مهرجان بيروت الدولي للسينما الحادي عشر

تنطلق في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل الدورة الحادية عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما، بمشاركة 67 فيلماً لمخرجين من 29 دولة.
ولفتت مديرة المهرجان كوليت نوفل في مؤتمر صحافي عقدته الخميس 22 أيلول 2011 في بيروت، أن الأفلام تتوزع على سبع فئات، ثلاث منها مسابقات، هي فئة الأفلام الشرق أوسطية الروائية (7 أفلام) والأفلام الشرق أوسطية القصيرة (16 فيلما) والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية (8 أفلام). أما الفئات الأربع الأخرى فهي “البانوراما الدولية”، و”ركن الأفلام القصيرة”، و “أفلام المطبخ”، و”أفلام الأطفال”.
ويتميز المهرجان بحضور لافت للسينما الإيرانية من خلال أفلام لستة مخرجين، والعراقية لخمسة مخرجين، ومن الخليج فيلم بحريني، وتحضر السينما المغاربية بثلاثة أفلام : تونسيان ومغربي. وتعززت المشاركة الأردنية هذه السنة إلى ثلاثة أفلام، ومثلها المشاركة المصرية.

كولين نوفل في الندوة الصحفية

كوليت نوفل قالت للجزيرة الوثائقية إنها ركزت “في اختيار الأفلام على الجدة والنوعية. وأبرز الجديد لدينا هو اننا فتحنا قسما خاصا بالأطفال من 4 إلى 10 سنوات”
وأسفت لأن “الأفلام التي واكبت التحركات الشعبية في العالم العربي لم تكن متوافرة للمهرجان لأنها مدعوة للعمل في دول الخليج حيث وجود دعم للإنتاج، وتعطى الأفضلية للخليج في استضافة العروض. وهذا ما سيفرض علينا تغيير موعد المهرجان لكي نكون بعد الخليج فنحصل على الأفلام التي تعرض هناك أولا. نعرف أننا نخسر الكثير من أفلام الشرق الأوسط والبلاد العربية”.

وعن دورة مهرجان هذا العام قالت: “عندنا بعض المخرجين من الشرق الأوسط وعدد من المخرجين الأوروبيين، ولكن لن يحضر من أميركا من كبار المخرجين حيث لم نتمكن من التواصل معهم. كما آسف لغياب السينما السورية عن المهرجان لتعذر التواصل مع المجموعات التي لديها أفلام”.
وقالت إنها “بانتظار قرارات الأمن العام لترى إن كان ثمة أفلام لن يسمح بعرضها كما حدث العام المنصرم”.

يذكر أن الأمن العام اللبناني منع عرض أربعة أفلام العام المنصرم، مما دفع بنوفل لأن تخصص مهرجانا فرعيا أسمته “مهرجان الأفلام الممنوعة”. والأفلام كانت: “شو صار؟” للمخرج اللبناني ديغول عيد، و”الأيام الخضر” للإيرانية هانا مخملباف، و”غناء العروسين” لكارين إلبو، و“Confortino”، و”Gostaza Da Libbiano” للمخرج الإيطالي باولو بينفينوتي.
 
وتحدث الناقد الفني بيار أبي صعب-رئيس قسم الثقافة في جريدة “الأخبار” اللبنانية للجزيرة الوثائقية عن المهرجان بقوله: “كان مهرجان بيروت الدولي للسينما مهرجانا رائدا، ثم ظهرت مهرجانات جديدة، ومتنوعة، والمهم في وظيفتها أنها ترد بيروت إلى الإبداع والثقافة، لأن الطاغي على السوق هو غزو الفيلم الهوليوودي، وفيلم “الأكشن”، وأفلام العنف، وما شابه، وقد تكون أفلاما جميلة ومسلية، لكنها فارغة من الداخل، وسينما المؤلف لم تعد لها مكانتها في المدينة. الأفلام التي تأتي بها المهرجانات، تصالح الجمهور مع قسم كبير من السينما غير التجارية”.

بيار أبي صعب

وتابع: “بعد ذلك، تأتي فكرة نوعية الأفلام التي يؤتى بها، وقوتها السنة الماضية، وهذا العام تكمن في مجموعة أفلام هامة ومن روائع السينما، لكن يستحيل أن تعرض في الصالات، وستكون حاضرة في المهرجان.” وتابع أبي صعب قائلا “ومن المهم أيضا أن  المهرجان يهتم بالأفلام “المزعجة” التي تطرح إشكاليات الأنظمة، والدين، والعلاقات الاجتماعية، والصراع الطبقي. فكوليت وفريقها يبحثون عن الأفلام المثيرة من هذا الجانب”.
ولاحظ أن “ما يقدمه المهرجان هو جيد لأنه يعيد المدينة  كساحة صراع فكري. ولا أستغرب مفاجآت لهذا العام كما جرى العام المنصرم خصوصا على مستوى السينما الإيرانية”.

وعن السينما والتغيير، قال: “فهمت أهمية السينما منذ بدايتها بتدمير عادات ووعي الكتلة الشعبية. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، هناك عقود طويلة، دخل عليها التلفزيون والفيديو ووسائط مختلفة، وتنوعت واختلفت وبقي الثابت هو قدرتها على النفاذ لإيصال خطاب معين. السينما تغيرت وغيرت، لكن في العالم العربي كانت السينما معزولة، ولم تكن لها السوق الواسعة، وكثيرا ما منعت في المهرجانات في الدول العربية، وحتى عندنا في لبنان حيث هامش أوسع للحرية، لكن الأمن العام يتدخل ويمنع ويحجب نسبة مهمة من الأفلام المثيرة للإشكاليات”.

وعن تطور الفيلم الوثائقي عربيا، رأى أنه من “المطلوب أن يكون الفيلم الوثائقي أكثر تطورا. نحن أمام سينما وثائقية ليست دائما من خيار العاملين في السينما، فجزء من السينما الوثائقية العربية ينطبق عليها وصف “مكره لا بطل” لأن الفيلم الروائي يحتاج لميزانية أكبر، ومدة أطول، ونفس طويل، والوثائقي أسهل إيصالا للجمهور”.

أضاف: ومع ذلك، نعتبر أن هناك ثورة صحية في العالم العربي، والفيلم الوثائقي فتح باب حرية التعبير عبر الصورة حيث صار بإمكان شباب يافعين صنع فيلم مقبول فنيا، وجماهيريا، وفكريا. السينما الوثائقية ناشطة، ويبقى أننا أمام خيار النوعية. وأعتبر الفورة جيدة، وما يجري أن الأفلام الكثيرة تطلق في الواقع، ومع أنها ليست كلها مشغولة بطريقة جيدة وراقية فنيا وفكريا، غير أن هناك أفلاما جيدة في لبنان وسوريا وفلسطين ومصر والمغرب العربي”. دخل”، و”غسيل سيارات”، و”يوم صيفي حار”، وسواها…


إعلان