ومجسمات، وعروض شرائح، ومقتطفات فيديو انتجتها باولا على مدى عشرين عاما. تجمع بين الفني الخاص، والأشكال الهندسية، وبين البراعة الذاتية والتقنية العلمية، في محاولة لخلق حالة فريدة بين المجالين الفني والهندسي.

شاركت يعقوبيان بالعديد من المعارض العالمية، وأدارت عددا من ورشات العمل في جامعات أوروبية وأميركية.

 هارون فاروكي

يسبر فاروكي أغوار الصور عبر مقاطع من أفلام، ويعرض مجموعة من تجهيزات الفيديو يعود بعضها لأعماله المبكرة عام 1996، ويستند في بواكيره على مبدأ “الفيلم علميا والعلم سياسيا”، ويعكس أوجه الشبه والاختلاف بين الآليات الجمالية للصور وظروف انتاجها.
وعبر مسلسله “ألعاب جادة”، يواصل استكشاف موضوع التكنولوجيا في علاقتها بالحرب ويعود العمل لعامي 2009-2010.

ومن عروضه كيف يغادر عمال المصنع على مدى أحد عشر عقدا، في مقاطع من 11 فيلم. يستخدم المشهد المتكرر لخروج العمال من مصنع للتحقيق في تاريخ السينما. وتعتمد سخرية الفيلم على حقيقة أن العمال غادروا المصنع بالترافق مع نشأة السينما، تاركين الرأسمالية التي تسودها الصورة وتوجهها الخدمات.
تغطي مسيرة فاروكي الفنية خمسة عقود من أفلام الدعاية السياسية ضد حرب فييتنام في الستينات إلى أفلامه الروائية التعليمية الماركسية أواخر السبعينات، ومجموعته الشديدة التنوع من الأفلام الوثائقية والبحثية في الثمانينات والتسعينات.
 لفاروكي سجل طويل في مجال فن الصورة والأفلام والأبحاث والمحاضرة  في مناح مختلفة من العالم.


إعلان