“الأصولي المتردد” يفتتح عروض دورته الرابعة
فعاليات منوعة وحوارات ولقاءت مع صناع السينما في مهرجان الدوحة السينمائي
الدوحة – حسن محمد
تفتتح يوم السبت 17 نوفمبر الحالي الدورة الرابعة لمهرجان الدوحة السينمائي الذي يعد بمثابة الحدث الثقافي السنوي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، والذي سيستمر حتى 24 من نفس الشهر.
ويرتقب أن يفتتح المهرجان دورته من خلال عرض فيلم “الأصولي المتردد” بمسرح الريان بسوق واقف في أول أيام المهرجان، علما أن رجال الصحافة سيكونون أول من يشاهد هذا الفيلم بمتحف الفن الإسلامي صبيحة يوم السبت على الساعة الحادية عشرة ، والفيلم من إنتاج مؤسسة الدوحة للأفلام وإخراج الهندية ميرا ناير وهو مستوحى من رواية شهيرة للكاتب محسن حميد، ويستكشف الانقسام الثقافي بين الشرق والغرب من خلال قصة جنكيز (رز أحمد) وسعيه الذؤوب لتحقيق النجاح لشركته في وول ستريت والمسار الذي يقوده للعودة إلى باكستان عندما يبدأ حلمه الأميركي بالزوال إثر أحداث 11 سبتمبر. ويجعل الأداء الساحر للمثل رز احمد والإخراج المتميز لميرا ناير من الفيلم حديث الشارع وواحدا من أكثر الأفلام جاذبية لهذا العام.

أفلام معاصرة من السينما العالمية
وسيكون جمهور المهرجان على موعد خلال هذه الدورة مع باقة من الأفلام العالمية المعاصرة والتي ستقدم كعرض أول في أغلبها، حيث سيعرض 21 فيلما في هذا السياق إلى جانب 12 فيلما في إطار العروض الخاصة، حيث حرص منظمو المهرجان على اقتنائها من مختلف الدول مثل فرنسا، وألمانيا، والهند، وإيران، والمملكة المتحدة، الصين والولايات المتحدة بالإضافة الى دول تعرض أفلامها لأول مرة بمهرجان الدوحة السينمائي مثل كازاخستان، والسنغال، وإثيوبيا و آيسلاندا.
ومن ضمن العروض الخاصة التي ستقام بالمهرجان، الفيلم الحائز على جائزة الجمهور بمهرجان تورونتو 2012 سيلفر ليننغ بلاي بوك للمخرج ديفيد راسيل ومن بطولة النجم روبرت دي نيرو، وفيلم سبعة مختلون عقلياً للمخرج مارتن ماكدونا وآخر ما قدم المخرج الراحل ياش تشوبرا حتى أتنفس هذه الحياة وسيختتم المهرجان فعالياته بعرض فيلم ظهور الحراس 3D للمخرج بيتر رامزي وهو فيلم الرسوم المتحركة المقتبس عن سلسة كتب حراس الطفولة لويليام جويس. كما سيستضيف المهرجان عروض على الشاطئ للجمهور والتي تتضمن فيلم الحال للمخرج أحمد المعنوني وهو أول فيلم إختاره مارتن سكورسيزي ليتم ترميمه من قِبل مؤسسة السينما العالمية وكذلك فيلم القلوب الشجاعة ستأخذ العروس من إخراج أديتا تشوبرا، وفيلم سينما باراديزو من إخراج جيوسيب تورناتور، وفيلم المخلوق الفضائي لستيفن سبيلبرغ بالإضافة إلى فيلم الأطفال من السماء لمجيد مجيدي.
كما يحتوي مهرجان هذا العام على العديد من الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار 2013 لأفضل فيلم أجنبي. وتتضمن هذه الأفلام : فيلم ” أطفال سراييفو” (البوسنة والهرسك)، و”الرياح فقط” (هنغاريا)، و”كون تيكي (النرويج)، و”العمق” (آيسلندا)، و”ماين بالا-محاربو السهوب” (كازاخستان) و”النمر الأبيض”(روسيا) بالإضافة إلى باقة من أعمال مخرجين عالميين مثل فيلم “المطاردة” للمخرج توماس فنتربيرغ، وفيلم “حصّة الملائكة” للمخرج كين لوتش، وفيلم “الواقع” للمخرج ماتيو غاروني، وفيلم “أكثر من مجرّد عسل” للمخرج ماركوس آيمهوف وغيرها.
