الناقد مصطفى درويش يعود لندوته الشهرية
بعد وعكة صحية جعلته يلازم المستشفى للعلاج يعود الناقد الكبير مصطفى درويش إلى تقديم ندوته الشهرية فى جمعية نقاد السينما المصريين بقلب القاهرة. اختار فيلم ” المرج الباكى” للمخرج اليونانى الكبير ثيو أنجلولوبولس الذى فقد حياته فى حادث مرورى فى يناير من هذا العام. وهى يحظى بتقدير النقاد العرب لخصوصية أسلوبه وأفكاره الفريدة.
بدأ مصطفى درويش مشواره الجاد والحقيقى مع السينما عندما عين كمير للرقابة عام 1962فى وزارة ثروت عكاشة ثم مرة أخرى عام 1964فى وزارة عبد القادر حاتم، يقول عن نفسه : ” لا يوجد فرد عاش فى القرن العشرين ليس له مشوار مع السينما سواء عن طريق المشاهدة أو الاشترك فى صنعها أو نقدها، نحن نعيش عصر الصورة ونتكلم لغة السينما وهى عودة إلى الهيروغليفية التى تكتب بالصور. ولدت فى أول مارس 1928بينما ظهرت السينما فى مصر عام 1927 ولدت معها ومع الإذاعة المصرية ، مع الصوت والصورة ومع الإرهاصات الأولى لثورة الاتصالات. كنت أحكم على الأشياء بالصورة، وكنت فى الثامنة من عمرى وشاهدت صورة لهتلر وموسولينى ، كنت أرى هتلر مخبولا فى صورته الشهيرة مادا يده بالتحية المعروفة. تأثرى بالصورة وحكمى من خلالها جعلنى أرغب فى أن تمتلك الصورة حرية التعبير التى يمتلكها شاعر ما يكتب بحرية دون أن يمنعه أحد. يضحك ويواصل : ” يمكن منعها بعد ذلك ولكنهم لا يقدرون على منعها أثناء الكتابة، لحسن الحظ نجحت ثورة الاتصالات والانترنت أن تقضى على الرقابة تماما أو على الأقل نجحت فى مواجهتها. أنا الرفيب الوحيد فى العالم الذى عين مرتين ورفد مرتين . عندما أستعيد التجربة أتذكر أننى لا أمتلك عقلية الموظف الذى يقول فقط نعم وأفندم. أصحاب المراكز العليا والسطة عموما تعشق هؤلاء. ولم أكن يوما واحدا منهم.
لا يوجد فرد عاش فى القرن العشرين ليس له مشوار مع السينما سواء عن طريق المشاهدة أو الاشترك فى صنعها أو نقدها، نحن نعيش عصر الصورة ونتكلم لغة السينما وهى عودة إلى الهيروغليفية التى تكتب بالصور.