ندوة صحفية عن احتفالية شاعر الحرية

عقدت اللجنة المنظمة لاحتفاليات الجزيرة بالذكرى الخامسة عشرة لانطلاقها ندوة صحفية للإعلان عن أمسية شاعر الحرية. وهي فعالية من ضمن الفعاليات المساهمة في احتفاليات الجزيرة الكبرى التي ستستمر لمدة شهر كامل. وتقام أمسية شاعر الحرية بالتعاون بين شبكة الجزيرة ووزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية.
حضر الندوة الصحفية عن شبكة الجزيرة السيد منير الدايمي رئيس لجنة الاحتفالية ومحمد المري رئيس لجنة شاعر الحرية والسيد فالح العجلان الهاجري عن وزارة الثقافة.. كما حضر مجموعة من الصحافيين الممثلين لوسائل إعلام محلية وعربية.
قدم منير الدامي بسطة عن الاحتفالية الكبرى التي تجري الأشغال فيها على قدم وساق. كما بين أهم مجالات الاحتفالية التي ستضم مختلف أشكال الفنون والترفيه. حيث ستنطلق يوم 22 أكتوبر وتستمر إلى يوم 20 نوفمبر. وسيكون البدء بالفن التشكيلي إذ ستستضيف الجزيرة عدة رسامين عرب عالميين لإنشاء ورشة رسم ومعرض يستمر حتى نهاية التظاهرات. ثم ستكون هناك ندوة علمية ويوم لتكريم الموظفين ثم الأمسية الشعرية التي ستبث على الهواء مباشرة يوم 2 نوفمبر. بعدها تنظم الشبكة يوما عائليا لموظفي الجزيرة وبعد ذلك يأتي دور المسرح بمسرحية عربية تركية بعنوان “مرمرة اسطنبول” لجمعية مسرح الجزيرة ومن إخراج المخرج اليمني سالم الجحوشي.  وتختم الاحتفالية بأوبيريت الجزيرة التي سيساهم فيها نخبة من الشعراء والموسيقيين والممثلين العرب. وإضافة إلى هذه الأنشطة ستصدر الجزيرة رواية عن تجربة سامي الحاج في معتقل غوانتانامو يكتبها الروائي المصري المعروف يوسف زيدان.

منير الدايمي رئيس لجنة احتفالية الجزيرة ومحمد المري
رئيس لجنة شاعر الحرية

وعن أهمية هذه الاحتفالية قال الدايمي إنها كانت مناسبة لاكتشاف مواهب كانت غير مستثمرة لدى موظفي الجزيرة حيث اكتشفنا في الموظفين مجموعة من الموسيقيين والممثلين والشعراء والرسامين وهي كلها طاقات إبداعية هي التي أخذت على عاتقها هذه الاحتفالية. وعبّر عن سعادة المؤسسة التي وصلت بعد 15 سنة من انطلاقها لتكون الرقم الأول في الإعلام العربي وفي مصاف القنوات العالمية المشهورة وكان ذلك بفضل موظفيها وأفكارهم وتفانيهم. وجاءت هذه الاحتفالية ليتوجوا هم بأنفسهم هذا النجاح والتألق من خلال حسهم الإبداعي إضافة إلى خبرتهم الإعلامية.
بعد ذلك تحدث الإعلامي القطري محمد المري رئيس لجنة احتفالية شاعر الحرية عن منشأ هذه الفكرة. والتي لم يدرجها ضمن المسابقات الشعرية وإنما اعتبرها مناسبقة للتعرف على أفضل أصوات الشعر التي تغنت بالحرية في الوطن العربي. لذلك لن تكون هناك جوائز مادية ومراتب تراتبية  كما هو معروف في بقية المسابقات الشعرية وإنما سيتم اختيار أفضل ثلاثة شعراء وتكريمهم بدرع الجزيرة لشاعر الحرية.
ثم عرّج رئيس لجنة الاحتفالية الشعرية على السياق الذي جاءت فيه. حيث تحتفل الجزيرة بعامها الخامس عشر في أجواء مختلطة من الاحتفال والثورة والحراك في الشارع العربي. احتفالا بالحرية وتدشين الربيع العربي الذي يمثل لحظة فارقة في تاريخ الشعوب العربية. هذه اللحظة الفارقة هي لحظة إباء وعزة وهي لحظة الصورة الجديدة التي تنبعث من شوارع العاواصم العربية تتعالى فيه أصوت الحرية والكرامة..
هنا كان الشعر والشعراء وأهازيج الثوار ومراثي الشهداء التعبيرة الفنية الأكثر تميزا ورسوخا في الأذهان. لقد صار للفن والشعر عبق جديد هو عبق الحرية. ولمّا كانت الجزيرة في خضم هذا الشارع تحمل هواجسه بكل موضوعية واحترافية فإن شقا كبيرا من الجمهور العربي اعتبرها مساهما فعليا في هبوب نسيم الحرية منذ انطلقت. بدأت بحرية التعبير والرأي وتطوير الرسالة الإعلامية وانتهت بالحرية السياسية وإسقاط الدكتاتوريات.
في هذا السياق نزّل محمد المري مسابقة شاعر الحرية في سياقها واعتبرها مسابقة فرضها الظرف العربي والجمهور العربي. لذلك كان من مقاييس الاختيار مقياس السن الذي أثار جدلا واسعا حيث اختارت لجنة التنظيم أن لا يتجاوز سن المشارك أربعين سنة واعتبر أن هذا السن يعبر عن العنوان الأكبر للثورات العربية وهي أنها ثورة شباب.
ثم تطرق المري إلى التفاصيل الزمنية لقبول المشاركات وفرز  الفائزين حيث ذكر أن غلق باب قبول المشاركات ينتهي يوم 20 سبتمبر الجاري لتنطلق أعمال لجنة الاختيار بعدها مباشرة التي ستختار في النهاية 12 شاعرا يتم استدعاؤهم إلى الدوحة يوم 25 أكتوبر للاستماع إليهم. وسيخصص برنامج تلفزيوني للغرض يوم 27 و28 أكتوبر وتُختتم الفعالية باختيار 3 شعراء من المدعوين الاثني عشر في أمسية شعرية على الهواء مباشرة يوم 2 نوفمبر نتعرف فيها على فرسان الحرية.
من جهته عبر فالح العجلان الهاجري مدير إدارة الثقافة بوزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر عن سعادة الوزارة بمشاركة شبكة الجزيرة احتفالياتها. واعتبر أن الجزيرة كانت ولا تزال منبرا تفتخر به الأمة العربية. وعدّد المحاسن التي أدخلتها الجزيرة على الإعلام العربي وعلى الثقافة العربية. وفيما يخص الاحتفالية الشعرية عبّر عن امتنان وزارة الثقافة للمشاركة في هذه الأمسية وتقديم ما يلزم من الدعم لإنجاحها. ويأتي ذلك في إطار تنويع وإثراء المشهد الثقافي القطري والعربي.
أ

