حنان العبد الله : مخرجة “ظل راجل”.

فازت المخرجة المصرية الشابة حنان عبد الله بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الدوحة تريبكا الأخير في إطار مسابقة الأفلام العربية. وهذا أول فيلم تخرجه هذه المخرجة الشابة حول قضية المرأة في المجتمع المصري. وقد لقي فيلمها استحسان كل المراقبين مما يبشر بميلاد مخرجة تنتمي إلى الجيل الجديد في مصر.

أول سؤال سيكون تقليديا: كيف رأيت مهرجان الدوحة للأفلام السينمائية؟ خاصة وأنك كمخرجة شابة ومن أصغر المشاركين في المسابقات الرسمية ؟ 
كان لي كل الشرف أن أشارك في مهرجان مثل مهرجان الدوحة للأفلام وفيلم “ظل راجل” هو أول فيلم لي أشارك به، والإيجابي في الأمر أنه أصبحت هناك مهرجانات سينمائية عربية تدعم السينمائيين العرب وهو ما يعطيهم مساحة لعرض أفلامهم ويوفر لهم فرصة للانتشار في العالم، وهذا يعني أيضا أن هناك “تنمية” للفن العربي والسينما العربية.

أول تجربة سينمائية لك كانت وثائقية فهل هو اختيار أم ضرورة؟

كان هذا اختيارا مني، فأنا مهتمة بالأفلام الوثائقية منذ فترة طويلة وعندما كنت في الجامعة كنت أتابع دروسا في الأفلام التسجيلية وكنت أفكر في مشاريع وثائقية رغم أن دراستي كانت في اختصاصيْ السياسة والفلسفة.

حنان عبد الله

اختيارك الأفلام الوثائقية كان مقصودا، إذًا فكيف تعرفين الفيلم الوثائقي؟
أولا أنا أعتبر الفيلم الوثائقي ليس ريبورتاجا وهذا أهم شيء لأن الأفلام الوثائقية تتحدث عن حكايات حقيقية وتعطي فرصة للتواصل الشخصي مع المشاهد أيا كان الموضوع أو الشخص أو الحكاية، كما أني أعتبر أن الأفلام الوثائقية تحكي الحقيقة.

فيلم “في ظل راجل” كيف بدأتيه؟ هل أنت تتحدثين عن فكرة واضحة وهي تحدي المرأة، أم عن شخصية معينة تعبر عن المرأة، أم أنك تبحثين عن قصة المرأة المصرية التي تناضل عبر التاريخ؟
أنا أتحدث عن فكرة نضال المرأة المصرية وأقل ما أقوم به تجاهها هو أن أنجز فيلما وثائقيا، لكن لا يمكن فصل المواضيع عن بعضها بسهولة لأنه في النهاية فإن الفكرة الأصلية للفيلم ستحدد نوع الأشخاص الذين سيشاركون في الفيلم، وفي هذا الفيلم بالذات كانت هيئة الأمم المتحدة تريد اختيار فيلم يتحدث من جديد في موضوع المرأة بعد الثورة المصرية وقد ترشحت لهذه المهمة وبدأت أصور في بيتي أو في محيطي ومع جليستي في البيت، وفي الحقيقة لم يخطر على بالي أن أختارها في البداية لكنها كانت تمثل السيدة المصرية التي يمكن لكل أحد أن يقابلها، وقد كانت تزور القاهرة بعد الثورة وجلست معي تتحدث وتشرب الشاي وفجأة خطر على بالي أن أختارها للفيلم لأن أهم شيء عندي هو أن يتعاطف المتفرج مع الأشخاص الذين يشاهدهم في الفيلم حتى يحس أكثر ويفهم أكثر ويتساءل أكثر عن المواضيع التي يطرحها الفيلم.

لكني أعتبر شخصيا أن سبب نجاح الفيلم أنك من حين لآخر تغيبين عن الواقع وتعملين على موضوع الخيال فهل هذا صحيح؟
هذا ممكن فكل شخصية في الوجود لها أبعاد مختلفة بحسب السياق الذي توجد فيه، كما أن بطلة الفيلم الحاجة وفاء هي أيضا شخصية خيالية بالنظر إلى طبيعتها فهي سينمائية وقوية جدا في شخصيتها.

لماذا اخترت أن تكون شخصياتك النسوية في الفيلم شخصيات قوية؟
لكن هناك نماذج نسوية أخرى كانت تبكي مثلا، رغم أني أعتبر ذلك مظهرا من مظاهر القوة فهذا يعني أن الشخصية غير خائفة من إظهار أشياء حميمية في سلوكها، وأنا أرى أن الدموع نعمة وليست ضعفا.

هل هناك خلفية إيديولوجية في مواضيع أفلامك؟
لا بل هناك أسئلة أنا أطرحها في أفلامي، وهذا يعني أن في أفلامي أفكارا وليست إيديولوجيات.

سؤال افتراضي: لو كان الفيلم قبل الثورة المصرية هل كنت ستصورينه بنفس الطريقة؟
أظن أن الجواب هو نعم ولن يكون فيه الكثير من التغيير، لكن الفرق هو أن كل الشخصيات في الفيلم كانت تعرف أن هناك فرصة الآن للتغيير في مصر وهذا أثّر في طريقة كلامهم وفي تأملاتهم وفي خوفهم، وكان ذلك مدعاة للتفاؤل.

هل يمكن أن نصنفك بأنك من المخرجات المصريات الشابات لما بعد الثورة؟ وهل تعتقدين أن الثورة المصرية  كانت أيضا ثورة في السينما أم أنها ثورة في السياسة فقط؟
أنا أعتبر أن الفن والسينما والثقافة بشكل عام تعبير عن المجتمع حتى لو كان ذلك أمرا غير واضح تمام الوضوح، وأنا أرى أنه لو اكتملت كل أشكال الثورة فعلا فإنها ستبلغ السينما لأنها جزء من تلك الأشكال، بل السينما قد تتسبب في وجود حركة ثانية أو موجة ثانية في الثورة، فالفن والسينما نابعان من المجتمع نفسه.


إعلان