مسابقة الأفلام العربية
واستمرارا لنهج تشجيع السينما العربية من طرف المهرجان، تعرف الدورة الرابعة مشاركة 27 فيلما ضمن مسابقة الأفلام العربية التي تمثل هذا العام نقلة نوعية من حيث التوجهات والمعالجات السينمائية لصانعي الأفلام بالمنطقة حيث تطرقوا لقضايا ومواضيع قلما تمت معالجتها من قبل مثل حرية التعبير عن الآراء والمواقف السياسية، والقصص الأسرية والعاطفية وسط الصراعات القائمة وكذلك قصص المناضلين في مرحلة ما بعد الثورات. وتأتي هذه الأفلام من العديد من الدول مثل مصر، وقطر، وتونس، والجزائر، والكويت، ولبنان، والمغرب، والأردن، وفلسطين، والمملكة العربية السعودية و سوريا.

ويشارك في مسابقة الأفلام العربية 27 فيلما، منها 7 أفلام وثائقية و7 أفلام روائية طويلة و13 فيلما قصيرا لتمثل 10 دول عربية من بينهم المشاركة الأولى لكل من قطر والمملكة العربية السعودية. وستتضمن مسابقة الأفلام العربية الروائية الطويلة والوثائقية 5 أفلام في عرض عالمي أول و2 في عرض دولي أول، أما مسابقة الأفلام العربية القصيرة فستضم 8 أفلام ما بين عرض أول عالمي و دولي. وتضم قائمة الأفلام التي ستشارك في المسابقة وتُعرض للمرة الأولى عالمياً الأفلام الروائية الطويلة التالية: عشم، وذكريات ملاعب، ودي فيلت، ووداعاً المغرب، إضافة إلى الفيلم الوثائقي: آه يا جسمي. أما قائمة الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة وتُعرض للمرة الأولى دوليا: اسماعيل، وحرمة، والمنسيون، والداموس، والحيط، وبدون، وطارق، فيما تضم قائمة المخرجين المعروفين ضمن مسابقة الأفلام العربية : مرزاق علواش، وتهاني راشد، وجواناحاجي توما، وخليل جريج، ومحمود بن محمود، ونبيل عيوش، وندير مكناش إلى جانب بعض الوجوه العربية الصاعدة مثل حنان عبدالله، ماغي مورغان، وكريم ألكسندر بيتسترا وغيرهم، حيث تم تخصيص عدة جوائز للأفلام التي سيتم الإعلان عن فوزها من خلال تخصيص 100 ألف دولار لأفضل فيلم روائي طويل وأفضل فيلم وثائقي فيما ستمنح جائزة مالية قدرها 50 ألف دولار لأفضل مخرج روائي ووثائقي كما سيتم تقديم جائزة أفضل أداء البالغ قيمتها 15 آلاف دولار، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. بينما سيحصل أفضل فيلم قصير على جائزة مالية قدرها 10 آلاف دولار، وعلى جائزة لتطوير الإنتاج تصل قيمتها إلى 10 آلاف دولار.
وقد تم أيضا الإعلان عن تعيين أعضاء لجان تحكيم المسابقة التي تشمل ثلاث فئات هي: الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الوثائقية الطويلة والأفلام القصيرة. وتتجاوز قيمة الجوائز النقدية المخصصة لهذه الفئات الـ440 ألف دولار أمريكي. وتترأس لجنة التحكيم عن فئة الأفلام الروائية الطويلة الممثلة التونسية الشهيرة هند صبري وسيكون معها في اللجنة كل من: المخرج الهندي أشوتوش غواريكر والدكتور عماد أمر الله سلطان (نائب المدير العام للشؤون الثقافية في الحي الثقافي كتارا)، والسينمائية التركية المعروفة يسيم أوستوغلو والكاتب الجزائري محمد مولسهول. أما لجنة التحكيم لفئة الأفلام الوثائقية الطويلة فهي تضم: السينمائية ومخرجة الأفلام الوثائقية والمنتجة والمؤلفة هلا العبدالله والمخرج القطري حافظ علي علي والفنانة والسينمائية الإيرانية المعروفة شيرين نشأت في حين يتولى تقييم الأفلام القصيرة المشاركة كل من: جوانا حاجي توما وتهاني راشد ونادر موكنيش.
