اختتام وهران : تتويج “الخروج إلى النهار”
تم تتويج الفيلم المصري “الخروج إلى النهار” لهالة لطفي بالوهر الذهبي لسنة 2012، بحضور المخرجة هالة لطفي التي تسلمت الدرع الخاص بالدورة السادسة، بينما توج الفيلم الجزائري “الجزيرة” للمخرج الشاب أمين سيدي بومدين بجائزة أفضل فيلم قصير، أما جائزة لجنة التحكيم في نفس الفئة فعادت للفيلم المغربي “اليد اليسرى” لفاضل شويكة، وبعد استحداث صنف الوثائقي اختار الجمهور جائزة أفضل وثائقي للشريط التونسي “تونس ما قبل التاريخ” لحمدي بن أحمد، و بالعودة إلى تتويجات الأفلام الطويلة عادت جائزة أحسن إخراج للجزائرية “جميلة صحراوي” عن فيلم “يما”، في حين منحت اللجنة جائزة أحسن تمثيل رجالي للممثل التونسي “هشام رستم” عن دوره بالفيلم المغربي “الوتر الخامس”، وفي المقابل توجت الفنانة المصرية “سوسن بدر” بجائزة أفضل ممثلة في فيلم “الشوق” لخالد حجر، أما الفيلم الفلسطيني “لما شفتك” لآن ماري جاسر فقد تحصل على جائزة لجنة التحكيم، بينما تحصل الفيلم التونسي “الأستاذ” لمحمود بن محمود على جائزة أحسن سيناريو، واكتفت كل من الأفلام القصيرة التالية : “النافذة” للجزائري أنيس جعاد، “برد يناير” للمصري سعد روماني و “الليلة الأخيرة” للمغربية مريم توزاني بتنويه خاص من لجنة التحكيم التي ضمت كل من بثينة كنعان خوري من فلسطين، أحمد بوغابة من المغرب، الحاج بن صالح من الجزائر و المنتج المخرج مؤنس خمار من الجزائر رئيسا.

لجنة تحكيم الأفلام الطويلة برئاسة الجزائري الأستاذ “الحاج ملياني” أشادت بالأفلام العربية المشاركة في الدورة السادسة والتي تختلف مواضيعها لكنها تحمل بعدا وطنيا، صبغة فنية ورؤية سينمائية واعدة، و بهدف ترقية الفعل الثقافي و تطوير المهرجان وإعطائه المكانة التي تليق به خرجت اللجنة بجملة من التوصيات على أمل أن تؤخذ بعين الاعتبار وعلى محمل الجد في الدورات المقبلة، ومن جملة تلك التوصيات جعل مدينة وهران قطبا إشعاعيا للسينما العربية توزيعا وإنتاجا وتشجيع المبدعين الشباب وتبني أفكارهم خاصة المستفيدين من الورشات التكوينية، كما دعت اللجنة أيضا إلى الرفع من القيمة المالية لجوائز المهرجان و إشراك المجتمع المدني في تفعيل نشاطات وبرامج المهرجان والإبقاء على قاعات السينما مفتوحة طيلة السنة و ليس فقط طيلة أيام المهرجان..
ولتدارك المواقف التي حدثت ليلة الافتتاح تم تكريم كل من الفنانة المصرية “نادية لطفي” التي غابت لأسباب صحية فتسلم التكريم عنها الفنان المصري أحمد راتب، و كذا المخرج التلفزيوني القدير “مصطفى بن حراث” الذي ورغم حالته الصحية أتى لمقاسمة الجهور تلك اللحظات و تسلم التكريم الذي خصته به إدارة المهرجان عرفانا وتقديرا لسنوات من العمل و العطاء التلفزيوني.
الأركسترا السيمفونية و الموسيقى التصويرية
على عكس حفل الافتتاح الذي كان هزيلا و مخيبا للآمال بسبب سوء التنظيم، جاء حفل اختتام الدورة السادسة من مهرجان وهران للفيلم العربي لائقا خاصة وأن الجزائر تحتفل بخمسينية الاستقلال وبضيوف المهرجان والحضور الذين أعجبوا بالمختارات الموسيقية التي تنوعت بين الموسيقى التصويرية لأضخم الأعمال الفنية العربية كالرسالة، رأفت الهجان وعطلة المفتش الطاهر وأشهر الأغاني الوطنية مما جعل الضيوف العرب يقفون منبهرين و مصفقين للأداء المتميز ولحماسة الجمهور.
