“يوليو” موعد السينما بباريس
يُنتظر أن تحتضن العاصمة الفرنسيّة “باريس” الدورة التاسعة للمهرجان السينمائي في الفترة الممتدة من 2 إلى 13 يوليو/ تموز المقبل، بمشاركة أكثر من عشرين دولة، وقد اختارت إدارة المهرجان التي تترأسّها الممثلة الفرنسيّة “شارلوت رامبلينغ” أن يكون بمثابة التظاهرة الفنيّة الأكثر إقترابًا للجمهور، مولين بالغ الأهميّة لأعمال الشباب من خلال عرض أعمالهم، بهدف تشجيع إبداعاتهم السينمائيّة.
إذ سيتنافس المشاركون على خمس جوائز، ويتسّم مهرجان “باريس” السينمائي بإستحداثه لجوائز مميّزة تختلف عن نظيرتها التي تُقدّم بباقي المهرجانات السينمائيّة العالميّة؛ إذ على غرار جائزة الجمهور، ولجنة التحكيم، تمّ إدراج كلّ من جائزة المدوّنين التي تمّ استحداثها منذ العام 2010، والتي يترأسها سبعة(07) مدونين يقومون لاحقا بالترويج للأفلام الفائزة في مدوّناتهم ومواقعهم الإلكترونيّة في العالم الإفتراضي، وجائزة الطلبة.

هذا وقد أدرجت إدراة المهرجان قائمة تكريمات للقامات السينمائيّة العالميّة من أهمّها: الفنّانة السويديّة: “إيزابيلا روسليني”، والتي ترأست مهرجان برلين السينمائي في دورته هذا العام، والفنّان الفرنسي: “ميكائيل لونسدال” والذي سيقلد ميداليّة شرف بلديّة باريس، ومن المقرر أن يقيم المهرجان تظاهرة خاصّة به، يتم فيها عرض أهمّ أعماله من بين الأفلام الـ 140 التي شارك فيها، والفنّان المكسيكي: “غارال غارسيا بيرنال”، و الفنّان الفرنسي: “ميشال أوسيلو”.
مهرجان “باريس”..ينبض بالإنتاج السينمائي الحديث
وما يُميّز مهرجان “باريس” السينمائي أيضًا باقة الأفلام التي تمّ اختيارها للعرض ضمن وخارج المنافسة كونها حديثة الإنتاج مجملها أنتجت في السنتين الماضيتين: 2009، 2010، أو في السنة الحاليّة 2011؛ وستعرض أفلام طويلة لدول عدّة ضمن المنافسة كلّ من: المكسيك، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، بولونيا، السويد، لبنان؛ أمّا خارج المنافسة فسُطرت حصص عرض خاصّة من: فرنسا، ألمانيا، تايلاند، تركيا، رومانيا، والبرازيل؛إلى جانب العروض الشرفيّة والأفلام حديثة الإنتاج بالصيف من أبرزها: “حكايات الليل” لـ”ميشال أوسيلو”، وأفلام الإسباني “بدرو ألمودوفار”، الأمريكيّة “ميرندا جولي”، الفرنسيين “بيار شولر” و”أندري تشيني”، و”برونو دومون”، بالإضافة لباقة أفلام من: بلجيكا، بريطانيا،اليونان، الأرجنتين، النرويج، كوريا الجنوبيّة، ألمانيا، إيطاليا المكسيك، غواتيمالا، كندا، الدانمارك، السويد، سنغافورة، إندونيسيا، لبنان، والبرازيل.
المكسيك”..ضيف شرف المهرجان
وتجدر الإشارة للمشاركة النسائيّة الواسعة في هذه الدورة، والتي تستنزل فيها هذا العام “المكسيك” كضيف شرف، إذ ستشارك بأكثر من خمسين فيلما وذلك بحضور عدد من مخرجي الأفلام التي تمّ إدراجها في برنامج المهرجان.
أفلام عربيّة..في التظاهرة العالميّة

وسيتمّ عرض فيلمين لمخرجتين عربيّتين، أحدهما لـ “نادين لبكي”، يحمل عنوان: “هلأ لوين؟”، ويروي الفيلم الذي يوضع في قالب الفيلم التراجيدي- كوميدي، يروي قصّة نساء إحدى القرى اللائي يحاولن إبعاد شبح الحرب عن مدينتهنّ ورجالها، وسبق وأن حاز الفيلم على جائزة التسامح بين الأديان (أكومونيك)، إلى جانب جائزة الناقد/ فرنسوا شالييه؛ أمّا الآخر فيتمثل في فيلم “على الحافة” للمخرجة المغربية “ليلى الكيلاني”، والتي سبق لها وأن شاركت به في مهرجان كان السينمائي، تدور مجريات الفيلم في مدينة “طنجة” المغربيّة أين تحاول بعض الفتيات التخلص من ظروفهنّ الإجتماعيّة القاسية، إلا أنّ كابوس الفقر لا ينتهي، ويفشلن في التخلص منه.
وفيما يتعلّق بالأفلام التسجيليّة، تمّ إدراج فيلم “في السرّ” التسجيليّ الذي صُوّر في لبنان لمخرجته الأمريكيّة ذات الأصول الإيرانيّة “مريم كشافارز”، ويتحدث عن محاولة شابتين إيرانيتين التمرّد على تقاليد المجتمع، إلى جانب فيلم للمخرج الإيراني “جعفر بناهي” بعنوان: “هذا ليس بفيلم”.
أمّا فيلمي إفتتاح المهرجان وإختتامه فسيكونان فرنسيّان بإمتياز، إذ سطر البرنامج فيلم “بوليس” لـ”مايوين” والذي حاز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان؛ أمّا الإختتام فسيكون من نصيب فيلم “الراهب” الوثائقي لمخرجه/ دومينيك مول.
وهكذا ستنبض “باريس” سينما طيلة أسبوعين.. وسوف تتجسّد فعليّا تسميتها بـ”مدينة النور”، ليس فقط كونها أوّل مدينة في أوروبا أنيرت طرقها وشوارعها بالمصابيح ذات 1828 وإنّما أيضًا بإعتبارها أكبر مدن العالم من حيث عدد شاشاتها السينمائيّة، إذ تُوّفر شاشة سينمائيّة لكلّ ستة آلاف نسمة من السكان..ليستمتع جمهور المشاهدين بباقة الأفلام السينمائيّة العالميّة التي استقدمت من مختلف القارات والدول.