فالح العجلان مدير الثقافة في الوزارة حمد الزكيبا رئيس لجنة الاختيار

ما رئيس لجنة الاختيار الشاعر القطري حمد الزكيبا فقد وضح للصحافيين مقاييس اختيار النص الجيد. واعتبر أن خصوصية الأمسية جعلت من تسمية اللجنة “لجنة اختيار” وليست “لجنة تحكيم” أمرا مهما ومختلفا وعيا من الجهة المنظمة بأن الأمر لا يتعلق بمسابقة، بقدر ما يتعلق باكتشاف الأصوات الشعرية الجديدة. وتتكون اللجنة من شعراء يمثلون مختلف الوطن العربي. فمنطقة الخليج يمثلها الشاعر السعودي طلال حمزة إضافة إلى حمد الزكيبا رئيس اللجنة وممثل الدولة المنظمة. أما منطقة الشام فيمثلها الأردني سمير يوسف فرحان قديسات ومن مصر جمال البخيت ومن المغرب العربي الشاعر التونسي جمال الصليعي.
تحدث رئيس لجنة الاختيار عن أهمية المشاركة بالنص والفيديو مشيرا إلى أن اللجنة ستمتحن أصحاب النصوص الجيدة في طريقة الإلقاء لكي يكتمل بهاء القصيدة وجمالها. وفي رد على سؤال السن ولماذا الأربعين وليس أكثر ؟ اعتبر الزكيبا أنه إضافة إلى اعتبار الثورات العربية ثورة شباب فإن الأمر متعلق أيضا بإعطاء فرصة للهواة حيث أنه من المفترض أن الشاعر الذي تجاوز الأربعين قد تجاوز مرحلة الهواية إلى الاحتراف. والمحترف ليس في حاجة لأمسية شعرية للتعريف به. لذلك كانت الأولوية للشباب الذين يبحثون عن فرصة لإسماع أصواتهم. أما عن سؤال القوالب الشعرية المطلوبة فوضح حمد الزكيبا أن كل القوالب مقبولة وأن الفصيح والعامي أيضا مقبولان شريطة أن لا يكون العامي موغلا في المحلية لأن الشعر تعبير يتجاوز مجرد قوالب اللغة لينفذ إلى إعمال الخيال والإحساس بعمق الفكرة.
واعتبر الصحافيون المشاركون في الندوة أن المبادرة طريفة وجاءت في وقتها لتقديم خطاب شعري وفني يرقى إلى اللحظة العربية الراهنة المليئة بالحماسة والتوق نحو الحرية.


إعلان