افتتاح قاعة شندرلي و انطلاق بانوراما الوثائقية
ضاويـة خلـيفـة – تلمسان
تم نهاية الأسبوع الماضي بولاية تلمسان افتتاح سينماتيك ”جمال الدين شندرلي”أو ”الكوليزي” سابقا، حيث تم تجديدها و تجهيزها بأحدث المعدات و التقنيات بطاقة استيعاب تقدر ب 600 مقعد، بعدما ظلت مهملة لمدة تقارب عشرين سنة، و بذا تكون ولاية تلمسان قد تعززت بصرح ثقافي أخر وجديد يضاف إلى سلسلة القاعات السينمائية و الانجازات التي تدعمت بها الولاية في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية التي ستختم شهر ابريل المقبل.
افتتاح قاعة سينما ”جمال الدين شندرلي” تميز بحضور عدد كبير من الممثلين، المخرجين و السينمائيين كبن عمر بختي، بهية راشدي، فريدة صابونجي،محمد عجايمي، لمين مرباح، غوثي بن ددوش، و كذا بعض المسؤولين في مقدمتهم عبد الحميد بلبليدية المنسق العام للتظاهرة و رابح حمدي المفتش العام لوزارة الثقافة و ممثل وزيرة القطاع خليدة تومي، الذي أكد في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، أن افتتاح سينماتيك شندرلي هو بمثابة استثمار في الثقافة الجزائرية، يضاف إلى مجمل المشاريع و الانجازات التي استفادت منها تلمسان مؤخرا، معتبرا أن هذا الصرح الثقافي الذي يحمل اسم أحد أيقونات السينما الجزائرية سيساهم في دفع عجلة المشهد السينمائي و إبراز دور التنمية الثقافية في عملية التشييد الكامل و الشامل للبلاد.
من جهته أشاد ”حكيم ميلود” مدير الثقافة لولاية تلمسان بالجهود التي بدلتها وزارة الثقافة لاستعادة بعض القاعات و إعادة هيكلة قاعة شندرلي التي كلفت خزينة الدولة 12 مليار سنتيم، في انتظار استلام قاعتين جديدتين و يتعلق الأمر بقاعة ”إفريقيا” و ”لوراست”، معتبرا أن مثل هذه الهياكل و المنشآت ستسهل على الجميع عملية ترويج الثقافة و الفن الجزائري، و ستسمح للمبدع السينمائي بالترويج لإنتاجه، و من شأنها أيضا الإسهام في استعادة السينما الجزائرية لبريقها كما كانت عليه في الستينات و السبعينات من القرن الماضي.

شندرلي قامة سينمائية و روائع ببصمة وطنية
و كما كان مبرمجا عقب الافتتاح الرسمي تم عرض ثلاث أفلام للمخرج السينمائي الراحل جمال الدين شندرلي، حيث استمتع الجمهور بفيلم ”جزائرنا”، ”صوت الشعب”، و ”ياسمينة”، أعمال تشترك كلها في دفاع شندرلي المجاهد و السينمائي عن الثورة الجزائرية إذ يعتبر من الفنانين الذين حملوا الهم الوطني و أرادوا تصدير صور متعددة عن الثورة الجزائرية بلغة سينمائية راقية جعلت منه اسما سينمائيا كبيرا.
