الطريق إلى الأوسكار يمر عبر بن لادن

تعتزم هوليوود إنتاج فيلم سينمائي عن العملية التي خاضتها القوات الخاصة الأمريكية لاغتيال زعيم القاعدة أسامة بن لادن وذلك بالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون. وهو ما أثار العديد من الاستفهامات حول علاقة السينما الأمريكية بدوائر القرار السياسي والعسكري في الولايات المتحدة الأمريكية والدور الذي تلعبه هوليوود في علاقتها بالسياسة الأمريكية ومدى استقلالية إنتاجها السينمائي.
الفيلم من إخراج كاثرين بيجيلو  زوجة المخرج الشهير جيمس كامرون الحاصلة السنة الماضية على 6 جوائز في مسابقة الأكاديمية البريطانية للأفلام قبل أن تحصد 6 جوائز أوسكار من بينها جائزة أفضل مخرجة وتصبح أول امرأة تحصل على هذا اللقب في تاريخ الأوسكار منذ 82 عاما. وقد تمكن فيلمها من سحب البساط تحت فيلم زوجها”أفاتار”  الذي لاقى رواجا استثنائيا وإيرادات قياسية في تاريخ السينما ولكنه فشل على أعتاب الأوسكار.
 وتطمح بيجيلو إلى أن يكتسح فيلمها عن بن لادن أيضا جوائز الأوسكار.  خاصة وأنها هذه المرة ستشتغل على وثائق تصنف بأنها عالية السرية والمتعلقة بالعملية المثيرة للجدل التي أدت إلى اغتيال عدو أمريكا الأول وزعيم القاعدة أسامة بن لادن في الأراضي الباكستانية.
سيكتب السيناريو رفيق دربها الكاتب مارك بوال والذي سيجلس مطولا مع خبراء البنتاغون والدوائر العليا في الاستخبارات الأمريكية مثل مايكل فيكرس الذي يشغل وظيفة نائب رئيس قسم المعلومات في وكالة الاستخبارات. ويرى بعض النقاد أن هذا الفيلم يصب في الدعاية السياسية للديمقراطيين الذين يعتبرون أنهم حققوا انتصارا سهلا على القاعدة عجز أسلافهم الجمهوريون عن تحقيقه رغم كل الحروب التي خاضها الرئيس السابق جورج بوش.

كاثرين بيجيلو

طرح هذا الفيلم إشكالية العلاقة بين هوليوود ومصادر القرار في الولايات المتحدة. فقد جرت العادة أن يقع التعاون بين البيت الأبيض والمخرجين السينمائيين لإنجاز أعمال لها علاقة بصورة أمريكا وبقضايا سياسية وعسكرية فيتكفل البيت الأبيض بتوفير ما يحتاج المخرجون من مواد ومعلومات وضبط حدود ذلك.
هذه المرة كما في فيلمها “خزانة الألم” الذي يحكي قصة أخصائي أمريكي في نزع الألغام إبان الحرب على العراق، تنسق كاثرين بيجيلو مع البنتاغون للحصول على المعلومات والمعطيات الخاصة لكتابة السيناريو وهو ما أثار الجدل في الأوساط السينمائية الأمريكية. وفي رد للناطق باسم البيت الأبيض قال إن البيت الأبيض مشغول بملفات أكثر أهمية وآخر ما يفكر فيه هو مناقشة فيلم سينمائي. وأن المعلومات عن اغتيال بن لادن قد تم نشرها منذ حصول العملية.
الفيلم الآن في طور كتابة السيناريو ومن المفترض أن يخرج إلى القاعات في أكتوبر 2012. وقد صرحت بيجيلو أن القصة ستمتد على حكم ثلاثة رؤساء هم بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما. ومن المتوقع أن يزداد الجدل حول الفيلم بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين يعدون للانتخابات الرئاسية ويعتبر قتل بن لادن من الأوراق القوية التي يلعبها الديمقراطيون للتجديد لأوباما. وبحسب الديمقراطيين سيكون للفيلم دور في تقوية هذه الورقة. فأيهما يخدم الآخر السينما أم السياسة؟؟
معلوم أن صعود نجم زعيم القاعدة كان سببا في الصعود السياسي لبوش الابن بعد 11 سبتمبر حينها اجتاح أفغانستان والعارق والآن يحاول أوباما أن يجدد حياته السياسية بموت بن لادن وبالخروج من العراق.. فيبدو أن بن لادن الذي خدم رجال السياسة في أمريكا يخدم أيضا أهل السينما الطامحين إلى الأوسكار عبر الـ”الطريق على بن لادن”.


إعلان