صدمة “هجوم” في مهرجان مراكش

المخرج زياد الدويري

ذات الستار الذي رُفع على زخات المطر، أسدل على مفاجأة… إذ لم يكن أحد يتوقع أن يفوز الفيلم اللبناني”هجوم” بالنجمة الذهبية للدورة 12 من مهرجان مراكش السينمائي، ولا حتى مخرجه زياد الدويري. الذي صرح للصحافة بكونه لم يكن ينتظر  فوزه بهذه الجائزة في فيلم تطلب إنجازه ست سنوات ولم يؤمن بأطروحته الكثيرون. ويرى المهتمون أن الفيلم، الذي تباينت الآراء حوله، والتي ذهب بعضها لكونه جزء من “مسلسل التطبيع الإعلامي والثقافي والفني،”، مع الكيان الإسرائيلي، يعزز ذلك كون مشاهده صورت داخل الأراضي المحتلة وأراضي السلطة الفلسطينية، في حين رأى فيه البعض الآخر رؤية جديدة قائمة “على العقلانية في الدفاع عن القضية العادلة وإعطاء الآخر الكلمة.” وفي جميع الأحوال يُنتظر أن يثير جدلا في الساحة الفنية، بعد عرضه على العموم، لما تتضمنه  طروحاته المستقاة من رواية للكاتب الجزائري ياسمينة خضرا، والتي تدفع إلى تعدد التأويلات المتعلقة بمضمونه وإبعاده…

وتدور أحداث الفيلم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ أن بطلها فلسطيني جَرّاح من عرب الداخل، كما يطلق على فلسطيني الأراضي التي تم احتلالها سنة 1948، يكتشف إثر انفجار بتل أبيب، تؤدي التحقيقات البوليسية كون زوجته سهام الفلسطينية المسيحية هي من نفذت العملية… وتبدأ معاناة الزوج مع جهاز الشباك، ليقرر البحث عمّن جنّد زوجته، مما سيدفع به إلى الدخول إلى الضفة الغربية، وخلال هذه الرحلة سيكتشف، العديد من الحقائق، وعلى رأسها دافع زوجته المتمثل في  مزجرة “جنين”، تلك التي وقعت فجر الثالث من نيسان/ أبريل 2002، التي سقط فيها عدد من الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى حجم الخراب والدمار الذي تركته تلك المجزرة الرهيبة، التي جاءت بعد فشل عملية “السور الواقي” التي قام بها الجيش الإسرائيلي، والتي انطلقت شرارتها الأولى قبل اقتحام مخيم جنين، وبالتحديد صبيحة يوم الجمعة، في الثامن والعشرين من آذار/ مارس 2002، ردا على العمليات الاستشهادية التي هزت ذلك الكيان داخل الخط الأخضر…

لقد حاول المخرج في فيلمه هذا أن يعطي الكلمة إلى طرفي الصراع، وهو ما يترك الانطباع بأن الكلمة أعطيت إلى المغتصب الإسرائيلي من أجل تسويق وجهة نظره، على حساب الضحية الفلسطيني… إلا أن الحقيقة والخلاصات تفرض نفسها إذ بالمقابل يتم نقل وجهة النظر الفلسطينية إلى داخل الخط الخضر وإلى العالم، وهو ما يجب الانتباه إليه، بعيدا عن العاطفة ولغة الشعارات….

وقد شارك في بطولة هذا الفيلم كل من علي سليمان، وريموند المسيليم، وإيفغينيا دودينا، ويوري كافرييل، وكريم صالح، ودفير يينيديك، وريا سلامة، ورمزي مقديري… ويرى الكثيرون أن هذا الفيلم سيحدث جدلا فنيا نقديا وأيضا سياسيا وإيديولوجيا خاصة في هذا الظرف العربي الحساس.


إعلان