كريستيان كيندت: الافلام العربية تحقق نجاحا هنا
نضال حمد
النرويجي كريستيان تاكفام كيندت الذي درس اللغة العربية في مصر وسورية هو من منظمي فيلم مهرجان الجنوب العالمي في أوسلو وأيام الفيلمين العربي والفلسطيني ومسئول البرامج في المهرجان العالمي . بشوش ومبتسم كعادته ، يتكلم العربية بطلاقة ،مختص بالسينما العربية وبالثقافة كذلك .. التقينا به مؤخرا في أوسلو وسألناه عن نفسه وعن تعرفه على الثقافة العربية وعن اهتمامه بالسينما العربية.
وكان لنا معه هذا الحوار .
من أنت كريستيان وماذا تفعل؟
اسمي كريستيان واعمل مع مهرجان فيلم الجنوب الذي هو اكبر مهرجان سينمائي في أوسلو، حيث نعرض أفلاما من الشرق الأوسط واسيا وافريقية وأمريكا اللاتينية. ومن ضمن مهام عملي اختيار الأفلام من الشرق الأوسط والدول العربية. وأيضا وظيفتي هنا منسق البرامج لمهرجان فيلم الجنوب العالمي.
كيف بدأت فكرة فيلم الجنوب العالمي هنا في أوسلو؟
الفيلم عمره 22 عاما وأنا عمري 25 عاما .. لكن أنا اعمل مع هذه الأفلام وهذا المهرجان من سنتين . عموما الفكرة بدأت عندي من سنتين لأنه لا توجد أفلام من الشرق الأوسط والقارات المذكورة آسيا وافريقية وأمريكيا اللاتينية تعرض في دور السينما النرويجية بحيث يمكن متابعتها ومشاهدتها من قبل الجمهور النرويجي المحب للسينما. وأردنا عرض تلك الأفلام الجيدة والجميلة في النرويج كي يتمكن جمهور النرويج من متابعتها ومشاهدتها.

ويضيف كريستيان أن هذه الفكرة لاقت ترحيبا وتشجيعا من الجمهور النرويجي ، حيث بلغت نسبة المشاركين والمشاهدين للنسخة ال 21 من المهرجان العام الفائت بما يقدر ب 25 ألف مشاهد. وهذا يدل طبعا على مدى اهتمام جمهورنا النرويجي بهذا المهرجان العالمي.
كم هو عدد الأفلام التي شاركت مؤخرا في مهرجان فيلم الجنوب العالمي بأوسلو؟
هذا العام أي سنة 2012 وفي الدورة ال 22 للمهرجان شاركت32 بلدا ب 89 فيلما. كما ترى هناك تنوع كبير بالمهرجان وأيضا هناك حضور كبير، وهناك أفلام تلقى حضورا كبيرا وأفلاما أخرى وثائقية و قصيرة او غريبة نوعا ما تلقى عادة حضورا أقل. مع العلم أننا نَوعنا في المهرجان وعرضنا على هامشه أفلاما قديمة من دول عديدة. طبعا الهدف من المهرجان بالأساس عرض الأفلام الجديدة ولكننا حرصنا أيضا على عرض أفلام من التراث السينمائي القديم سواء من اليابان ومصر ودولا أخرى . طبعا كل سنة نختار الأفلام القديمة لبعض المخرجين في تلك البلدان ولكي نقول للجمهور أن هناك تراث سينمائي قديم و كبير في تلك البلدان. والأفلام طبعا منوعة منها التسجيلية والروائية والوثائقية ..الخ.
ما الذي دفعك للاهتمام بالسينما العربية ؟ وكذلك باللغة العربية؟
عندما دخلت في الجامعة كنت أريد تعلم اللغة العربية لأنها لغة جميلة وصعبة فقلت لازم أجرب ودرست سنة وذاكرت فيها كثيرا ولكن بعد تلك السنة اكتشفت أنني مازلت لا أتقن العربية ولذا قررت السفر الى الشرق الأوسط للتعلم والدراسة فسافرت الى سورية ومن ثم الى مصر وهناك تعرفت أكثر على اللغة و أحببت الثقافة والأفلام العربية. وبدأت تدور في رأسي فكرة توزيع وعرض الأفلام العربية ، هذه الأفلام الجيدة والجميلة في النرويج.
كيف رأيت الشعبين السوري والمصري خلال إقامتك في البلدين؟
شعبان رائعان .. وأنا أتمنى أن تنتهي المشاكل هناك ويعم السلام.
