جائزة الجزيرة الوثائقية في مهرجان فانكوفر

في إطار انفتاحها على الإنتاج السينمائي الوثائقي في العالم ومواكبتها للتجارب الوثائقية في دول بعيدة عن العالم العربي جغرافيا كانت الجزيرة الوثائقية حاضرة في مهرجان  أفلام أمريكا اللاتينية الذي أقيم في مدينة فانكوفر الكندية. وامتد المهرجان في الفترة ما بين 1 و 11 سبتمبر الجاري. فقد تبنت الجزيرة الوثائقية مسابقة ضمن مسابقات المهرجان تحمل عنوان مسابقة الجزيرة الوثائقية. كما كانت الوثائقية من رعاة المهرجان المهمين. واعتبر منظمو المهرجان أن جائزة الجزيرة الوثائقية هي من أهم الجوائز المادية التي يمنحها المهرجان للسينما الوثائقية اللاتينية في أمريكا الشمالية .

الفيلم الفائز بجائزة الوثائقية الأولى

وتكفلت الجزيرة الوثائقية بجائزة الأفلام الوثائقية الشبابية. ومنحت جائزة التحكيم فيلم “السمبا التي تعيش في داخلي” الجائزة الأولى للجزيرة الوثائقية وقيمتها 3500 دولار. والفيلم من إخراج البرازيلية جورجيا غييرا بيكسيي. التي أخذتنا بفيلمها نحو مكان غاية في الخصوصية والحساسية الفنية إنها موسيقى السمبا. حيث تنطلق رحلة المخرجة من قاعة موسيقة في قلب ساحة الاحتفال بالكرنفال العالمي الشهير للسمبا في ساوباولو في البرازيل في هذا الميدان تتعرف المخرجة عن أصولها العائلية من خلال التعرف على تقاليد السمبا وتاريخ المهرجان.
ثم تنطلق جورجيا من قاعة الرقص نحو هضبة “مغييرا” أين تتناثر أحياء الفقر وتتقاطع الطرقات الملتوية والمتداخلة. وبانتقالها هذا تحاول المخرجة أن تذهب بعيدا خلف ألحان السمبا من خلال البحث في تاريخ ذلك الحي. إنها تحاول من خلال تتبع ألحان السمبا صعودا ونزولا، البحث في شكل حياة الناس الصاعدة نحو الأمل النازلة نحو الفقر. فتصبح موسيقى السمبا علامة على تواصل الحياة وليس مجرد لحن موسيقي بالتالي فإن السمبا التي عرضها الفيلم لم تكن سوى السمبا التي تعيش في داخل جورجيا.

أما جائزة الجزيرة الوثائقية الثانية للأفلام الوثائقية القصيرة فقد ذهبت إلى فيلم “أنا حر في كوبا ” لأندريا روغون التي تناولت في فيلمها مفهوم الحرية في كوبا مركّزة على موضوع “الأنا” أو مسألة الفرد في المجتمع.. هل هناك فعلا إحساس “بالأنا – الفرد” في مجتمع تحكمه إيديولوجيا تحث على التفكير الجمعي والتعبئة الشعبية والتوجه الاشتراكي.؟؟ وتتم هذه المعالجة من خلال مجموعة من مواطني العاصمة هافانا.
يقول أحد المشاركين في الفيلم وهو صاحب مدونة إلكترونية “الحرية  في نظري هي أن أصرخ في أي مكان أختاره”.. وهذا الرأي يختزل الروح التي يسير فيها الفيلم حيث إن الحرية في هافانا حسب المشاركين لا تتم إلا في الزوايا المغلقة ولا يمكن التعبير عنها في الهواء الطلق رغم أن الجميع يريد التعبير عن حريته.


الفائزة الأولى جورجيا بيكسيي       الفائزة الاثنية أندريا روغون

تنضاف هذه المشاركة للجزيرة الوثائقية في مهرجان أفلام أمريكا اللاتينية إلى مجموعة مشاركات سابقة مع مهرجانات عربية وعالمية لتقديم جوائز ورعاية مسابقات وإقامة ندوات علمية. وكل هذا النشاط يهدف إلى نشر ثقافة السينما الوثائقية واكتشاف تجارب إبداعية من شتى الثقافات في العالم. ذلك أن عالم الوثائقي قائم أساسا على كسر حدود اللغات والثقافات للبحث عن المشترك الثقافي العالمي. ويندرج هذا كله ضمن هدف القناة الأساسي وهو الانفتاح على العالم وتقديم منتوج فني وثقافي متنوع للجمهور العربي. لذلك فإن اكتشاف السينما الوثائقية في أمريكا اللاتينية يدخل ضمن خطة القناة لتنويع التجارب الوثائقية.


إعلان