ماركو بوسكويني: وثائقياته من أجل القضية الفلسطينية

ماركو باسكويني مخرج أفلام وثائقية وروائية ايضا، يعمل بعض الأحيان في إنتاج الأفلام الوثائقية ذات الطابع الاجتماعي لذا كان مهتما بمخيم الغجر قرب العاصمة الايطالية روما، وهو يرفض تسميتهم “جيبسي” ويسميهم “رومي” . بعد تلك التجربة انتقل الى بيروت وكان تقريبا شبه مقيم هناك ويسافر ويعود الى بيروت واشتغل على فيلمه الوثائقي مستشفى غزة والذي انتهى من تصويره سنة 2009  
 اشتغل كمخرج في ايطاليا وعمل مع شعب الرومي او (الجبسي) أو الغجر والهدف من ذلك هو ان يستطيع إيصال صوت هؤلاء الناس وإعطائهم حقهم في العيش في مساكن طبيعية وليس في مخيمات وفي أوضاع سيئة. هذه التجربة مع الغجر جعلته ينتقل للعمل في المخيمات الفلسطينية في لبنان. ثم بعد تجربته في المخيمات الفلسطينية انتقل الى افريقيا وتوجه الى القاهرة للعمل على توثيق الثورة المصرية. وكذلك عمل بعض الوقت في موزامبيق وفي أماكن اخرى بالقارة الافريقية.
 

ماركو باسكيني

يتحدث ماركو عن تجربته في العالم العربي فيقول :
بدأت عملي على فكرة مستشفى غزة في سنة 2004 حيث زرت بيروت للمرة الأولى ولفت انتباهي وجود مبنى مستشفى غزة، دخلت الى المبنى وحاولت التعرف على سكانه وأقمت علاقات معهم وبدأت أستكشف ما يجري هناك في المستشفى. وأتساءل عن تاريخ هذا المبنى وعلاقة الناس به.. وكنت في البداية أحاول أن أبني العلاقة مع الناس هناك حتى أفهم من أين  أنطلق في هذا المشروع. ووجدت انه من المهم جدا الحديث عن هذا المبنى وهذه الحالة الموجودة هناك ولكي أستطيع إيصال صوت الناس من خلال المستشفى وكان من المهم جدا أن أركزعلى الطابع الإنساني في القضية الفلسطينية وليس فقط الطابع السياسي والأمني.
وكان من المهم للفيلم ورسالته ان اختار شخصيتين للفيلم ليستا فلسطينيتين وهما من ديانتين مختلفتين وليستا مسلمتين، الأولى وهي الدكتورة المسيحية البريطانية سوي شاي انغ و الممرضة الأمريكية اليهودية الين سيغ، لكي أستطيع إعطاء الطابع الإنساني للقضية.

وأضاف باسكويني
 إنه بالنسبة لي يعتبر مستشفى غزة رمزا ونموذجا للصمود وللتحدي لدى الشعب الفلسطيني ويلخص ثلاثين أو أربعين سنة أي وقت تأسيسه إلى الآن حالة الشعب الفلسطيني.  

تشارك في المعرض الفني في أوسلو للتعريف بالقضية الفلسطينية فما هي غايتك ؟
من المهم جدا بمكان أن تكون مثل هذه الفعالية ( عرض القضية الفلسطينية سينمائيا عبر الأفلام الوثائقية) موجودة هنا كي تستطيع خلق هذا التواصل وتوضح أكثر للعالم طبيعة القضية الفلسطينية والظروف التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني. والمهم في هذا النشاط بأوسلو انه ليس له طابع سينمائي فقط ولكنه ذو طابع ثقافي أكثر ويستطيع خلق تجربة جديدة. تضيف جديدا للمعرض وللناس المشاركين والموجودين هنا.

إذن أنت تعتبر أن للأفلام الوثائقية يقدم حلولا للمشاكل ؟؟
أنا لا أنجز الأفلام الوثائقية كي أقدم رسالة للناس أو كي أقدم حلولا. اعتقد ان الناس أذكياء بما فيه الكفاية كي يستطيعوا تلقي رسالتهم من هذه الأفلام. وأنا من خلال أفلامي أحاول نقل القصص التي حصلت سابقا وأحاول إيصال معلومات للناس لم تصلهم من قبل، أو ممكن أنها لم تصلهم من قبل. و بالنسبة لي الأفلام الوثائقية هي أداة لكي تستطيع إيصال مشاكل الناس ومعاناتهم حتى تستطيع تغيير ظروفهم وتمنحهم كرامة كان أحدا ما انتزعها منهم. 

