حوار مع شادي زين الدين من مؤسسة الدوحة للأفلام

شادي زين الدين شاب لبناني يتنفس سينما ويشاهد دنياه بعينه أحيانا وبعين الكاميرا في أكثر الأحيان.. هو أحد الشباب الفاعلين في مهرجان الدوحة تريبيكا وفي مؤسسة الدوحة للأفلام. وهو مكلف مع آخرين لاختيار الأفلام المشاركة في المهرجان وخاصة المشاركات العربية.. يجب أن تبذل جهدا لتصطاد شادي في خضم النشاط الحثيث في المهرجان.. نصبنا له كمينا في مكتبه كي نضفر بلقاء معه ونتحدث عن بعض ملامح الدورة الرابعة لمهرجان الدوحة تريبيكا  

شادي زين الدين

• ارتبط اسم مهرجانكم بمؤسسة التريبيكا فهل استطعتم أن تنشؤوا تريبيكا عربية؟ وهل هناك نسخة عربية مقنعة فعلا للتريبيكا؟ فالتريبيكا الهندية مثلا تعتبر ممتازة بحسب النقاد فكيف تقيمون النسخة العربية؟
مهرجان الدوحة السينمائي مختلف عن التريبيكا، ومؤسسة الدوحة للأفلام هي التي أرادت أن تجعل علاقتها مع التريبيكا شراكة ثقافية، والطريف في هذه التجربة هو أننا لا نكتفي بالتعاون مع مهرجان التريبيكا في الدوحة فقط بل نتعاون مع المهرجان في نيويورك ونبث هناك أفلاما عربية، هناك تبادل لا تعرف عنه الناس شيئا ونحن نريد إخبار الناس به، وأنا أرى أن هذه الشراكة ناجحة الآن.
•  ما هي ملامح هذه الشراكة ونحن في الدورة الرابعة من المهرجان؟ ماذا قدمتم من أفلام وماذا أعددتم للشباب؟
مهرجان التريبيكا الدوحة السينمائي يتطور ويكبر، وقد استفدنا من المهرجان ببعث المسابقة الرسمية العربية للأفلام. قبل نشأة مؤسسة الدوحة للأفلام لم يكن هناك مهرجان والمؤسسة الآن هي الأم المشرفة على المهرجان وهي التي تتكفل بالتمويل والتعليم والإنتاج والإشراف على مهرجان الدوحة تريبيكا السينمائي.
في التعليم قدمنا أكثر من 60 ورشة سينمائية وهناك أكثر من 110 شابا وشابة استفادوا من تلك الورشات من القطريين والمقيمين بقطر، وقد أنتجنا أكثر من 11 فيلما. بهذا يمكن أن نقول إننا أصحاب رؤية وهدفنا أبعد من المهرجان نفسه فهو ليس إلا الجزء الاحتفالي والاجتماعي في مؤسسة الدوحة للأفلام. كما أننا أنشأنا صندوقا لتطوير سينما الخليج وقد بدأنا في ورش للكتابة والإخراج ومنها سننتج بين 4 و5 أفلام خليجية قصيرة في السنة.
•  لكن المشكلة أن هذه البرامج غير واضحة ولا معلومة عند الناس العاديين ولا حتى عند النخبة، كما أن الصحافة تتعامل مع المهرجان فقط وتحاسب المؤسسة على مهرجان التريبيكا فتجد من يقول مثلا إن الأداء ضعيف فما هي أسباب ذلك؟
لا أستطيع الحديث في هذا الموضوع لأنه ليس مجالي، لكن الخلط قد يكون حدث لأن المهرجان هو جانب الجمهور في المؤسسة، كما أن إنتاج الأفلام يستغرق وقتا ونحن الآن بصدد إنتاج أفلام جديدة وناجحة. الأفلام قد تحتاج إلى سنتين لتظهر للجمهور، ونحن لم نعلن عن كل مشاريع أفلامنا. كما أننا نقدم منحا لإنتاج الأفلام وقدمنا في هذا الصدد أكثر من 90 منحة مالية لمخرجين عربا من المغرب ولبنان وتونس وغيرها، ونحن نقدم مليون دولار لكل منحة في السنة الواحدة.
• لنبق في مسألة التمويل، الذي يموّل عادة هو من يضع الشروط فما هي شروطكم؟ هل لكم شروط إيديولوجية مثلا أو ممنوعات معينة؟
نحن في موضوع المنح المالية لا نتدخل أبدا ولا نشترط شيئا محددا من صاحب الفيلم، كما أننا نتعامل مع لجان خارجية ومستقلة عن المؤسسة لتقديم تلك المنح وفق المشاريع وهناك شفافية تامة في إسناد المنح للسينمائيين وهذا ينطبق أيضا على كل مشاريع الإنتاج المشترك، بل إن من سمات قوتنا أننا نقدم المنح دون اشتراط عرض الأفلام المستفيدة منها في مهرجان الدوحة ترايبيكا، نحن ليست لدينا محظورات وكل ما نطلبه هو احترام “الإحساس الثقافي للبلد” أي الخصوصية الثقافية للبلد.