تقييم أوّلي للدورة السادسة و اعتراف بتراجع المهرجان
ساعات قبل اختتام الدورة السادسة من عمر المهرجان عقد بوزيان بن عاشور المكلف بالإعلام و الاتصال ندوة صحفية أجاب فيها على أسئلة الصحفيين، وتحدث عن أهم النقائص و المشاكل التي ميزت الطبعة السادسة من المهرجان وأبرزها مشكل صالات العرض حيث قال إن السلطات أخلت بوعودها وعلى رأسها والي الولاية الذي وعد بتجهيز وترميم القاعات السينمائية المغلقة للإسهام في إنجاح التظاهرة وهو لم يتم فعلا مما دفع بمحافظة فوفا لطلب ترخيص بالإذن لترميم قاعتين لاحتضان بعض العروض الخاصة بهذه الدورة على حساب المهرجان اقتطاعا من الميزانية الخاصة به، من جهته قال رئيس دائرة السينما و السمعي البصري بوزارة الثقافة و مدير المركز الوطني للسينما “عبد الكريم آيت أومزيان” أنه لو منحت لوزارة الثقافة كل الترخيصات لتدعمت عروض المهرجان بأحدث التقنيات والتجهيزات بما فيها الدي سي بي”، كما تحدث بن عاشور عن إمكانية إدراج مادة تلزم المخرج، المنتج أو الممثل بحضور فيلمه، وفي حال عدم حصول ذلك يلغى الفيلم مسبقا ويعوض بآخر لأن هذه الدورة وعلى غرار الدورات السابقة سجلت غياب أصحاب الأفلام، وفي سؤال عن سبب عدم عرض الفيلم السعودي “وجدة” لهيفاء المنصور أجاب بوزيان بن عاشور قائلا ” لم نمنع عرض الفيلم بل العمل لم يصلنا أصلا “، أما عن المشكل الذي وقع بلجان التحكيم و اكتفاء لجنة الأفلام القصيرة بثلاثة أعضاء و مؤنس خمار رئيسا قال بن عاشور “إن بعض السينمائيين الذين استدعيناهم لم يلتزموا بالرد و وضعونا في مواقف لا نحسد عليها” مما اضطر مؤنس خمار للتصويت مرتين ليصبح مجموع الأصوات خمسة كون اللجان يجب أن تكون فردية لتتم عملية التصويت بشكل سليم، هذا و سيتم خلال الأسابيع المقبلة عرض حصيلة مفصلة للتقييم النهائي لهذه الطبعة عسى أن يباشر المنظمون هذه المرة في التحضير مسبقا للطبعة السابعة من المهرجان كما وعد به المكلف بالإعلام و الإتصال بوزيان بن عاشور خلال الندوة الصحفية، و ككل مرة وعلى غرار العديد من المهرجانات الجزائرية لم يكشف المكلف بالاتصال عن ميزانية التظاهرة وقال إنها أقل بكثير من 22 مليار سنتيم كما هو متداول في الأوساط الإعلامية.

كواليس هذه الدورة
لم يستقطب المهرجان هذا العام أسماء فنية عربية كبيرة عكس الدورات السابقة وقد اتهم بعضهم الفنانة رانيا فريد شوقي مثلا بأنها وبعد أيام قليلة قضتها بوهران فضلت أخذ المبلغ المالي الذي منحتها إياه محافظة المهرجان و العودة إلى ديارها …
بعض الفنانين المشاركين سواء كضيوف شرف أو الحاضرين بأفلامهم لم نلمحهم إلا مرات قليلة في صالات العرض لمتابعة باقي الأفلام فمنهم من فضل التوجه ل”سانتا كروز” و أخد صور تذكارية في أجمل الأماكن السياحية ومنهم من فضل الاستمتاع بالمناظر الجميلة والواجهة البحرية المطلة على فندق الميريديان …
أيضا بدا الوفد السوري شديد الحذر بل كل الحذر في تصريحاته وتجنبه الحديث مع الصحافة والخوض في السياسة خوفا من أي سؤال عن الوضع السياسي الذي تعيشه سوريا بل ومنهم من رفض إجراء حوارات مع موقع الجزيرة الوثائقية على سبيل الذكر رغم أن تلك الحوارات التي كانت ستجمعنا ببعض الممثلين أو المخرجين لم يكن موضوعها القضية السورية بل تمحورت حول السينما السورية والتي تهرب المشاركون فيها من بعض الأسئلة المتعلقة برؤيتهم كسوريين لمستقبل بلادهم …
لكن رغم كل الصعاب و المشاكل التي سبقت انطلاق الدورة السادسة والتحضير لها في ظرف قياسي تمكن القائمون على المهرجان من ضمان كل العروض السينمائية التي أقيمت على الهامش …
النقطة التي تحسب أيضا لمحافظة المهرجان هو فصلها الفن عن السياسة وعدم خوضها في التوجهات السياسية لأصحاب الأفلام المشاركة أو ضيوف وهران عكس العديد من المهرجانات التي اعتذرت أياما قبل انطلاق فعالياتها لبعض المخرجين وهو ما حدث مع المخرج السوري “جود سعيد” الذي رُفض فيلمه في بعض المهرجانات الدولية بسبب مواقفه السياسية التي تعبر عن قناعته الشخصية، وله كامل الحق في ذلك…
يبقى الفرق و الفارق كبيرا بين الطبعات الثلاث الأولى في عهد حمراوي حبيب شوقي والطبعات الثلاث الأخيرة من المهرجان يصنع أحاديث العام و الخاص فلا أحد يكف عن التنويه وذكر البدايات الأولى للمهرجان الذي استقطب أسماء فنية كبيرة وتغطية إعلامية للحدث من قبل أكبر المحطات التلفزيونية والمجلات العربية و العالمية …