الجزيرة الوثائقية ترعى أفلام “ساقية الصاوي”
اختُتمت فعاليات مهرجان الأفلام الوثائقية السابع برعاية الجزيرة الوثائقية في “ساقية الصاوي” الذي شهد هذا العام العديد من الظواهر الجديدة، تصدّرته مشاركة واسعة للمُنتجين والمخرجين الشباب، كما تميز هذا العام بالحضور الجماهيري الغفير، بحيث استقطب مختلف الفئات العمريّة ما أضفى رونقاً جديداً على المهرجان؛ كما خلّفت الثورة بصمتها على الأفلام المتنافسة فكان الحديث عن الثورة حاضراً بقوة في عدد كبير من الأفلام سواءً في اسمها أو عرض مساوئ النظام السابق وأسباب الثورة، أو مرحلة الثورة ذاتها .

“ياله من مُناخِ جديد ! سقط السقف، بل من الأفضل أن نقول إنه ارتفع إلى حافة الغلاف الجوي الذي يحيط بمصر.”
..بهذه الكلمات أعلن المهندس محمد عبد المنعم الصاوي مدير مؤسسة “ساقية الصاوي” افتتاح مهرجان “الساقية” السابع للأفلام التسجيلية برعاية قناة الجزيرة الوثائقية ( يوليو 2011 ).
لقي المهرجان في دورته هذه إقبالاً جماهيرياً كبيرا رغم الظروف التي تمر بها مصر، الأمر الذي أرجعه “الصاوي” إلى سنوات الفنّ العجاف وعدم الإهتمام بما يمس بلادنا وتوثيقها قد انتهت وأن سنوات الحرية قد بدأت.
شارك في المهرجان هذه السنة ما يقارب الخمسين فيلما و يجمع في حلبة منافسته المحترفين والهواة على حدّ سواء، من مثل: قناة الجزيرة الوثائقيّة، وقناة أون تى فى، طلاب في كليات الإعلام، وشركات إنتاج، إلى جانب المعهد العالى للسينما.
وتتسم الأفلام المشاركة في مهرجان “الساقية” بالتنوع بين أعمالِ عن الثورة و أخرى عن حب الوطن والتراث الشعبي، والأفلام الساخرة من الحكام العرب وأخيراً وليس آخراً عن غزة!
من أبرز الأعمال التي تمّ عرضها أولى أيّام المهرجان فيلم ” غزة بعيون مصرية ” حيث يستعرض الفيلم شهادات المصريين الذين عبروا الحدود إلى غزة بعد انهيار الجدار العازل، ليشدّ المشاهد بمتابعة حكاية سكان غزة مع المعاناة في ظلّ الحصار والقصف المستمر؛ تجدر الإشارة إلى أنّ اليوم الأوّل كان يوما ثوريّا بإمتياز إذ تمّ عرض باقة من الأفلام التي تناولت في مضمونها ” ولادة مصر الجديدة أو الأحلام الثورية “.
لتستمرّ أيّام “الساقية” الثوريّة عرض الأفلام بحيث افتتح ثاني أيّام المهرجان بفيلم ” الشارع لنا ” من إنتاج قناة الجزيرة الإخباريّة، والذي يعرض تصاعد الحراك الإجتماعي في مصر سواء الإضرابات العمالية أو إعتصامات الفلاحين وكيف أدخل هذا الحراك مصر في مرحلة إنتقاليّة من الثورة الجزئية إلى مرحلة الثورة الكاملة التي عاشتها مصر في مطلع العام 2011.
“عمرو رمضان” طالب في كلية الإعلام وأحد الحضور في المهرجان، أشاد بالفيلم وقال أنه سيحاول المشاركة في المهرجان العام المقبل وأن التجربة لن تضر، فالثورة في نظره تبقى مستمرّة وتوابعها في الشارع ويستمر الحاكون في حكيهم عن الثورة وعن التغيير وعن الثورة المضادة، ليثبتوا أن عهد الأفلام الوثائقية التي تنقل الحقيقة و ما يجول فى الشارع قد بدأ الآن.
ومن أبرز الأفلام المشاركة في “ساقية الصاوي”: فيلم “أغرب ديكتاتورعربي” لمخرجه / محمد عثمان، والفيلم المعنون بـ ” غزة بعيون مصرية” لـ / أسامة كسبة ومحمد صلاح، و” أنا والأجندة” للمخرجة نيفين شلبي، و” طريق مغلق” لـ/ شادي نور.

“قناة الجزيرة الوثائقيّة” تتوّج جوائز “ساقية الصاوي”..
وهكذا وبعد عرض باقة متنوّعة من الأفلام التي قارب عددها الخمسين فيلماً طيلة أيّام المهرجان، انتقت لجنة التحكيم عددا منها ليتمّ تتويجها بجوائز رعتها “قناة الجزيرة الوثائقيّة” في إطار دعمها الدائم للمواهب الشابّة والإبداعات، وتشجيع الإنتاج الوثائقي في الوطن العربي، والرقيّ به لأسمى المكانات عبر تكريس مبدأ التوثيق في المجتمعات العربيّة، المبدأ الذي أضحى أساسيّا في الفترة الحاليّة التي نمرّ بها والتي باتت تُعرف بـ “ربيع الشعوب العربيّة”.
إذ تمّ إختيار الفيلم الطويل تحت عنوان “مصر تولد من جديد” للمخرج “هشام عبد الحميد” ليتوّج بالتمثال الذهبي للمهرجان؛ فيما قُدّمت جائزة لجنة التحكيم لفيلم “متى المسكين” للمخرج/ إياد صالح؛ أمّا فئة الأفلام القصيرة فحصد فيلم “من أجل مصر” التمثال الذهبي للمخرجة/ ماريان ماهر، كما نال جائزة أفضل فيلم بعد منافسة قويّة؛ وحصل فيلم “السماع خانة” على جائزة لجنة التحكيم، ومنحت شهادة تقدير خاصّة لفيلم “دينا حمزة” الموسوم بـ ” داخل الغرفة”.
الحفل الختامي الذي أقيم تحت رعاية قناة ” الجزيرة الوثائقية ” حضره المهندس محمد الصاوي- رئيس ساقية الصاوي- ، ولجنة التحكيم التي يترأسها المخرج/ فؤاد التهامي، ومصطفى ناجي- مدير البرامج بقناة الجزيرة الوثائقية -، ومدير التصوير الدكتور/ رمسيس مرزوق، والمونتير الدكتور/ يوسف الملاخ.
يُذكر أن المهرجان يُعقد في الفترة ذ اتها من كلّ عام، ويشارك فيه العشرات من المنتجين سواء المستقلين منهم أو التابعين لمؤسسات ربحية أوغير ربحية؛ هذا ويُنتظر أن تحتضن”ساقية الصاوي” في دورتها القادمة مهرجانا جديدا للأفلام الإيرانية والصامتة.