مهرجان الفلم العربي الأول بزيورخ

لندن / عدنان حسين أحمد
برعاية جمعية مهرجان الفلم العربي الدولي بزيورخ، وبالتعاون مع فلم بوديوم زيورخ، وإدارة الثقافة في كانتون زيورخ، وتريغون فلم سوف تنطلق في السادس عشر من شهر نوفمبر الجاري فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الفلم العربي الدولي زيورخ “في القسم الناطق بالألمانية من سويسرا”، وسوف تستمر لغاية الخامس والعشرين منه، وذلك في قاعة سينما فلم بوديوم بزيورخ. وسوف يقدِّم المهرجان في دورته الأولى باقة من الأفلام المختارة تمثل أحدث ما أنتجته السينما العربية من أفلام وثائقية وروائية وأفلام الرسوم المتحركة التي تعالج مختلف الجوانب والقضايا الراهنة التي يمرّ بها مجتمعنا العربي.
يقدّم المهرجان في نسخته الأولى بانوراما صغيرة للفلم العربي تبدأ من الصحراء المغربية التي لم يُحسَم وضعها حتى الآن، وتمرّ بالمغرب العربي، وتنتهي بمصر، ثم تبدأ من الأردن، وتمرّ بلبنان لتنتهي بالعراق، وسوف يحضر خلال المدة المحصورة بين 16 و 18 نوفمبر الجاري تسعة مخرجين لكي يعطوا فكرة عن أعمالهم المشاركة في المهرجان وهم المصري أحمد عادل “ذكر وأنثى”، والعراقي عامر علوان “وداعاً بابل”، والمغربي حسن بن جلّون “المنسيّون”، والمصري محمد غزالة “معد برنامج الليالي العربية”، والمصري محمد حامد “أحمر باهت”، والأردنية مريم جمعة “الشرطيّة”، والمصري محمد رمضان “حواس”، والإسباني بيدرو روسادو “ولاية”، والجزائري طاهر حوشي، المقيم في جنيف، صاحب فلم “يدير”. كما ينظِّم القائمون على المهرجان حلقة نقاشية تحت عنوان ” صناعة الفلم العربي تحت تأثير الرقابة الحكومية”.

                              12 لبناني غاضب

أفلام المغرب العربي
انتقى القائمون على المهرجان أربعة أفلام من بلدان المغرب العربي، الأول هو فلم “ولاية” للمخرج الإسباني بيدرو روسادو. تدور أحداث هذا الفلم حول أختين تلتقيان في مخيمات اللاجئين بالصحراء الجزائرية. الأولى جاءت من إسبانيا بعد أن أمضت ست عشرة سنة هناك وحملت موروثاً ثقافياً مختلفاً، فهي لا تضع الحجاب فوق رأسها، وتقود سيارة الجيب. يا تُرى، هل تقرر هذه الفتاة العودة من حيث أتت، أم أنها تقيم بين أهلها وذويها؟ أخرج روسادو اثنا عشر فلماً نذكر منها “ملح وماء” و “السيئ”. أما الفلم الثاني فهو موقّع باسم المخرجة المغربية ليلى كيلاني ويحمل عنوان “فوق اللوح” الذي يتمحور حول مجموعة من الفتيات المغربيات اللواتي يعملن في مصنع بطنجة، لكن يتحدين الأوضاع القاهرة، ويبذلن قصارى جهودهن كي لا يفقدن الأمل بالمستقبل. من أبرز أفلام ليلى كيلاني هو فلم “على الحافة” الذي فاز بأكثر من جائزة. يعالج فلم “المنسيّون” للمخرج المغربي حسن بن جلون موضوع الاستغلال الجنسي للنساء حيث يركِّز على ثلاث نساء “يامنة وآمال ونوال” اللواتي يهربن من المغرب إلى أوروبا، لكن يواجهن في بروكسل مافيات لا ترحم حيث يتعرضن لاستغلال جنسي بشع ومُضاعف. أما الفلم الرابع والأخير من هذه الباقة فهو فلم “يدير” للمخرج والناقد الجزائري طاهر حوشي ويتمحور الفلم حول الصراع الذي ينشأ بين طفل يتحدث الأمازيغية، بينما يتعلم لغة أخرى في المدرسة، فيتأجج الخلاف بينه وبين ذويه.

