الوثائقية ستنتج أضخم عمل وثائقي حول البيئة
وقعت شبكة الجزيرة ممثلة في قناة الجزيرة الوثائقية هذا الأسبوع اتفاقا مع وزارة البيئة القطرية لإنتاج فيلم وثائقي ضخم عن أسماك القرش في قطر ويعتبر هذا المشروع من اكبر الإنتاجات الوثائقية في العالم العربي كلفة وجهدا. حيث ستستخدم أكثر الأجهزة تطورا لرصد ظاهرة بحرية نادرة في شواطئ الخليج العربي وقطر بشكل خاص وهي ظاهرة “حوت القرش” الذي تتفرد به البيئة البحرية القطرية.

وقد اعتبر مدير الجزيرة الوثائقية أن هذا المشروع الوثائقي يحمل على عاتقه هدفين كبيرين. الأول هو الترويج للدراسة العلمية لهذه الظاهرة البيئة والتحسيس بضرورة المحافظة عليها وذلك من خلال إبراز فاردتها في المنطقة. وأما الهدف الثاني فهو المساهمة في التعريف بالسياحة البحرية في دولة قطر.
وأضاف بأن هذين الهدفين سيتم تحقيقهما من خلال قوة مضمون الفيلم من ناحية والجودة العالية التي سيخرج بها للجمهور. ونظرا لضخامة العمل فستتم المشاركة به في المهرجانات الدولية وعرضه في التلفزيونات العربية إضافة إلى توزيعه في شكل أقراص مدمجة. واعتبر محفوظ أن قناة الوثائقية تعتبر البيئة “تيمة” محورية في برامجها وأنها تساهم دائما في التعريف بالمشاكل البيئية في كوكبنا وهذا جزء لا يتجزأ من الدور الثقافي الذي تلعبه. كما أشاد مدير الوثائقية بمطلق التعاون الذي أعربته وزارة البيئة القطرية لإنجاح هذا المشروع.
من جهته أوضح السيد عبد الله النعيمي مدير إدارة الحماية بوزارة البيئة القطرية أن هذا الفيلم سيكون وثيقة مهمة للتعريف بالبيئة البحرية والتعرف على المخاطر التي تتعرض لها لذلك فإن الدور التحسيسي للفيلم سيكون مهما ومفيدا. وأضاف النعيمي أن فكرة الشراكة مع القناة الوثائقية نابعة من وعي الوزارة بأهمية الإعلام في تطوير أداء العاملين في مجال البيئة والتعريف بجهودهم لمزيد من التوعية بضرورة الاهتمام بهذا المجال وحماية بيئة قطر في إطار الرؤية القطرية التنموية 2030.
ويتناول فيلم “أسماك القرش” ظاهرة فريدة من نوعها في المنطقة وهي ظاهرة القرش الضخم أو حوت القرش الذي تتفرد به مياه قطر. حيث تم العثور في المياه القطرية على أكثر من 100 حوت. أطولها بلغ 9 أمتار وقد يصل طول حوت القرش إلى 20 متر في بعض مناطق العالم. ولكن الجديد في الاكتشاف أنه لا يوجد مثل هذا النوع من القرش في المنطقة العربية. واكتشافه في قطر اعتبر مفاجأة “بيئية”. لذلك سيحاول الفيلم المقارنة بين ما اكتشف في قطر وبين أنواع أخرى مشابهة في العالم. وقد أعرب مسئولو البيئة في قطر أن البحث العلمي حول خصائص هذا الحوت جار على قدم وساق وأنه سيتم الالتجاء إلى مخابر في الولايات المتحدة لمزيد التعرف على الخصائص الجينية والفسيولوجية لهذا النوع.
سيتكفل الباحثون في وزارة البيئة القطرية على توفير المادة العلمية فيما تتكفل الجزيرة الوثائقية بإعداد تصورات الفيلم من سيناريو ورؤية إخراجية وتفاصيل فنية. وبهذا يكون المشروع مثالا على نجاح

التضافر بين عدة اختصاصات لإنتاج عمل علمي فني. وهو مثال جديد في المنطقة عن التعاون بين العلماء والسينما الوثائقية.
سينطلق المشروع رسميا في شهر أبريل 2011 ويتم تسليمه في أبريل 2012 وستتم المراجعات والتنسيق أثناء عملية الإنجاز. لتتسلم وزارة البيئة في الآجال المحددة نسخة أصلية يمكن أن توظفها في عملياتها التوعوية والتحسيسية.
وبنجاح هذه التجربة فإن هذا الفيلم سيعتبر خطوة مهمة في نوع مفقود في إنتاج الفيلم الوثائقي العربي وهو الفيلم العلمي. وهي نوعية تتطلب كثيرا من الجهد العلمي وتقنيات غاية في التطور مما يجعلها الأكثر كلفة. لذلك فإن التعاون بين الجهات المختصة والقادرة على التمويل مع الجهات الإنتاجية قد يفتح الباب لإنتاج أفلام وثائقية علمية في المنطقة العربية التي تعتبر تلفزيوناتها عالة على الغرب في هذه الفئة.