عرض فيلم “الإسلاميون” بمكتبة الإسكندرية
الإسكندرية:سميرة المزاحى
ينظم مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، في إطار برنامج السينما لشهر فبراير، عرض لفيلم “الإسلاميون”؛ وهو فيلم تسجيلي من إنتاج قناة الجزيرة، وإخراج أحمد محفوظ، وذلك في الفترة من الأحد المقبل الموافق 12 فبراير، حتى الخميس الموافق 16 فبراير.
ويعرض مركز الفنون نسخة أصلية مهداة من المخرج أحمد محفوظ. ويقدّم الفيلم في 17 حلقة، مدة الحلقة 50 دقيقة. قدم نص الفيلم الدكتور بشير نافع، وهو تصوير شريف هلال، ومونتاج هيثم كرم ومحمد فرج ومؤنس عبدالمنعم وريم فريد، وميكساج حسام شيكو، وموسيقى تامر كروان، وقراءة التعليق لسالم الجحوشي.
تبدأ الحلقة الأولى من الفيلم بتسليط الضوء على الموقع الذي يحتله الإسلام والمسلمون في عالم اليوم، وعلى بروز الإسلام باعتباره مركز جدل واهتمام عالمي، وتشير إلى أن أكثر هذا الجدل والاهتمام يدور حول التعبيرات السياسية للإسلام. وبعد تقديم رؤية مختصرة للأسباب التي أدت إلى ولادة الإسلام السياسي، تتطرق الحلقة إلى أثر القوى الإسلامية السياسية في مجالات الثقافة والاجتماع والفكر، وفي شكل خاص في المجال السياسي.
وتستعرض الحلقة بعضاً من إنجازات التيار الإسلامي السياسي، أو ما يعتبره أنصاره إضافاته الإيجابية للمجتمعات العربية والإسلامية وقضايا هذه المجتمعات الكبرى؛ وتستعرض في المقابل الانتقادات الرئيسة التي يوجهها خصوم التيار الإسلامي السياسي له.
وتتناول الحلقة الثانية جيل الآباء الإسلاميين الإصلاحيين، الذين برزوا في النصف الثاني للقرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ولماذا يعتبروا من أهم ظواهر الإسلام في العصر الحديث، وانتشارهم في كافة أنحاء العالم الإسلامي، بالرغم من أنهم لم ينتظموا في إطار واحد، وهمومهم المشتركة في الحفاظ على قيم الإسلام وهوية أبنائه في مواجهة حركة تحديث عاصفة واختراق غربي ثقافي واقتصادي، واستعمار أجنبي.
وتسلط الحلقة الضوء، في شكل خاص، على ثلاثة من أبرز الإسلاميين الإصلاحيين وأوسعهم تأثيراً: جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، ورشيد رضا، وذلك باستعراض موجز لحياة كل واحد منهم، وعلاقتهم ببعضهم البعض، كون عبده كان تلميذاَ للأفغاني ورضاً تلميذاً لعبده، وعلاقة كل منهم بالأحداث والتحولات التاريخية الكبرى التي كان شاهداً عليها أو شريكاً فيها.
وتستعرض الحلقة الثالثة تأسيس جماعة الإخوان المسلمين بمصر في 1928، من خلال تسليط الضوء على نشأة وتكوين زعيمها ومرشدها الأول حسن البنا. وتقدم الحلقة التفاصيل الهامة في سيرة حسن البنا، وتركز في شكل خاص على خلفيته غير العلمائية، وعلى تطور ميوله من التصوف إلى التأثر بمقولات الجيل الثاني من الإصلاحيين، مثل رشيد رضا ومحب الدين الخطيب، وبالأحداث التي عصفت بالحياة المصرية الفكرية والسياسية في العشرينات.
ويناقش الفيلم في إحدى حلقاته مرحلة الصعود الثاني للتيار الإسلامي السياسي بتسليط الضوء على الهزيمة العربية في 1967 وآثارها العسكرية والمعنوية الفادحة، وكيف أن الهزيمة فتحت نافذة لعودة الخطاب الإسلامي السياسي، سيما في أوساط الطلاب.
وتتناول حلقة أخرى الثورة الإسلامية في إيران، باعتبارها المثال الأبرز على اتجاه الثورة الشعبية في حالة الإحياء الإسلامي السياسي المعاصر.
وتتناول الحلقة العاشرة لحظة مفصلية في تاريخ الحركات الإسلامية وهي لحظة الصدام العنيف بين بعض الحركات الإسلامية والأنظمة الحاكمة، وتدور الحلقة الأخيرة في كليتها على النموذج التركي، باعتباره واحداً من أهم نماذج العلاقة بين الدولة الحديثة في العالم الإسلامي والتيار الإسلامي السياسي الإصلاحي. تبدأ الحلقة بتسليط الضوء على انتصار حزب العدالة والتنمية، حديث التأسيس، في الانتخابات التركية البرلمانية في 2002، باعتباره حدثاً فريداً وغير متوقع: أولاً لأن الانتصار كان كافياً لأن يشكل الحزب وزارة مستقرة، تتمتع بأكثرية برلمانية كبيرة، بدون اللجوء لتآلف حزبي كما أصبح معتاداً في السياسة التركية؛ وثانياً، لأن حزب العدالة والتنمية وإن كان حزباً علمانياً – محافظاً، فإن قادته في أغلبهم من أعضاء حزب الرفاه، ذي التوجه الإسلامي المعروف.