الأفلام المصرية
تشترك مصر بخمسة أفلام ثلاثة منها قصيرة وهي “أحمر باهت” للمخرج محمد حامد، و “ذكر وأنثى” لأحمد عادل، و “حواس” لمحمد رمضان، وتدور هذه الأفلام الثلاثة حول دور المرأة والرجل في المجتمع العربي. أما الفلمان الآخران فهما طويلان، الأول يحمل عنوان “ميكروفون” وهو من إخراج أحمد عبدالله السيد، بطولة خالد أبو النجا، ومنّة شلبي. تدور أحداث هذا الفلم حول “خالد” الذي يعود إلى الإسكندرية على أمل العثور على حبيبته القديمة، كما كان يرغب في ترميم علاقته المتدهورة مع والده، لكنه يكتشف أن عودته كانت متأخرة بعض الشيئ، فحبيبته القديمة تتهيأ للرحيل، بينما تصل علاقته بوالده إلى حد لا يمكن إصلاحه أبداً، فيغوص في المدينة ليكتشف عالماً جديداً لم يألفه من قبل. أما الفلم الخامس فهو “القاهرة 678” للمخرج محمد دياب، بطولة بشرى، نيللي كريم، سوسن بدر، أحمد الفيشاوي وباسم سمرة الذي يتناول قضية التحرش الجنسي في الحياة اليومية من دون خدش للحياء، كما أنه ينفي مسؤولية المرأة في انتشار هذا المرض الاجتماعي المقيت.

                                      678 المصري

الأفلام الأردنية واللبنانية
تشترك الأردن ولبنان بأربعة أفلام وهي على التوالي “الشرطية” لمريم جمعة الذي يصوِّر معاناة امرأة “شرطية” مع أسرتها ومحيطها الاجتماعي بسبب المهنة التي اختارتها. أما الفلم الأردني الثاني فهو “الجمعة الأخيرة” للمخرج يحيى العبدالله الذي يرصد قصة سائق التاكسي يوسف الذي يستعرض حياته قبل إجراء عملية جراحية، وكيف تأخذ حياته منعطفاً جديداً. أما المشاركة اللبنانية فتنحصر بفلمين الأول اسمه “12 لبناني غاضب” قدّمته لينا دكاش توضح فيه تأثير عرض المسرحية على السجناء والسجانين في آنٍ معاً، وقد شارك السجناء أنفسهم في تقديم هذا العرض المسرحي الذي انضوى في حُلة فلمية. أما الفلم الثاني فعنوانه “حزن طائر اللقلق السعيد” الذي يتابع حياة زوجين شابين على وشك مغادرة بيروت على مضض خوفاً من الحرب وشيكة الوقوع.

الأفلام العراقية
تمثل العراق ثلاثة أفلام وهي “ابن بابل” لمحمد الدراجي، يتمحور هذا الفلم على قصة طفل كردي يبحث عن والده المفقود في المقابر الجماعية التي ازدحمت بها المدن العراقية كلها، لكن تركيز الفلم كان منصباً على المنطقة الوسطى من العراق التي شهدت أبشع أنواع القمع والقتل والتشريد. أما الفلم الثاني فيحمل عنوان “في أحضان أمي” وهو للأخوين محمد الدراجي وعطية الدراجي. يركز هذا الفلم على معاناة الأطفال العراقيين من آثار الحرب الأخيرة على العراق، وتعرض غالبيتهم إلى صدمات نفسية تستدعي العناية المكثفة والعلاج السريع. أما الفلم العراقي الثالث والأخير فهو “وداعاً بابل” للمخرج عامر علوان الذي يتابع فيه الجندي فرانك أوفاريل الذي بدأ يرى حرب جورج بوش على العراق كعملية احتلال، وليس تحريراً كما يزعمون، كما يصور الفلم قلق فرانك على صديقه المترجم الذي قد يتعرض إلى القتل أو الابتزاز لأنه يتعامل مع القوات المحتلة. جدير ذكره أن هذا المهرجان السينمائي الوليد ترأسه المخرجة السويسرية- العراقية، المقيمة في زيورخ، عايدة شلبفر التي أنجزت العديد من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة من بينها”الظل الأسود والأبيض”، ” الرقص الشرقي والغربي”، “الصمت”، “البحث في جوهر امرأة”، “عصابات بغداد”، “ماريونيت” و “أنا أسمي مواطن مصري”.


إعلان