هوليوود تطلق صعودا جديدا لـ”كوكب القردة”

“صعود كوكب القردة”، هو أحد الأفلام الجديدة التي ازدانت بها باقة الأفلام الهوليووديّة في الموسم الصيفي، والمستقاة من مجموعة أفلام سينمائيّة كثيرة أنتجت فيما مضى بتصوّرات ورؤى مختلفة عن “كوكب القردة” منذ العام 1968 مع “فرنكلين تشافنر”، مرورًا بـ “جاك لي تومسون” سنة 1972.. واليوم وبعد مرور أكثر من أربعة عقود ها هو “روبيرت ويات” يُطلق صعودًا جديدًا لـ “كوكب القردة” والمقتبس من الرواية الفرنسيّة لـ/ بيار بولي، والذي تنسج مخيّلته الروائيّة تفاصيل قصة حيكت أحداثها في المختبرات العلميّة المتطوّرة، أين أجرى فريق من العلماء البيولوجيين تجربة علميّة، سعيا منهم لمحاولة إيجاد علاج لـ “مرض الزهايمر” وذلك عن طريق التلاعب  بعلم الجينات؛ بحيث اختيرت القردة لتكون محلا للتجربة، إذ حقنت بعقارات معدلة جينيّا، لتتم مراقبتها، ومتابعة نتائج التجربة العلميّة الجينيّة، ومدى تأثيرها على معدّل ذكاء القردة.

لتنجح التجربة العلميّة التي قام بها الفريق العلمي، ويحققوا من خلالها قفزة في مجال علم الأحياء والجينات، إلا أنّ نجاح كان كبيرا، وفظيعا أيضا، إذ أغفل فريق العلماء المخبريين الآثار الجانبيّة التي يُحتمل أن تترتب عن العقارات الجينيّة، إذ انجرّت عنه إنعكاسات كارثيّة لم يتوّقعها عالم الجينات، بحيث تمكنت تلك القردة من الهروب من المختبر، بفعل ذكائها المكتسب من العقارات المعدلة التي تلقتها والتي أثرت جليّا على نشاطها الدماغي، وخلاياها العصبيّة، لتشكل خطرا مروّعا على سكان مدينة “سان فرانسيسكو” الأمريكيّة، والتي أعلنت حالة الطوارئ، فباشرت قوّات الأمن مهامها وسط المدينة، معلنة معركة شعارها “إحتواء القردة المتطوّرة”.

وأحد هذه القردة “سيزار”، والذي يعدّ أول قرد من نوع “شمبانزي” ظهرت عليه ملامح ذكاء ملحوظ بعد تلقيه للعقار، إلا أنّه سخر كل ذكائه المكتسب في معركة لمحاربة محيطه ككلّ، نظرا لتعرّضه للخيانة من قبل أولئك العلماء المحيطين به، والذي كان يُكنّ لهم ثقة كبيرة.

لا يخل فيلم “صعود كوكب القردة” من القوّة الدراميّة والعاطفيّة، كما تتميّز مشاهده بحبكة وتسلسل يُقحم المشاهد في قلب الأحداث التي جسّد بطولتها كلّ من: “جيمس فرانكو”، و”فريدا بينيتو”.

وإن كان فيلم “روبيرت ويات” يوضع في خانة أفلام الخيال العلمي، إلا أنه انفرد بقوّة الطرح الفلسفي، والطبيعة المذهلة في تصوير المشاهد، التي تماشت وموضوع الفيلم، الذي ارتقى لا محالة بمستوى أفلام الخيال العلمي، وسجل نقلة نوعيّة في الطرح والتصوير، التمثيل والإخراج؛ على الرغم من استهلاك السينما الهوليووديّة عديد المرّات للموضوع ذاته، المستقى من احد الروائع الأدبية للرواية الفرنسيّة.

هذا وقد شرعت قاعات السينما الأمريكيّة والأوروبيّة في عرض “صعود كوكب القردة” منذ العاشر من آب/ أغسطس الجاري.


إعلان