مولود الجزيرة الجديد .. فرقة مسرحية
في أولى ظهورها على خشبة المسرح قدمت فرقة الجزيرة للمسرح أولى أعمالها الدرامية التي تمثلت في ثلاث أعمال فنية وكانت اللوحات التي شارك بها ممثلون من مختلف قنوات الجزيرة مختلفة في الأسلوب ولكنها تلتقي في السخرية من الواقع والتفاعل مع الحدث. اللوحة الأولى جزء من مسرحية “مأساة الحلاج” لصلاح عبد الصبور وأخرجها سالم الجحوشي، والثانية من الفن الإيمائي أو “البانتوميم” وهي من تمثيل وإخراج سمير بلفاطمي، والثالثة بعنوان “يسقط يسقط” تأليف و إخراج خليل حنون.
وقد ألقى السيد وضاح خنفر المدير العام لشبكة الجزيرة في كلمة ألقاها بالمناسبة: «تعودنا أن نلتقي حول الإعلام والسياسة وشجونهما، لكن الآن نلتقي بالثقافة على خشبة المسرح »، شاكرا بالمناسبة المبادرين لهذا العمل، وكل الذين دعموا الفكرة واحتضنوها، وأن تكون بداية لمشروع مسرحي يناقش قضايا الواقع بأداء راق.
وأوضح وضاح أننا اليوم نعيش حالة انبعاث شعبي عام، مذكرا بستينيات القرن الماضي وما صاحبها من إنتاج راق انحدر مع انحدار الواقع السياسي.
من جهته، قال رئيس الفرقة السيد سالم الجحوشي، إن أمسية اليوم هي نتاج لورشة دامت ثلاثة أشهر للمنتسبين من الجزيرة وخارجها، متقدما بالشكر لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح العمل.
وكشف الجحوشي أنه خلال الأيام المقبلة سيتم تقديم عمل مسرحي يخلد شهداء سفينة مرمرة، واعدا الحضور بالكثير المفاجآت . وقال بهذا الخصوص «وعذرنا أن ما سنقدمه هو نتاج ورشة».
و قد أعرب رئيس الفرقة السيد سالم الجحوشي عن أمله في أن تنال الفرقة اعتراف رسمي من وزارة الثقافة والفنون والتراث، بما يسمح لها بالمشاركة مستقبلا في المهرجانات الداخلية والخارجية كرافد لمسرح قطر والمسرح العربي أيضا.
انطلق العرض المسرحي الذي كان مؤلفا من ثلاثة مقاطع الأول والموسوم بـفصل من “مأساة الحلاج” لكاتبها الكبير صلاح عبد الصبور وإخراج سالم الجحوشي
كما تم تقديم مشهد من فن البانتومايم أو المسرح الإيمائي للفنان سمير بلفاطمي والذي حاول من خلال إيماءاته المصحوبة بعث رسائل تعبر عن قضاي معاصرة.
ثم كان ختام العرض بمسرحية قصيرة كوميدية بعنوان «يسقط يسقط»، ، كانت نوعا من الكوميديا السوداء لتوصيف الوضع السياسي العربي بعد الثورات وتسخر من مصير الدكتاتوريات العربية وما تعيشه من بؤس ومهزلة.
ومن المشاهد الساخرة ذلك الذي يصور كيف يستعيد الحكام المستبدون الواقفون أمام واجهة هيئة الأمم المتحدة ذكرياتهم مع قمع شعوبهم، حيث يحلم السجين العربي لو أنه كان معتقلا في غوانتنامو أو في سجون العدو الصهيوني على أن يكون في السجون العربية.
كان العرض الأول لفرقة الجزيرة المسرحية منوعا ولكنه لم يخل من نقائص فنية في الأداء والنص ورغم ذلك فإنها تعتبر بداية مشجعة ومهمة لمجموعة من الهواة الذين يشتغلون في الجزيرة ولكن لديهم رغبة في الانفتاح على الإبداع وتنويع الوجوه التي تظهر بها الشبكة.