وثائقي فلسطيني يتساءل : “هل تحب هتلر”..

هتلر يلتقي أمين الحسيني

“هل تحب هتلر؟” سؤال يطرحه المخرج الشاب سمير قمصية في فيلمه “الوقوع في حب ألماني” على الشباب من حوله في جامعته ومنطقته، وجميعهم يجيبون بنعم وأغلبها أسباب تتعلق بتخلص هتلر من اليهود.
 ويستغرب المخرج من حب شباب مدينته لهتلر رغم أنه كان السبب الرئيسي وراء هرب اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة إسرائيل، كما يوضح لاحقا أحد أساتذة جامعة بيرزيت حين يؤكد في الفيلم وجود اتفاقية بين الحركة الصهيونية وهتلر لطرد يهود أوروبا إلى أرض فلسطين، وان الصورة الشهيرة التي جمعت هتلر مع القائد الفلسطيني أمين الحسيني ما هي إلا لقاء دبلوماسي اعتيادي، وليس دليلاً على تحالف فلسطيني مع هتلر.

 كما يقابل المخرج سياسياً فلسطينياً من حركة فتح معروف بلقب هتلر، ويحكي له الأخير أن أصدقاءه في الجامعة أطلقوا عليه هذا اللقب لتزمته في النقاش وإصراره على آرائه، والآن بعد مرور عقود طويلة لا يزال يحمل اللقب ذاته الذي غدا أكثر شهرة من اسمه.
ولولا استخفاف المخرج بفيلمه والذي يتكلم خلال دقائقه الاثنين والعشرين باللغة الفلسطينية العامية _ بقوله أن موضوع هتلر اختاره بالصدفة في حين كان يود تصوير فيلم عن الجنس_ لاتخذ الفيلم وجهة الجدية بشكل أفضل، ولولا إصراره على تكرار ليس مفهوما لتصوير نفسه وهو يتحدث إلى صديقته الألمانية كل ليلة عبر الانترنت دون سبب يخدم حبكة الفيلم، لاستطاع إبراز تيمة فيلمه بشكل نقدي وعرف أسباب انتشار هذه الظاهرة في مدن الضفة الغربية وغزة وهي الوقوع في حب هتلر.

وكان الفيلم قد عُرض في مركز القطان للطفل في غزة خلال الدورة الثانية من مهرجان “شورتات” للأفلام القصيرة، وذلك بالتعاون مع مسرح وسينماتك القصبة في رام الله، بدعم من مؤسسة كونراد الألمانية.

وتستمر فعاليات المهرجان الذي يعرض حوالي عشرين فيلماً فلسطينياً وعربياً وأجنبياً تناقش مواضيع اجتماعية وسياسية في غزة ورام الله وبيت لحم، أسبوعا ينتهي خلال شهر ديسمبر الجاري.

مهرجان “شورتات” للأفلام القصيرة

وقالت لانا مطر منسقة العلاقات العامة لمركز القطان في غزة أن الهدف الرئيسي من المهرجان إحياء ثقافة السينما وتعزيزها في المجتمع الفلسطيني والانفتاح على الثقافات الأخرى، مشيرة إلى أنها الدورة الثانية للمهرجان، إذ نظموه بالموعد ذاته من العام الماضي وبالتعاون مع مسرح وسينماتك القصبة أيضاً.
وأضافت أن الإقبال في الأيام الأولى كان الأفضل وخاصة في برنامج الأطفال ولكن سرعان ما تناقص في الأيام اللاحقة.

وافتتح المهرجان بعرض فيلم “قطرة” للمخرج الفلسطيني المثير للجدل محمد بكري، وكان المهرجان مقسم إلى عدة برامج حيث كان هناك يوما للبرنامج الفلسطيني وعرض فيه أفلام لمخرجين فلسطينيين كفيلم محمد بكري، وكذلك فيلم “التين والزيتون” للمخرجة الفلسطينية جورجينا عصفور، وهناك البرنامج  الفرنسي حيث عرضت مجموعة من الأفلام الفرنسية القصيرة الحديثة، والبرنامج الألماني الفلسطيني الذي جاء إخراجه وإنتاجه مشتركا كفيلم “الوقوع في حب ألماني” وفيلم “عريفة”، وهناك برنامج الأطفال الذي يتم فيه عرض أفلام رسوم متحركة قصيرة مثل فيلم “دجاجة صبا” وهو فيلم تونسي للمخرج رفيق رناي.


إعلان