“بالمستقبل” افتتح مهرجان الجزيرة التسجيلي الثامن

 خاص – الوثائقية
انطلقت أمس الدورة الثامنة لمهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية التي حملت شعار “المستقبل”. وهو شعار أراده أصحابه أن يجسدوا حالة من النضج والتطور التي بلغها المهرجان وهو يخطو خطاه في السنوات السبع السالفة. وقد عبر مدير إدراة شبكة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني عن هذا التوجه في كلمته أمام الضيوف والحضور. حيث أكد على تواصل رسالة المهرحان وهي التعريف بالإبداعات الفنية العربية والعالمية في جو من الانفتاح على ثقافات العالم وهموم البشر في شتى أقطار الدنيا. وفي هذا الصدد اعتبر رئيس مجلس غدارة الشبكة أن رسالة المهرجان تجسد روح رسالة الجزيرة القائمة على نصرة قضايا الإنسان دون فرق بين جنس أولغة.
وقدشهدت هذه الدورة تكريما للإعلام وذلك من خلال تكريم أحد صحافيي الجزيرة الذي مر بمحنة ناهزت العقد من الزمن وهو تيسير علوني الذي اتهم بدعمه للإرهاب في المحاكم الاسبانية. وقام المدير العام لشبكة الجزيرة الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني بتكريم العلوني وتسليمه درع الجزيرة اعترافا من الشبكة بتضحية أحد أبنائها الذي ذهب ضحية القيام بواجبه الإعلامي.

                          المدير العام للشبكة يكرم الزميل تيسير علوني

وبلغة الأرقام تعتبر هذه الدورة ناجحة فقد شهدت وصول أكثر من ألف طلب مشاركة ليتم انتخاب حوالي 168 فيلما جاءت من حولي 60 دولة. وتوزعت عبر المسابقات الأربع وهي الفيلم الطويل والمتوسط والقصير والأفق الجديد. وأما لجنة التحكيم فتتكون من 15 عضوا من 15 دولة منها ثلاث دول عربية وهي قطر ومصر والعراق. ويقام على هامش المهرجان معرض للقناوت والمؤسسات المتخصصة في الفيلم التسجيلي وضم هذه السنة أكثر من 50 قناة ومؤسسة إنتاج.
اختارت إدارة المهرجان فيلم الافتتاح هذه المرة فيلما فلسطينيا أخذ عنوان “مونولوغات غزة” وهو فيلم من الإخراج المخرج الفلسطيني خليل مزين. وتناول هذا الفيلم تجربة فريدة في المعالجة النفسية لأطفال غزة بعد العدوان الصهيوني في 2009. فقد سلط الفيلم الضوء على النشاكات التي تقوم بها مؤسسة عشتار لمعالجة الأطفال الفلسكينيين بواسطة المسرح والأنشطة الفنية.
“مونولغات غزة” هو حالة فنية من حالات التعبير عن الحزن ولكن بشكل جمالي. هو ملحمة لاختبار قوة الكائن الفلسطيني على الحياة والابتسامة. تقوم هذه التجربة على مفهوم المونولوغ والاعتراف بالألم مهما يكن داميا ومزعجا وقاهرا. وهذه التجربة هي أيضا حالة من حالات نبذ العدمية والسقوط. إنه يبرهن أن البؤس المعرقل للحياة هو ذلك الذي يعشش في الرأس . واليوم الذي تنزعه من العقل يصبح العالم البائس قابلا للحياة  هذا ما توصل إليه مدربوا الأطفال في فرقة عشتار في غزة. فقد تضافرت جهود المخرج المسرحي والمتخصص النفساني في جعل أطفال محطمة بيوتهم ونفوسهم إلى أن يتخطوا أومتهم ويغيروا معنى غزة في أدمغتهم. بدأ الفيلم بعبارة لأحد الغزاويين المعبرة جدا “الحرب انتهت على الأرض ولكنها لسة موجودة في رأسي” وانتهى الفيلم بأغنية مليئة بالأمل وبصورة بحر غزة الهادر.
التجربة نجحت مرتيتن مرة بتكوين مجموعة من الشباب القادر على القيادة في مجتمع متشنج دائما ومتور بسبب الغازي ومرة عندما انتشرت تلك المونولوغات في العالم عندما ترجمها أصحابها إلى الكثير من اللغات وقمة النجاح بلغت عندما شارك مائات أطفال غزة في جولة في مدن العالم للتعريف بقضيتهم عبر قراءة “مونولوغات غزة”.


إعلان