انطلاق المهرجان الدولي لفيلم البيئة بالقيراون
تونس – صالح سويسي
انطلقت بعاصمة الأغالبة فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي لفيلم البيئة بالقيروان. ويشارك في الدورة الجديدة التي تحمل شعار “الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في تونس” 52 فيلمـًا في المسابقة من 18 بلدًا وهي ألمانيا، بلجيكا، بركينا فاسو، كندا، الصين، مصر، فرنسا، العراق، روسيا، سويسرا، وتونس، في حين يشارك في فعاليات المهرجان سنمائيون ومهتمون من 5 بلدان. وبرمجت لجنة التنظيم ندوة علمية حول “الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في تونس” ومائدتيـْن مستديرتيـْن الأولى حول “الإسلام والبيئة’ والثانية تتعلق بـ “السياحة البيئية” فضلا عن معرض رسوم ونحوتات لجمعية ثقافية مغربية وزيارة المدينة/المحمية الطبيعية للجهة “محمية التواتي” بمنطقة نصر الله.

وأعد المنظمون برنامجا منوعا للدورة التاسعة والتي كان من المفروض أن تكون العاشرة غير أنّ الظروف التي مرت بها تونس العام الماضي حالت دون التئام المهرجان الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة العربية. وكان اليوم الأول مخصصا للافتتاح ثم “الإضاءة الأولى” للتظاهرة مع الندوة العلمية التي أدارها الخبير الدولي محمد عادل الهنتاتي، وشارك فيها المنجي الخماسي بمداخلة حول “دسترة الحقوق البيئية” وعامر الجريدي بمداخلة حول “الانتقال الطاقي بين المفهوم والتطلعات” ولطفي عزوز بشهادة حول “تجربة نيجيريا” والهادي علي بمقاربة حول موضوع “الغاز الصخري” ولطفي البريكي الذي قدم مداخلة بعنوان “البديل الطاقي”.
وإلى جانب عروض الأفلام تضمن برنامج المهرجان أنشطة أخرى مثل عرض ملابس تقلدية مغربية وأعمال فنية ومنحوتات فضلا عن عرض فلمين قصيريـْن لجمعية إبداع للفنون والثقافة من المغرب، مع تظاهرة بعنوان “قضايا البيئة في رسوم الأطفال” في شارع الثقافة، وزيارة لمحمية ‘التواتي’ (نصر الله، القيروان) الطبيعية وجولة في المدينة العتيقة. ليختتم المهرجان يوم الأحد.
المهرجان يثير الجدل
وكانت عديد وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية العربية منذ أيام، تداولت خبرا مفاده أنّ العاصمة الإماراتية أبوظبي ستحتضن في شهر مارس/آذار من العام المقبل أول مهرجان دوليّ لفيلم البيئة في المنطقة العربية، الخبر يثير أكثر من تساؤل خاصّة أنّ أول مهرجان دولي خاص بسينما البيئة تأسس في مدينة القيروان التونسية منذ سنة 2010.
وباتصالنا بالسيد عمر النقازي مؤسس المهرجان لم يخف استغرابه من الخبر، وقال أنّ “المهرجان وفكرته كانت تونسية بالأساس، مضيفا أنّ المهرجان تنظمه جمعية الفنّ السابع منذ تأسيسه وكانت آخر دوراته سنة 2010 قبل أن يحتجب العام الماضي ليعود هذا العام بداية من 3 ديسمبر المقبل.
وفي هذا السياق يقول النقازي “قرأنا في عدة صحف ومواقع خليجية وعربية، ما مفاده أنّ دولة الامارات المتحدة تستعد لاحتضان المهرجان الدولي لفيلم البيئة في شهر مارس المقبل واعتبرته حسبما صرحت به شركة الانتاج الإعلامي “ميديا لاب” التى تبنت تأثيث هذا المهرجان أنّه الأول في العالم العربي، ومن هنا أردت أنْ أوضح وأطلع الرأي العام على الاستحواذ والهيمنة على أفكار الناس..”
