تكريم و تتويج في مهرجان الجزائر الدولي للسينما

ضـاويـة خـليـفـة – الجـزائـر

توج فيلم “يما” للجزائرية جميلة صحراوي بالجائزة الكبرى لمهرجان الجزائر الدولي للسينما “أيام الفيلم الملتزم”، في حين عادت جائزة لجنة التحكيم في نفس الفئة أي الفيلم الخيالي الطويل للفيلم الفلسطيني “زنديق” لميشال خليفي، و في صنف الوثائقي منحت جائزة لجنة التحكيم لفيلم “الهند الصينية على خطى أم” لادريسو مورا كباي من البنين، أما الجائزة الكبرى فكانت من نصيب وثائقي “الحروب الثلاث لمادلان ريفو” للفرنسي فليب روستان، و بعد الإعلان عن أسماء المتوجين في مسابقتي الفيلم الخيالي الطويل و الوثائقي تولى المخرج الفرنسي “كوستا غافراس” تقديم أخر أفلامه “رأس مال” و الذي عرض لأول مرة بالجزائر، و في سياق متصل عبّر غافراس عن عميق سعادته بالتكريم الذي خصته به محافظة المهرجان إلى جانب المناضلة بالكلمة و القلم الإعلامية “مادلين ريفو” التي غابت لظروف صحية، في حين نقل “عبد السلام شهادة” عبارات الشكر و الامتنان لكل الجزائريين و هو يكرم عن شبكة شاشات للسينمائيات الفلسطينيات.

مواضيع الأفلام المتوجة في سطور
استلهم المخرج البينيني ادريسو مورا كباي موضوع فيلمه الوثائقي “الهند الصينية على خطى أم” من قصة حقيقة عاد فيها إلى قضية الزواج المختلط و الأطفال المنحدرين من حرب الهند الصينية، بينما تناول المخرج الفرنسي فليب روستان في “الحروب الثلاث لمادلان ريفو” شخصية و كفاح المناضلة مادلين ريفو في الهند الصينية، الجزائر و الفيتنام، حيث تناول المخرج السيرة الذاتية لأصغر مناضلة خلال الحرب العالمية الثانية التي عرفت بتصفيتها لضابط نازي وسط باريس، كما توقف روستان عند أهم التحولات في حياتها كانتقالها إلى مراسلة حرب و كبيرة المحققين، أما جميلة صحراوي فقد نقلت في فيلم “يما” هموم الوطن و الأم المتمسكة بالحياة رغم كل صعابها رغم الانقسام الحاصل في بيتها و بين أبناءها الأول إرهابي و الثاني جندي و يعكس ذلك الصراع الذي عاشته الجزائر في العشرية السوداء بين السلطة و الجماعات المسلحة، في حين لم يتجرد المخرج الفلسطيني رغم اغترابه من القضية الفلسطينية في فيلم “زنديق”.

رأس المال و كواليس البنوك العالمية
صاحب فيلم “زاد” المخرج الفرنسي و اليوناني الأصل “كوستا غافراس” يعود هذه المرة في فيلمه الجديد “رأس المال” إلى بعض التفاصيل التي تحدث في كواليس أكبر البنوك العالمية، معتمدا في ذلك على الممثل المغربي الأصل “جاد المالح” المحرك لأحداث ووقائع الفيلم و الذي أدى دور “مارك تورناي” إطار بأحد البنوك ثم المسؤول الأول على  فينيكس، فقد أراد المخرج المعروف بمواضيعه الملتزمة أن يخرج “جاد المالح” من الأدوار الكوميدية في هذه التجربة السينمائية الجديدة و إظهاره بشخصية جديدة للجمهور.

جاد المالح                                                            ادريسو مورا كباي

وبالتالي وقع اختيار المخرج هذه المرة على موضوع الأزمة المالية العالمية والوضع الذي فرضته الأسواق المالية والمضاربين على اقتصاد الكثير من الدول، إذ يكشف غافراس من خلال هذا العمل المنتج سنة 2012  و المقتبس عن كتاب “رأس المال” للكاتب الفرنسي “ستيفان أوسمون  تلاعبات الأوساط المالية الدولية التي تسعى للربح الأعمى بأي طريقة، مما أدى إلى حدوث أزمة مالية عالمية، وقد ركز الفيلم على شخصية رئيسية تتمثل في عامل في أحد البنوك، و تتسارع أحداث الفيلم بوتيرة متسارعة تتناسب وعالم المال و الأعمال، ليصبح هذا العامل رئيسا لبنك دولي كبير و يجد نفسه في مواجهة بنك أمريكي للمضاربة يحاول الاستحواذ على مؤسسته البنكية والسيطرة عليها، و قد صرح المخرج “كوستا غافراس” قائلا ” لم تكن في نيتي تقديم موضوع أو فيلم سياسي بقدر ما كان اهتمامي عرض قصص تشغلني وتغضبني في نفس الوقت أحاول ترجمتها بلغة سينمائية و تقديمها للمشاهد، و يأتي هذا العمل يضيف “كوستا غافراس” ثمرة عمل تحليلي مستوحى من وضع الأزمة المالية العالمية التي لا تزال قائمة و تبعاتها تلحق بالاقتصاد العالمي.
للإشارة فإن الدورة الثانية من مهرجان الجزائر الدولي للسينما “أيام الفيلم الملتزم” عرفت مشاركة 14 دولة من ثلاث قارات ب23 فيلما، 10 أفلام طويلة و 13 فيلم وثائقي، مائدتين مستديرتين”الحدود الإقليمية للسينما الموضوعاتية” و “نظرة السينمائيون الشباب للثورة”، و قد أشرف على رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية “كمال دهان” بينما تولى السينمائي “جمال الدين مرداسي” رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الخيالية الطويلة.


إعلان