صنع في قطر
وضمن فئة “صنع في قطر” التي تتضمن أكبر مجموعة من المشاركات هذا العام بما فيها 19 فيلماً منها 15 عرض أول على مستوى العالم، يسلط المهرجان الضوء على المواهب المحليّة، حيث تأتي الأفلام التي ستعرض لتؤكد نجاح الخطوات الهامة التي تم بذلها لدعم صناعة السينما الناشئة في قطر.
وستتولى لجنة التحكيم الخاصة بهذه المسابقة التي تضم كلاً من: الكاتبة القطرية المعروفة وداد الكواري، والسينمائية السعودية هيفاء المنصور والفنان القطري فرج دهام اختيار أهم الأعمال مضن هذه الفئة، للتتويج، علما أن الأفلام المشاركة هذا العام تندرج ضمن 4 برامج هي: “آمال جديدة” التي يشارك فيها 5 أفلام سينمائية تتناول مواضيع عن الآمال والآلام المحيطة بهم؛ وفئة “في عيونهم” التي تتضمن 10 أفلام قصيرة عن الحب والصداقة إلى جانب الأفلام الوثائقية التأملية؛ وفيلم “إنجل في يونيو” فيلم مقتبس من أحداث حقيقية تجري في المجتمع الفلبيني في الدوحة، بالإضافة إلى فئة “أفلام التشويق” التي تشمل 3 أفلام قطرية من بينها فيلم روائي طويل يطرح رؤية فريدة عن التصورات لما بعد الحياة.
احتفاء خاص بالسينما الجزائرية

كعادته كل عام، يحتفي مهرجان الدوحة السينمائي بإحدى التجارب السينمائية، حيث وقع اختياره على السينما الجزائرية ليوجه لها تحية خاصة من خلال عرض خاص بعنوان “تحية إلى السينما الجزائرية: بين الماضي والحاضر”. ويشمل هذا العرض – الذي يتزامن مع الاحتفال بذكرى مرور 50 عاماً على استقلال الجزائر – 4 أفلام تتناول مزيج من المشاعر ما بين الإحباط والأمل وهو ما عاشه الشعب الجزائري في مرحلة ما بعد الاستعمار. كما سيعرض المهرجان أفلاما جزائرية متعددة مثل “روما ولا نتوما” للمخرج طارق تقيا و”رياح الأوراس” للمخرج محمد لخضر حامينا و”عمر قتلاتو” للمخرج مرزاق علواش “ونوبة نساء جبل تشيناو” من إخراج آسيا جبار ثم يختتم هذا الحدث بأداء لعازف الجاز الجزائري الشهير صافي بوتلة لمقطوعة موسيقية تقديرا ًمنه لوطنه وخلال حفل توزيع جوائز المهرجان الذي يوم 22 نوفمبر 2012. بالإضافة إلى ذلك، يعرض مهرجان الدوحة السينمائي أفلاما ًجزائرية بالمسابقة الرسمية مثل:”التائب” للمخرج مرزاق علواش؛ و”فدائي” للمخرج داميان أونوري؛ و”وداعاً المغرب” للمخرج نذير مخناشو كذلك الفيلم الذي تدور أحداثه بالجزائر “آه يا جسمي” من إخراج لوران آيت بينالا، وقد تم تنظيم هذا الحدث بدعم من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، كما سيستقبل مركز كتارا للفنون معرض لملصقات الأفلام الجزائرية بالإضافة إلى العديد من الأفلام الجزائرية القصيرة من 15 نوفمبر إلى 15 ديسمبر وذلك دعما للمهرجان وإلى هذا الحدث الخاص.