ويواصل النقازي “أعتقد جازما أنّ المهرجان الدولي لفيلم البيئة بالقيروان هو الأول والذي تمّ تأسيسه سنة 2001 وبالتحديد في 16 ماى 2001 وهو إلى الآن ما زال قائما وستنعقد دورته التاسعة إن شاء الله في الفترة من 3 إلى 9 ديسمبر 2012 هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إنّ المملكة العربية السعودية أنشأت مهرجانا للبيئة وقع تسميته مهرجانا دولي للحياة الفطرية وإنشائها كان في سنة 2004 ثم لم يذكر بعد، كذلك مصر أسّست مهرجان فيلم البيئة سنة 2006 وقام بتأثيث دورتين ثم توقف..”

ويؤكد النقازي أنه في سنة 2005 وبالتحديد في شهر فيفري وبمناسبة إمضاء “الأطلسي البحرى” بدولة الإمارات تمّ استدعاؤه كمؤسس لمهرجان القيروان وتمّ الإمضاء على اتفاقية قيام مهرجان دولي لفيلم البيئة في أبوظبي تحت رعاية نادي التراث الإماراتي. ويستغرب اليوم تصرح دولة الإمارات بأنّ مهرجانها هو الأول في العالم العربي بينما هو يحتلّ المرتبة الرابعة ويتساءل والكلام له “فهل أن المسؤولين في الإمارات وأخصّ منهم السيخ أحمد بن حمدان آل نهيان رئيس أمناء هذا المهرجان ليس له مستشارون يرشدونه ولا يغالطونه؟..”
وكان خبر تنظيم أول مهرجان دولي لفيلم البيئة في أبوظبي قد انتشر في عديد المنابر الإعلامية وجاء فيه “تستضيف العاصمة الإماراتية أبوظبي وعلى مدار ستة أيام خلال الفترة من 9 إلى 14 مارس 2013، أول مهرجان دولي لأفلام البيئة في العالم العربي، وتنظمه شركة الانتاج الإعلامي “ميديا لاب”، ويأتي الحدث تحت إسم مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة. وصرح الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان، رئيس مجلس أمناء المهرجان، أن الفكرة تنبع من مسؤولية كل فرد تجاه الكون الذي نعيش فيه، حيث الكل معني به وبخطورة التحديات البيئية التي تواجهها البشرية اليوم ومستقبلاً، خاصة في ظل ما يقوم به الفرد من ممارسات تسهم في خلق نوع من التحديات البيئية التي تضعنا أمام مسؤوليات كبيرة، وسط أرقام مذهلة ومفزعة لحجم وعدد الكوارث المناخية التي تعصف بكوكب الأرض بسب تفاقم التغير المناخي والاحتباس الحراري وهناك الكثير من الطرق التي تسهم في زيادة الوعي البيئي لدى الجمهور وأكثرها فاعلية هي الإعلام والفنون..”
وأضاف آل نهيان أن المهرجان يستهدف “الترويج الجماهيري لأهمية المحافظة على البيئة من أجل أن تصبح الأرض مكاناً أفضل للحياة”، واستطلاع ومواكبة كل ما هو حديث وجديد في مجالات التوعية والحفاظ على البيئة. ويسير الحدث جنباً إلى جنب مع خطة أبوظبي 2030 والتي تولي اهتماماً كبيراً للجانب البيئي في العاصمة من خلال الحفاظ على التنوّع الأحيائي. كما يحرص المهرجان على دعم مشروعات الأفلام السينمائية والوثائقية المعنية بالبيئة بهدف زيادة تفاعل الإنسان مع البيئة بصورة إيجابية. وأشار رئيس مجلس أمناء المهرجان إلى أن المهرجان سيسعى لوضع أسس علمية وعملية راسخة لصناعة الفيلم البيئي في العالم العربي، ومن أجل التوصل إلى حلول توعوية..”