إعادة تسمية سينما كوليزي باسم السينمائي المناضل جمال الدين شندرلي، خطوة جاءت لتحارب ثقافة النسيان، و مبادرة أشاد و نوه بها جموع الفنانين الحاضرين و الجماهير التي لم تخلف الموعد، و من لا يعرف هذه القامة الفنية سنعّرف بها من خلال أعمالها السينمائية، فشندرلي الذي اتخذ من السينما و الكاميرا وسيلة للتعريف بالثورة الجزائرية في الخارج و التأكيد على شرعية نضال ابناءها، يعد أول من أنتج صورا من داخل البلاد عن الكفاح المسلح للشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية، و لهذا اختارته الحكومة الجزائرية المؤقتة سنة 1957 ضمن فريقها، ليروج للثورة من بوابة الإعلام، و هذا يعكس ثقل هذا المجاهد و السينمائي في مسار الثورة التحريرية، فقد جمعه العمل المسلح بكبار السينمائيين الذين شغلهم وجمعهم هم واحد وهو استقلال البلاد و تحرير العباد، “كمحمد لخضر حمينة” و “بيار كلارمون” الذي أنجز و إياه فيلما وثائقيا بعنوان “لاجئون جزائريون”، و السجل السينمائي يحتفظ برصيد هام و كبير للسينمائي و المصور الفوتوغرافي جمال الدين شندرلي ك”بنادق الحرية”، “جزائر وسط النيران”، “أمة الجزائر”.
وثائقيات تلمسان في بانوراما السينما الجزائرية
و يأتي تدشين سينماتيك ”جمال الدين شندرلي” تزامنا و افتتاح بانوراما السينما الجزائرية التي سيتم خلالها عرض ثلاثين فيلما من مجموع أربعين وثائقيا منجز في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، فالأعمال الثلاثين تتناول جوانب مختلفة من تاريخ، أعلام و تراث تلمسان، فقد حاول أصحابها التعريف بالإرث الثقافي و البعد الديني و كذا الوجه الحضاري للمنطقة، و تسليط الضوء على الانجازات التاريخية و الذاكرة الشعبية الجماعية، و ستدخل المنافسة الرسمية للبانوراما الأفلام التالية: “عبد المؤمن بن علي الكومي” لجمال بن صابر، “مساجد تلمسان في عهد المرابطين ومن بعدهم” لكمال بوعلام، “الشيخ سيدي محمد السنوسي” للمين مرباح، “الشيخ عبد الكريم المغيلي” للعربي لكحل، “حلم النسور” لمحمد حازورلي، “المساجد والزوايا والأضرحة” لحسين نازف، “تلمسان تقاوم” لعمار عراب، “أسرار أبواب تلمسان” لأحمد عطاطفة، “دار الحديث فضاء علم و عبادة” لسعيد عولمي، “بستان تلمسان” لحفيظ

صالح، “الشيخ عبد الكريم دالي” لبن نوار بكار، “تلمسان الشجرة الطيبة” لرابح لعراجي، “سيدي بومدين شعيب الغوث” ليحي مزاحم، ” الشيخ قدور بن عاشور” لنزيم قايدي، “الحاجة لالة مغنية” لمصطفى حسيني، “القوال” لبوعلام عيساوي، “تلمسان معالم وميراث” لسعيد مهداوي، “حصار تلمسان” للطيب شريف صديق ، “تلمسان نوبة الأندلس” لشريف عقون، “العالم وفق ديب” لجيلالي خلاص، “تلمسان المدينة العتيقة” لمهمل عماروش، “على خطى الشيخة طيطمة” لمينة كسار، “تلمسان المسجد الكبير” لمحمد حويدق، “الشيخ سيدي محمد بلقايد” للحاج أحمد منصوري، “مزاهر عالمات ومجاهدات” لنور الدين بن عمار، “تلمسان – بجاية علاقات ثنائية عميقة” لبن عمار بختي، “عندما أصبحنا غرباء في بلادنا” لمريم حميدات، “ابن خلدون” لشرقي خروبي، “مصير راع” وهو فيلم ثان عن شخصية سيدي بومدين الغوث لعبد الرحمن بن عروس.
وستقيم لجنة التحكيم المكونة من مخرجين سينمائيين و مؤرخين أفلام البانوراما لتتوج أفضلها بجائزة ”أحسن فيلم وثائقي”، ”أحسن تكييف للنص و البحث التاريخي”، و ”أحسن إعادة تركيب تاريخي”.