إحياء ذكرى المخرج الهندي ياش شوبرا
ويحتفي المهرجان أيضا بلمحات مشرقة وغنية من السينما الهندية والتي تتمتع بقاعدة عالمية من الجماهير والعشاق، من خلال تحية خاصة للمخرج الكبير ياش تشوبرا، بالإضافة إلى جلسة نقاشية خاصة مع عدد من كبار المخرجين والممثلين من السينما الهندية. في هذا الإطار سيعرض المهرجان فيلمين من إخراج ياش تشوبرا بما يشمل فيلمه الرائع “حتى أتنفس هذه الحياة” من بطولة النجم شاروخ خان، الذي يملك معجبين كثر من محبي الأفلام بالمنطقة العربية، إلى جانب كاترينا كايف، وأنوشكا شارما، وهو أحد أكثر الأفلام التي يترقبها المشاهدون، كما ستستضيف مؤسسة الدوحة للأفلام عرضا مجانيا للفيلم بسينما والذي سيقدم خصيصا لعمال البناء والفنيين من كافة أنحاء المجتمع ليستمتعوا بهذا الفيلم في أحد أقدم صالات العرض بالدوحة وذلك يوم 20 نوفمبر. وفضلا عن ذلك يعرض المهرجان فيلم “القلوب الشجاعة ستأخذ العروس”، وهو من إنتاج ياش تشوبرا عام 1995 ومن إخراج ابنه أديتيا تشوبرا. ويعتبر هذا الفيلم أحد أطول أفلام بوليوود، وهو من بطولة شاروخ خان، حيث كان هذا الفيلم الذي أطلق نجوميته ورسخ حضوره على ساحة الأفلام الهندية، إلى جانب كاجول. ويدور الفيلم حول رجل يحاول الفوز بيد المرأة التي يحب، ويضيء على الصراع الدائر للجمع بين القيم الهندية التقليدية والنزعة الحديثة للأفراد. وسيُعرض الفيلم في إطار العروض المجتمعية المجانية يوم 21 نوفمبر في سينما سوني المفتوحة في الحي الثقافي “كتارا”.

ويعتبر ياش تشوبرا المخرج الذي أعاد صياغة وبلورة الحس الرومانسي في السينما الهندية، ويملك في جعبته أكثر من 40 فيلماً شارك فيها كمنتج، وأكثر من 20 فيلماً من إخراجه. وحصد المخرج الراحل ما يزيد عن 18 جائزة خلال مسيرته المهنية تكريماً لتفوّقه في الإخراج وكتابة السيناريو، إلى جانب نيله للعديد من الألقاب التكريمية التي خصته بها المؤسسات السينمائية العالمية.
فعاليات متخصصة وأسرية بالمهرجان
من جانب آخر، وموازاة مع عروض الأفلام، يسلط المهرجان الضوء على الجوانب المتعددة لقطاع صناعة الأفلام، من تطوير القصة السينمائية إلى تطبيق التقنيات وصولا إلى توزيع الأفلام، وذلك ضمن برنامج “حوارات الدوحة” الذي يتضمن 13 من الفعاليات السينمائية، والعروض الخاصة، وجلسات الحوار المتخصصة مع نخبة من أشهر صناع الأفلام، مثل جلسة “حوار مع روبرت دي نيرو” حيث يسلط الممثل القدير خلالها الضوء على عدد من أهم اللحظات والأحداث خلال مسيرته الفنية الحافلة، فضلاً عن لمحات مميزة من كواليس تصوير فيلم “الأصولي المتردد” للمخرجة ميرا ناير، وجلسات حوارية عامة تشمل: “تحولات رواية القصة في عصر الديجيتال” و”الأفلام الخليجية: التغلب على الصور النمطية” و”التوجه نحو العالمية: هل يمكن لأفلام بوليوود إختراق الحدود” و”عبر عن نفسك” و”شبح فالنتينو” وغيرها علما أن قائمة المشتركين في هذه الحوارات فنانين معروفين مثل روبرت دي نيرو، وهند صبري، وجيرمي بروك، والمونتيرة والمنتجة الحائزة على جائزة الأوسكار ليزا فراشتمان، والمخرجة ميرا ناير، وهيفاء المنصور، شيميت أمين، ومايكل سينغ، ورامبود جافان و أشيتوش جواريكير بالإضافة الى المنتج تيتوس كريينبرغ، و كورت وولنر، وبسام الثوادي و صانع أفلام الرسوم المتحركة محمد سعيد حارب. هذا إلى جانب مبادرة “مشاريع الدوحة” التي تعد إحدى المكونات الرئيسية للمهرجان والتي الطريق أمام 40 شخصا من الحاصلين على منح مؤسسة الدوحة للأفلام للتواصل مع خبراء الأفلام الإقليميين والدوليين من خلال عقد اللقاءات الفردية والجلسات الحصرية.
أما بخصوص الأنشطة الأسرية بالمهرجان والتي ستنظم خلال الفترة ما بين 21 و24 نوفمبر، فتتضمن عروضا سينمائية موجهة للأسرة، إلى جانب السجادة الحمراء، وبرنامج صغار مؤسسة الدوحة للأفلام، وعروض فنية، وعروضاً ترفيهية متجولة، الفنون والحرف اليدوية, وعروضا رياضية، ورواية للقصص، وعروضا للدمي المتحركة، وألعاباً ونشاطات مخصصة للمدارس والمجتمعات المحلية وغيرها من المفاجآت التي يحب لبها المهرجان.