”عين على فلسطين” في الأيام السينمائية بالجزائر
”غزة تعيش” يكسر الحصار يحط بالجزائر و يؤكد أن الفلسطينيين ”عايشين”
تجددت أحلام الجزائريين في رؤية الأراضي الفلسطينية محررة في الأيام السينمائية الثانية بعرضين أعادا صور الحياة بعد الموت وما خلفته آلة الدمار الإسرائيلية في فلسطين وغزة وكذا باقي أراضي القطاع من خلال الوثائقيين ” عايشين” لـ / نيكولا فاديموف و”غزة تعيش” لـ /أشرف المشهراوي، صور صاحبتها قراءة للماضي واستقراء للواقع وتطلع للمستقبل بتفاؤل الغزاويين ونخوة الفلسطينيين الذين رفعوا منذ سنين رايات الصمود والتحدي لاقتناع أصحاب الأرض بالحرية والسلام.
مـــن مـواطن الاسـتشـــهاد تبعــث نســـائــم الحيــاة

المحطة السينمائية استهلها وثائقي ” عايشين” الذي استحضر مظاهر الحياة في فلسطين بالصوت والصورة أين انتقلت كاميرا المخرج السويسري ”نيكولا فاديموف” إلى بعض الأراضي الفلسطينية من “رفح” إلى “خان يونس” مرورا بـ “رام الله ” صولا إلى معبر رفح الحدودي، محطات حاول من خلالها ”فاديموف” أن يستنطق كل أشكال الدمار و الحياة معا؛ خاصة أن العمل صور مباشرة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة فنقلت المأساة وأحلام الحياة سواء مع فرقة الراب التي استعملت المغنى لمخاطبة الضمير والشعرية الموسيقية في نقل الصور الحية، أو قصة ”رندة” التي تروي بشجاعة وصبر الكبار استشهاد والدتها على مرئ ومسمع جدها الذي أخذ يهون عليها في مصابها، أو حكاية تلاميذ المنطقة الذين رضوا بمزاولة تعليمهم في بقايا المدارس، و بين اللوحات التي راح ينسجها السويسري ” نيكولا فاديموف” كما تابع الجمهور الجزائري حركة الدبابات الإسرائيلية وغاراتها التي أرادت أن تبيد شعبا، لكنها في الحقيقة لم تزدهم إلا قوة و إيمانا وأملا تقرأه في أعين الناس كبارا وصغارا كما اتضح و تبين في وثائقي ”عايشين” الذي إن أراد أن يقنع الذين لم يقتنعوا بعد بالقضية العادلة فإنه نجح في تجسيد المعاناة الفلسطينية التي تُستلهم منها المبادئ السامية الإنسانية والاجتماعية .
للإشارة فإن وثائقي ”عايشين” الذي أنتجته قناة ”الجزيرة للأطفال” بالتعاون مع بعض الشركاء حصد العديد من الجوائز منها جائزة لجنة الأديان في مهرجان برلين، والجائزة الكبرى في فئة أفلام غزة في الطبعة الحادية عشر في مهرجان المقاومة السينمائي بطهران، و جوائز في مهرجانات دولية أخرى.
و في الضفة الأخرى نبرة التفاؤل تنادي الجميع بتغلب الإنسانية على آلة الدمار الإسرائيلية
رحلة أخرى استوقفتنا عند شواهد غزة الجريحة والصامدة التي قاوم أهلها دنس العدو الصهيوني بالأيادي الطاهرة في جولة كان قائدها المخرج الفلسطيني ”أشرف المشهراوي” و زيارة شملت البر وعرض البحر لاصطياد السمك ولم تخلو من تجوال السفن الإسرائيلية التي كانت تحوم لتصطاد في مياهها العكرة .
كما سلط “المشهراوي” الضوء على انتقال غزة من الحصار والدمار إلى غزة الصبر و العنفوان من خلال وقائع عايشها أهالي القطاع فلم تزدهم سوى قوة وإصرارا كالشابة التي اتخذت من الأنفاق سبيلا للوصول إلى بيت زوجها و شريك عمرها الذي لم تبعدها عنه تلك الحواجز، أو قصة “أبو أنور” الذي يعيل عائلته مما يسترزقه من بيع الذرة بعد أن يقضي يومه وهو يتجول في مخيم الشاطئ؛ وفي المقابل تجد ملامح الأمل ترتسم على وجوه هؤلاء و حكايات أخرى إن اهتزت لها المشاعر فان ابتسامة الأهالي تبعث الحياة من جديد لأناس ارتباطهم بالأرض أكبر من ارتباطهم بأهلهم وذويهم فمهم جدا أن تصل صور الدمار والتلاحم إلى كل إنسان في العالم خاص؛
إن ”المشهراوي” تعمد إظهار الحياة البسيطة لأهالي غزة التي مع مرور الوقت أصبحت مثالا للعزة.