“فدائي” أفضل وثائقي في الأيام السينمائية بالجزائر

توج وثائقي ”فدائي” للمخرج الجزائري الشاب ”داميان أونوري” بجائزة أفضل فيلم تسجيلي خلال الدورة الثالثة من الأيام السينمائية بالجزائر العاصمة، و التي أسفرت أيضا عن فوز فيلم ”استرخاء في صبيحة يوم سبت” بجائزة أفضل فيلم قصير للمخرجة صوفيا جمعة – انتاج جزائري فرنسي- بينما حصل كل من الفيلم الألماني ”فورن” للمخرجة مريم فاس بلدان، و فيلم ”ادويج” للمخرجة منية مدور على تنويه خاص، في حين قررت لجنة التحكيم برئاسة مخرج فيلم زبانة ” سعيد ولد خليفة ” منح جائزة  أحسن سيناريو في فئة الأفلام الوثائقية بالنسبة للمسابقة التي أطلقتها جمعية ” لنا الشاشات ” السينمائية المنطمة للتظاهرة، لفيلم ” أبي كان ثوريا ” لمناد مبارك، في حين عادت جائزة أحسن سيناريو فيلم قصير للمخرج ”مهدي لعبيدي” عن فيلمه الموسوم ب ” جسر الهرب”، و اكتفى سيناريو الفيلم القصير ” تحيا الجزائر” لفضيل مرباح بتنويه خاص، في حين تم تزكية أخر الأفلام المعروضة في الدورة الثالثة ”بعض الأحلام بعض الحياة” للمخرج حميد بن عمرة بمنحه جائزة الجمهور عن عمله هذا الذي يقدم فيه صورة الجزائر و الثورة التحريرية عند الأخر و تناول ذلك بشهادات حية لكبار الشخصيات في الفكر، السياسية و الأدب كمحمود درويش و الفن كمريم ماكيبا و شخصيات عالمية اخرى، بدورها أشادت لجنة التحكيم التي ضمت أسماء سينمائية و نقدية من الجزائر، المغرب، سويسرا، فلسطين و مصر بمستوى الأعمال المقدمة و كذا السيناريوهات التي وصلتهم في مسابقة كتابة السيناريو و التي تعبر عن وعي سينمائي و مستقبل أفضل للسينما الجزائرية.
و قد شهدت الأيام السينمائية الثالثة عرض أزيد من 40 فيلما في كل الأصناف ممثلين لأكثر من 9 دول، وصرح مدير الأيام السينمائية ”سليم عقار” أن حوالي 80 بالمائة من الأفلام التي تم استقدامها هذا العام حديثة الإنتاج و جديدة و منها ما عرض لأول مرة بالجزائر، و قد ضمت رزنامة الأيام التي يسعى و يتنمى القائمون عليها أن ترتقي لتصبح مهرجانا دوليا العديد من المحاور و المواضيع الهامة سواء ما تعلق بالندوات ” السينما و المرأة”، ”السينما و حرب التحرير”، ”السينما العربية بعد الثورات الشعبية”، و أخيرا ”الجيل الجديد من السينمائيين” أو حتى بالنسبة العروض السينمائية منها : وثائقي ”11 سبتمبر خوف، غضب و سياسة” لنادية زواوي، ”فدائي” لدميان أونوري، ”مرسيدس” لهادي زكاك، ”ناس الغيوان” لعمر بن حمو، ”الراقصة” لعبد الاله الجوهري، ”نساء لاجئات” و ”نساء في راحة” لباولا بالسيوس، ”لغة زهرة” لفاطمة سيساني،  ”فقط كامرأة” لرشيد بوشارب و أفلام عن تورثي الياسمين و 25 يناير برؤية اخراجية شبابية تعبر أو تعلن عن ميلاد موجة جديدة من المخرجين في العالم العربي.