يبدو أن تجربتك في بيروت فتحت لك التعاون مع من يهتمون بالقضية الفلسطينية مثل المخرجة المخضرمة مونيكا لاورير؟
بدأت علاقتي مع المخرجة مونيكا لاورير في سنة 2004 عندما بدأت العمل على فيلم مستشفى غزة. لان مونيكا تحتفظ بأرشيف ضخم عن الثورة الفلسطينية وكانت البداية علاقة عمل ثم تحولت الى علاقة شخصية مبنية على الاحترام والمودة ونحاول الآن معا  العمل على أرشيف مونيكا عن الثورة الفلسطينية والذي مدته حوالي 200 ساعة.
 حاولنا معا تحويل هذا الأرشيف الضخم الى ديجيتال لكي يكون بمتناول الناس الذين يريدون خدمة القضية الفلسطينية. ومنذ بدأت تصوير فيلم مستشفى غزة بدأنا انا ومونيكا تحويل الأرشيف الى ديجيتال بغية التمكن من استخدامه في التقنيات الحديثة. وعندما بدأ ماركو في سنة 2004 تحويل بعض مواد الأرشيف التي احتاجها لفيلمه مستشفى غزة، ومونيكا عندها كما قلنا كمية كبيرة من هذا الأرشيف موجودة في أكثر من مكان وأكثر من بلد. فجاءت فكرة تحويل كل هذا الأرشيف الى ديجتيال من اجل حماية هذا التاريخ وتوفيره للأجيال القادمة بصيغة الديجيتال. هذا وبدأ العمل بهذا المشروع بنشاط اكبر فور الانتهاء من تصوير فيلم مستشفى غزة.
 
لديك تعاون أيضا مع المخرج الفلسطيني علاء العلي:
 فعلا وقد بدأ أيضا في سنة 2004 وكان علاء ذراعي اليمين و كذلك اليسار وعملنا معا بهذه الطريقة خلال عدة سنوات.

فيلم مستشفى غزة

وفيما يخص فيلم مستشفى غزة في البداية بدأ ماركو العمل بالفيلم وتسديد تكاليفه من جيبه الخاص ومن مدخوله الشخصي. وبقي يعمل لمدة ثلاث سنوات بدون ان يأخذ مالا وبدل أتعاب من احد ولكن كان بالنسبة له الأهم في الموضوع ان ينتج هذا العمل لأنه كان يحس انه يجب ان يكمل ويعمل هذا الفيلم. 

يضيف ماركو :
في 2006 وبسبب حدوث حرب تموز توقفنا عن تصوير الفيلم، ولكننا قمنا بتصوير ثلاثة أفلام عن الحرب والدمار والقصف في لبنان، فيلم تجريبي تم تصويره في الضاحية الجنوبية لبيروت وعنوانه “اللمحات النارية”. وقمنا بتصوير فيلم ثاني بعنوان ” ينتمي الى ..” ويحكي هذا الفيلم عن مجموعة من السيدات بلبنان بقرية صريفا الجنوبية، ففي هذه الإضافة للناس العاديين بدون توجهات سياسية. وكل هؤلاء في الفيلم كانوا يتحدثون عن دورهم ورأيهم بالمقاومة في لبنان. بينا في الفيلم أن هذه المقاومة تنتمي لمكان معين وليست مجموعات مسلحة. والفيلم الثالث فيلم قصير بعنوان “العودة” عن الذين رجعوا بعد التحرير. ومن خلال هذه الأفلام التي عرضت في بعض المهرجانات مثل مهرجاني الجزيرة ولايبزيغ للأفلام الوثائقية في ألمانيا. ومن خلال تلك العروض حصل ماركو على عديد من الجوائز وبعض المال الذي  ساعده على إحضار فريق تصوير ايطالي وتأمين تكاليف الإنتاج البسيطة ومن ثم الانتهاء من إنتاج فيلم مستشفى غزة. ويوم انتهى من تصوير الفيلم جاء اتصال من ايطاليا يقول لماركو أن هناك من يمكنه تمويل الأعمال الأخيرة البسيطة للفيلم مثل أعمال المونتاج تصحيح الألوان والصوت .


إعلان