فيلم الأستاذ لمحمود بن محمود.. أحد الأفلام العربية
التي دعمها مهرجان الدوحة

• نحن في الجزيرة الوثائقية يسعدنا جدا اهتمامكم بالفيلم الوثائقي لكننا نريد فهم فلسفتكم ورؤيتكم للوثائقي فهل من توضيح؟
نحن في مؤسسة الدوحة للأفلام نهتم كثيرا بالفيلم الوثائقي ونرى أنه في قوة الفيلم الروائي، وفي مهرجان الدوحة السينمائي تريبيكا تصلنا العديد من الأفلام الوثائقية للمشاركة والعدد تجاوز 50 فيلما بكثير. الفيلم الوثائقي بالنسبة إلينا في قلب اهتمامنا مثلما أن الأفلام الروائية تقع في القلب والعقل، الوثائقي ليست فيه رقابة وفيه شيء حقيقي، لكن للأسف ما زال الناس يفضلون الفيلم الروائي على الفيلم الوثائقي.
•  يقال إنكم تقبلون بمشاركة الأفلام الوثائقية في مهرجان الدوحة للأفلام التريبيكا لأن منافستكم ضعيفة في موضوع الأفلام الروائية حيث اختطفت منكم مهرجانات أخرى أهم الأفلام الروائية الجديدة فاضطررتم للتركيز على الوثائقي فهل هذا صحيح؟
لا أرى داعيا للإجابة على هذا السؤال لأننا نشعر بالفخر من كل برامجنا في المهرجان، كما أن أفلامنا تسافر إلى كل البقاع في العالم وتشارك في مهرجانات كثيرة، نحن نعرض أفلاما روائية قوية جدا مثل فيلم التائب لمرزاق علواش الذي حصل على جائزة خاصة في مهرجان كان السينمائي هذه السنة، كما أننا نراهن على السينمائيين الشبان ولدينا 3 تجارب سينمائية جديدة سيتفاجئ بها الناس كثيرا، وكما ترون مهرجاننا ليس محليا.
• بالتالي هل مشاركة الفيلم الوثائقي في المهرجان اختيار إستراتيجي أم اختيار نفعي؟
لا يمكن أن يكون هناك مهرجان سينمائي ثم لا يحترم الفيلم الوثائقي مثلما يحترم الفيلم الروائي، نحن ندعم الوثائقي لأنه مهم جدا، ولا نفرق بينهما في التمويل.
•  يُلام عليكم أنكم “مستغربون” وأن مهرجانكم بملامح غربية وليست له ملامح أو هوية عربية كبقية المهرجانات العربية فما هو تعليقكم؟
ذكرت مهرجان القاهرة ومصر عمرها 8 آلاف سنة ومهرجانها قديم وعريقوكذلك الأمر مع قرطاج وبيروت بينما منطقة الخليج المدن فيها جديدة ونحن في المهرجان نكتسب هذه الهوية العربية شيئا فشيئا، كما لا يجب أن ننسى أن مهرجان الدوحة أصبح عالميا في 3 سنوات فقط.
•  ما فائدة مهرجان سينمائي في دول لا تنتج سينما وليست فيها ثقافة سينمائية؟
أنا أتفق معك في هذا الكلام ولكنها ستأتي هذه السينما، ثم لا يجب أن ننسى أن القطريين والإماراتيين مثلا بدؤوا التعامل مع السينما بطريقة مختلفة وجمهورهم بدأ يتحمس للسينما كما بدأ المجتمع يتقبل السينما ويخوض الناس فيها، ففي هذه السنة مثلا أنتجنا في قطر 3 أفلام طويلة، كما أن المؤسسة رعت أول فيلم قطري خلال سنة 2010، وقد تطور الإنتاج القطري حتى أننا تلقينا هذه السنة 70 فيلما قطريا متنوعا اخترنا منها 19 فيلما للمشاركة في مهرجان الدوحة.
•  لكن تبقى مشكلة أخرى هي الجمهور ففي العالم أفضل معايير النجاح هو حضور الجمهور فهل ينطبق هذا المعيار على مهرجان الدوحة السينمائي؟
كل عروض أفلام الدوحة يحضرها الجمهور ولكن أفلام المسابقات تبقى لها خصوصية في كل المهرجانات العالمية، صحيح أن الأفلام العربية يحضرها جمهور قليل لكنه يزداد كل سنة وسيتطور أيضا هذه السنة، لذلك قررنا عرض أفلامنا هذه السنة في سوق واقف لأن السوق هو قلب البلد.
* ما هي علاقتكم بمهرجانات الخليج السينمائية الأخرى؟
علاقتنا بها جيدة جدا والتنافس بيننا صحي جدا والساحة السينمائية تستوعبنا جميعا، المهم أن السينما الخليجية متجهة للتطور، ونحن في مؤسسة الدوحة للأفلام ما يميزنا عن الآخرين هو أننا مؤسسة أولا ومؤسسة تعليمية وثقافية ومتخصصة في التمويل والإنتاج ثانيا. 


إعلان