أي من الأفلام العربية التي شاهدتها في مهرجان فيلم الجنوب نال إعجابك وترك أثره فيك؟
فيلم المخرج المغربي فوزي بن السعيدي “بيع الموت” 2011 ، ، لفت انتباهي أن بن السعيدي يشتغل بشكل جميل مع الكاميرا ، وكذلك الموسيقى والحوار ، كما أن شخصيات الفيلم قوية وتقوم بأدوارها وهي شخصيات تعيش في المغرب ، والحوار بينها حوار طبيعي . ولاحظ معي انه في السنوات الثلاث الأخيرة السينما المغربية تقدمت كثيرا. توجد أفلام مغربية كثيرة مؤخرا لمخرجين معروفين مثل علوش وبن السعيدي والكيلاني وغيرهم تعالج قضايا اجتماعية وشاركت في مهرجانات عالمية مثل مهرجان “كان” وغيره. يعني هناك نحو 5 مخرجين مغاربة أقوياء جدا ويقدمون أفلاما عن الحياة الاجتماعية. ولكن بالرغم من ذلك مازالت السينما المصرية لغاية الآن هي الأكبر. ولفت انتباهي أيضا الفيلم المصري البريطاني ” أخي الشيطان” للمخرجة المصرية سالي الحسيني وهو أول فيلم لها. وهو فيلم يعالج قضية المهاجرين والاندماج في أوروبا وتعدد الثقافات ولفت انتباهي مثلما في فيلم بن السعيدي الشخصيات مثلا الأخ الكبير والأخ الصغير والحوار الذي دار بينهما كما أنها تقوم بالتقاط صورا جميلة.
كيف جاءت فكرة تنظيم فيستفال الفيلم العربي في أوسلو؟
الفكرة بدأت من خلالي أنا واثنين من أصدقائي كنا درسنا اللغة العربية معا وتعرفنا على الثقافة والسينما العربية وشاهدنا كثيرا من الأفلام العربية عندما كنا في الشرق الأوسط و قررنا نتيجة إعجابنا الشديد بها ان نعد مهرجانا يركز على الأفلام العربية فقط لأنه تقريبا هذه الأفلام غير موجودة في النرويج. سافرنا خصيصا الى مهجران دبي السينمائي والى القاهرة واخترنا أفضل الأفلام الروائية والوثائقية والتسجيلية من العالم العربي
على أي أساس اخترتم وتختارون الأفلام التي تشارك في المهرجانات؟
اهم شيء اننا نختار الأفلام الجيدة من حيث الإخراج والتسجيل والموضوع المطروح وخاصة التي تتناول الموضوعات المهمة.مثلا في السنة الأولى لفيستفال الفيلم العربي وكان سنة 2011 ركزنا كثيرا على الوضع في مصر. اخترنا مثلا فيلم “أنا والأجهزة” اعتقد انه أول فيلم تسجيلي من ميدان التحرير ودعونا المخرجة وكان هناك نقاش حول الفيلم معها وهذه السنة ركزنا على الأوضاع في سورية. وقدمنا وعرضنا فيلما للمخرجة “صوفيا عمارة” عن الوضع في سورية. وفيلم سوري آخر عن مدرسة قرآنية في دمشق مدرسة للإناث. كذلك اخترنا فيلما تونسيا عن الملاكمة النسائية في تونس. ودعونا المخرج والمنتجة الى أوسلو.
ويضيف كريستيان: لان في ناس عندنا في النرويج يعتقدون ان المرأة العربية ضعيفة ولا دور لها وأنها فقط تجلس في المنزل بدون أي عمل. كنا نريد عرض أفلاما عن النساء العربيات والفيلم التونسي كان عن ملاكمات تونسيات، وذلك لإظهار الوجه الآخر المجهول للمرأة العربية. كذلك عرضنا فيلما لبنانيا لندين لبكي.

كيف تعاملت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية ومنها العربية مع المهرجانات التي أقمتموها وهي أيام الفيلم الفلسطيني وأيام الفيلم العربي ومهرجان فيلم الجنوب العالمي؟؟؟
بالنسبة للميديا كان تعاملها بشكل جيد وكانت التغطية كبيرة وشاملة من قبل الصحافة والتلفزة والراديو في النرويج. مثل التلفزيون الرسمي النرويجي انركو ، بي بي سي النرويجية ، الجزيرة الوثائقية ، موقع الصفصاف الإخباري الثقافي العربي النرويجي من اوسلو ،كذلك صحيفة افتن بوسطن اكبر جريدة يومية نرويجية ، وصحف أخرى.
ما هي مشاريعكم الجديدة؟
نحضر لفيستفال الفيلم العربي في أوسلو .. كنت مؤخرا في مهرجان ابوظبي السينمائي ، سافرت الى هناك لمشاهدة الأفلام المعروضة واختيار بعضها للمشاركة في فيستفال أيام الفيلم العربي بالنرويج الذي سيبدأ في نيسان ابريل القادم 2013 ، بمعهد الفيلم النرويجي في أوسلو. وسوف يكون هناك أفلاما مشاركة من دول عربية مختلفة. وأريد ان أخبرك الآن انه سوف يكون هناك عرضا لفيلم لمخرجة من السعودية. فيلم جديد يقال انه يتحدث عن فتاة سعودية وحياتها وهو من إخراج هيفاء المنصور. لغاية الآن لم أر الفيلم لكني قرأت عنه وسمعت من مهتمين انه فيلم مهم و جدير بالعرض.وهو بالمناسبة أول فيلم روائي من المملكة العربية السعودية. وهناك فيلم جديد لمخرجة فيلم “ملح هذا البحر” وهو للمخرجة الفلسطينية “آن ماري” سوف يكون من ضمن الأفلام التي ستعرض في الفيستفال في نيسان – ابريل القادم. وهو فيلم روائي تاريخي من حرب حزيران – يونيو 1967 . سوف نختار مجموعة منوعة من الأفلام وانشالله سوف تنال إعجاب الجمهور.