موريتانيا.. الوثائقي في خدمة البيئة

غادرت نواكشوط هذا الأسبوع من الآن القافلة السينمائية البيئية “دينامو آفريك” بعد أن مكثت ثلاثة أسابع من الخميس 24 فبراير 2011 نظمت بالتعاون مع دار السينمائيين الموريتانيين ورشة تدريبية حول صناعة الأفلام الوثائقية ذات المواضيع البيئية.
مشروع “دينامو آفريك”.. هو مشروع “صورة وبيئة” تقوده مجموعة من الشباب الفرنسيين، وهو عبارة عن قافلة انطلقت من باريس لتصل إلى واغادوغو مرورا بالمغرب، موريتانيا، السينغال ومالي. والهدف هو تكوين الشباب في هذه الدول على التعبير من خلال الصورة عن المشاكل التي يواجهها العالم فيما يتعلق بالبيئة.
خمسة عشر شابا وشابة من بينهم من لد يه سابق تجربة في مجال الصورة وإخراج الأفلام، ومن بينهم صحفيون في الإذاعة والتلفزيون، إضافة إلى طلاب ومنتسبي جمعيات شبابية ذات اهتمام بالسينما وبالبيئة شاركوا في هذه الورشة.
الورشة تم تنفيذها على مرحلتين اثنتين أولاهما خصصت للتعرف على الكاميرا والصوت والمونتاج، من خلال دروس تطبيقية ونظرية فنية ومشاهدة أفلام من مختلف أنحاء العالم، هذه المرحلة أخذ خلالها الشباب تقنيات مكنتهم من الانتقال لاحقا إلى المرحلة الموالية، وهي المرحلة الفعلية لتنفيذ المشروع، وخصصت للتفكير في موضوع له علاقة بالبيئة ويمس حياة الشباب أنفسهم أو محيطهم أو أحيائهم، وهكذا اختار الشباب خلال أيام الورشة مواضيع تتعلق بالتلوث ومشاكل النظافة والتصحر والجفاف وندرة المياه وحاولوا تجميع أفكارهم وترتيبها بحيث يمكنهم في وثائقي واحد التطرق لمختلف هذه المواضيع.
الفلم الوثائقي اختار له المتدربون عنوان “دينامو آفريك” على اسم المشروع وقد جاء في 15 دقيقة وتم عرضه في حفل الاختتام وأشفع بنقاش حوله وحول مختلف المواضيع البيئية التي تم التطرق لها من خلاله.
في إطار الورشة كذلك تم تصوير عدة بورتريهات، حول شخصيات موريتانية تخدم البيئة بطريقة أو بأخرى كأشخاص ناشطين في مجال البيئة أو أعضاء في جمعيات عاملة في الميدان أو فنانين ناشطين أو أشخاص عاديين لهم أدوار ولو ثانوية في مجال البيئة أو المحافظة على الوسط حتى وإن كانوا هم أنفسهم غير مدركين لأهمية ما يفعلون.
جوليان، صاحب فكرة المشروع قال لموقع الجزيرة الوثائقية إن مشروع “دينامو” هو مشروع تأتت فكرته الأولى من مشاكل البيئة التي تضرب الكون، والتي تهدد بإنهاء الوجود البشري على كوكب الأرض على حد تعبيره. “وقد فكرنا ـ يقول جوليان ـ أن سلاح الصورة هو أمضى سلاح يمكن للعالم أن يستخدمه من أجل التوعية والتحسيس ومن أجل نقل أفكار ورسائل تساعد على انتشار الوعي بخصوص هذه المشاكل والعراقيل، وقد اختارنا تلك الدول الإفريقية لتنفيذ المشروع، لأن إفريقيا هي التي تعاني أكثر من غياب الإحساس بخطورة الوضعية الحرجة التي تمر بها الأرض، ولأنها قد تكون كذلك الملاذ الأخير لسكان العالم حينما تتلوث باقي القارات.”