مئة عام سينما في متحف السينما الإيرانية
لو كنت حاصلاً على أكثر من ألفي جائزة سينمائية دولية منها السعفة الذهبية لمهرجان كان والدب الذهبي المهرجان برلين والأسد الذهبي لمهرجان البندقية والفهد الذهبي لمهرجان لوكارنو … أين كنت ستحتفظ بكل تلك الجوائز النفيسة؟ “متحف السينما الإيرانية” هو المكان الذي اختارته السينما الإيرانية للاحتفاظ بكل تلك الجوائز وذكريات أخرى، حصلت عليها طوال أكثر من مئة عام من تاريخها الحافل.
هذا المتحف السينمائي تأسس في عمارة تاريخية جميلة كانت إحدى قصور “محمد شاه” من ملوك السلسلة القجرية، يبلغ مساحة العمارة 444 مترا، و تقع في شارع وليعصر في شمال العاصمة طهران. أصبحت العمارة بعد الثورة محل لتعليم السينما للطلاب و المهتمين، ثم تحولت في سنة 1996 الى متحف للسينما الإيرانية و افتتحها حينها الرئيس السابق محمد خاتمي.
العمارة تضم متحف السينما إلى جانب صالتين لعرض الأفلام ومقاهي و مكتبه، والمتحف بدوره يشتمل على تسعة معارض مختلفة تروي لزائرها المسير الذي مرت به السينما الإيرانية خلال تاريخها الطويل.

يتضمن المتحف، وفقا للمعلومات الواردة في موقع المتحف، 40000 صورة تضم الكثير من مشاهد الأفلام، أو وراء الكواليس الأفلام الشهيرة أو صور لفنانين السينما الإيرانية. كما تجد في المتحف أكثر من 3000 عقد من العقود السينمائية إلى جانب الكثير من المستندات و المكاتيب التاريخية، أكثر من 5000 نسخة من منشورات سينمائية من مختلف العهود التاريخية، 350 جهاز سينمائي، 2500 بوستر و ايضا 4000 سيناريو.
المعرض الازرق
يعرض في بداية المتحف، بدايات السينما الإيرانية، من أول كاميرا دخلت إيران، على يد “مظفر الدين شاه” القاجار إلى أول الأفلام الإيرانية وأول الوسائل و الأدوات السينمائية تم استخدامها في البلاد وأيضا مقتطفات من تلك الأفلام وأجنحة خاصة لرواد الحركة السينمائية في إيران مثل “أفانس أوهانيان” و “عبد الحسين سبنتا”
معرض الوسطي
يضم مجموعة فريدة من صور الأفلام و الكواليس و أدوات المكياج و ملابس الممثلين و الممثلات مثل ملابس ممثلة فيلم “بنت لر” اول فيلم ناطق في السينما الإيرانية و أجنحه خاصة تشمل صورا و أوراقا و تذكارات من مخرجين شهيرين مثل “رخشان بني اعتماد”، “سهراب شهيد ثالث”، “علي حاتمي”، “ابوالفضل جليلي” و “كيومرث پور احمد”.

معرض الجوائز
يعتبر المعرض الأكثر جاذبية للزوار و يشتمل على أهم الجوائز السينمائية العالمية ما عدا جائزة الأوسكار التي رشحت لها إيران مرة من خلال فيلم “أطفال الجنة” لمخرجه “مجيد مجيدي”. و طبعا تلتفت الأنظار في هذا المعرض إلى أهم جائزة حصلت عليها السينما الإيرانية و هي السعفة الذهبية لمهرجان كان التي حصل عليها المخرج الشهير “عباس كيارستمي” عن فيلم “طعم الكرز” وهي في جناح خاص لجوائز كيارستامي والذي تجد فيه أيضا لوحات رسمها المخرج الياباني الشهير “كوروساوا” ثم أهداها لكيارستامي . و أيضا هناك جناح لجوائز “جعفر بناهي” و أيضا “عائلة مخملباف” و هي مجموعة جوائز لمحسن و سميرة وحنا مخملباف ومرضية مشكيني وهي مفروشة بنفس السجادة الإيرانية التي كانت في فيلم مخملباف الشهير “كبه”.
من الممكن أن تشاهد في هذا المعرض بضعة أشياء، من الصعب أن تجدها في أي متحف في العالم منها الفهد الذهبي والفضي والبرنزي لمهرجان لوكارنو في مكان واحد.
معرض الصالات السينمائية
مجموعة صور ومعدات تروي لك تاريخ أهم صالات العرض في إيران، كما يمكنك هناك مشاهدة مقتطفات من أهم أفلام تاريخ السينما العالمية على الشاشة العريضة.

معرض الدبلجة و الصوت
يعرض أدوات و أجهزة الدبلجة و هندسة الصوت و أيضا موسيقي الأفلام و صور من مهندسين الصوت والملحنين الاكثر شهرة في السينما الإيرانية.
التراث السينمائي للأرمن في إيران
يضم المتحف قسم خاص للأرمن في السينما الإيرانية، منهم مخرجين كبار مثل “ساموئل خاجيكيان” و “واروج كريم مسيحي” و “افانس اوهانيان” و… و يروي دورهم و تأثيرهم البارز في انجازات السينما في إيران. هم صنعوا أول أفلام السينما الإيرانية و أسسوا أول مدرسة سينمائية في طهران.
معرض الدفاع المقدس (أفلام الحرب)..
هذا الجانب المهم من السينما الإيرانية بعد الثورة الإسلامية خُصص له قسم خاص فيه تجد صور و ملابس وإكسسوارات من أهم أفلام سينما الحرب في إيران، و تعريف بأهم الأفلام والمخرجين و أيضا جناح خاص للوثائقي الشهير “مرتضي أويني” الذي يعتبر أهم مخرج أفلام وثائقية في الحرب الإيرانية – العراقية.
وللأطفال نصيب.
هو معرض تجد فيه كل ما يتعلق بسينما الأطفال من بوستر الأفلام، صور الممثلين و الممثلات إلى الرسوم والدمى الموجودة في الأفلام الشهيرة، منها الفلم الشهير”جبل النور” لمخرجه “عبد الله عليمراد”، الذي حصل علي عدة جوائز عالمية وعرض في كثير من البلدان.
معرض نفق من التاريخ
مجموعة صور ورسوم تاريخية حول أول تجارب الشرق في السينما وفن التصوير من ابن الهيثم الى فن التصوير في كتاب شاهنامه للفردوسي..
إن المتابع و المهتم بالسينما الإيرانية لا يستغني عن زيارة هذا المتحف الصغير والجميل الذي يحاول أن يختصر بين جدرانه تاريخا يمتد لأكثر من قرن.