”فدائي” ذاكرة رجل و وطن
توقع الكثير ممن تابعوا عرض فيلم ” فدائي ” فوزه بأحد الجوائز كونه عمل متميز على أكثر من صعيد، يؤرخ لحقائق تاريخية و يأرشف لشهادات من عايشوا الثورة و فضلوا الخفاء و لأنه يقدم رؤية جديدة للثورة ببصمة شبابية، فبعدما مثل و فيلم ”زبانة” السينما الجزائرية مؤخرا في مهرجان تورنتو جاء عرض الفيلم الوثائقي ”فدائي” للمخرج ” داميان أونوري”  لأول مرة بالجزائر الذي يعول عليه كثيرا في خمسينية الاستقلال أن يمثلها في العديد من المهرجانات الدولية، فالفيلم يحمل الكثير من الميزات يكفي أنه أصبح وثيقة و مرجعا يمكن العودة اليه في ظل الافتقار الرهيب لأرشيف الثورة الجزائرية، و لأنه أيضا يسلط الضوء على هؤلاء الرجال الفدائيين الذين قدموا الكثير للأرض و الوطن و اختاروا عدم التباهي بما فعله من بطولات حتى أنه لم يسرد الكثير من الحقائق التاريخية و البطولات النضالية لا على أبنائه ولا على أحفاده فقد شكل ”محمد الهادي بن عدودوة” محرك العمل الذي حرك مشاعر الحاضرين بعد أن اختار البوح بما عنده و استنطاق الذاكرة و الصورة معا، و هو يرسم حلقة تواصل بين الأجيال في مشاهد حميمية لرجل لا يخشى الموت اذا ما تعلق الأمر بالوطن، ففي ظل المغالطات الكبيرة و الحديث عن تزوير للحقائق تأتي أهمية مثل هكذا انتاجات لتميط اللثام عن جانب مهم من الثورة و تحق الحق و تكشف الباطل و تعيد الاعتبار لهؤلاء الرموز المهمشين.

داميان أونوري مخرج ”فدائي”

حضور الجزيرة الوثائقية  في الأيام السينمائية
تجدر الاشارة الى أنه تم عرض ثلاث أفلام منتحة من قبل الجزيرة في الدورة الثالثة من الايام السينمائية و يتعلق الأمر فيلمي المخرجة الاسبانية باولا بالاسيوس ”نساء لاجئات” و ”نساء في راحة” و كذا فيلم ‘ناس الغيوان” لعمر بن حمو، و فيلم الجزائرية نادية زواوي المعنون ب ”11 سبتمبر خوف، غضب و سياسة” و الذي يتحدث عن وضعية المسلمين في أمريكا الشمالية بعد تلك الأحداث و بالضبط عشر سنوات بعد وقوعها، وهو عبارة عن عمل صحفي مبني على دراسة قامت بها ”واشنطن بوست” و ”اي بي سي نيوز” و الذي أظهر أن نسبة عدائية الأمريكان للمسلمين و تخوفهم منهم ارتفعت الى 49 بالمائة سنة 2010 بعدما كانت لا تتعدى 24 نسبة سنة 2002، و هذا ما دفعها لانجاز هذا العمل المرتقب عرضه يوم 27 أكتوبر لأول مرة ب ”كيباك” كندا، و قد أرجعت صاحبة العمل سبب تغير نظرة الغرب للمسلمين الى وسائل الاعلام التي تظهر المسلمين دائما على أساس أنهم ليسوا سوى مجموعة من الإرهابيين، و بالتالي يمكن القول أن هذا العمل يضاف الى أفلام أخرى أنجزت عن الحادثة التي غيرت الكثير من المعطيات وأدت لاتساع هوة و حدة الخوف و الكراهية بين العرب عموما و المسلمين خصوصا و الغرب، و بالتالي الفيلم الوثائقي الجديد لنادية زواوي “خوف، غضب وسياسة ” جاء ليسلط الضوء على معاناة العرب والمسلمين الأميركيين من تلك الأفكار والأحكام المسبقة التي تلت الاعتداءات.


إعلان